57 قتيلا في هجمات لقوات الدعم السريع في دارفور في غرب السودان

57 قتيلا في هجمات لقوات الدعم السريع في دارفور في غرب السودان

بورت سودان -(أ ف ب) – قتل 57 شخصا في هجمات لقوات الدعم السريع الجمعة على مدينة الفاشر ومخيم للنازحين قربها، وهي آخر عاصمة ولاية يسيطر عليها الجيش في إقليم دارفور ومحور معارك ضارية، بحسب ما أعلنت تنسيقية لجان المقاومة.
وتقوم تنسيقيات لجان المقاومة المؤيدة للديموقراطية بتنسيق المساعدات في السودان منذ نشوب الحرب في 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.
وقالت التنسيقية في بيان إن الهجوم الأول الذي شنّ تحت غطاء نيران كثيفة “استهدف صباح اليوم معسكر زمزم للنازحين من محورين، الجنوبي والشرقي”.
وأضافت أنه “تم التصدي للهجوم… المعلومات التي وصلتنا الآن تفيد بأن هنالك 25 مواطنا استشهدوا اليوم، من بينهم أطفال وكبار ونساء، وعدد من الجرحى والمصابين”.
ووصف شهود عيان مشاهد توغل مركبات قتالية إلى المخيم تحت غطاء نيران كثيفة.
وبحسب التنسيقية “تم التصدي للهجوم ولا توجد معلومات مؤكدة على حجم الأضرار مع انقطاع شبكات الإنترنت وتوقفها لدواع أمنية”.
كذلك، هاجمت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر نفسها من جهة الشرق والشمال الشرقي “بقصف مدفعي عيار 120 وقناصات”، إضافة إلى إطلاقها “سربا من المسيرات الانتحارية”، ما أدى إلى مقتل 32 مدنيا بينهم أربع نساء وعشرة أطفال، بحسب تنسيقية لجان المقاومة.
وتأتي هذه الهجمات غداة قصف قوات الدعم السريع مخيم أبو شوك، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 مدنيا وإصابة 25 آخرين، وفق مسعفين.
وتكثّف قوات الدعم السريع جهودها للسيطرة على كامل إقليم دارفور في غرب البلاد منذ خسرت مواقعها في العاصمة الخرطوم في آذار/مارس.
– “صراع عنيف عبثي” –
في جنيف، أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة أنه يخشى عواقب كارثية على المدنيين مع دخول النزاع عامه الثالث.
وقال “يجب أن يكون الصراع العنيف العبثي المستمر منذ عامين بمثابة تحذير للأطراف بضرورة إلقاء السلاح وللمجتمع الدولي بالتحرك”.
وتابع تورك “على السودان ألا يستمر في هذا النهج المدمر”.
تعاني المخيمات المكتظة في ضواحي مدينة الفاشر كمخيم زمزم بشكل كبير منذ بداية الحرب.
ويعتبر مخيم زمزم إلى جانب أبو شوك والسلام، أحد المخيمات الثلاثة الكبيرة في ضواحي الفاشر.
وتفشت المجاعة في المخيمات ويتوقع أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى في شمال دارفور، من بينها العاصمة الفاشر، وفق ما أكد تقييم تدعمه الأمم المتحدة.
صارت ثالث أكبر دولة في افريقيا من حيث المساحة مقسّمة عمليا، إذ يسيطر الجيش على مساحات واسعة في شرق البلاد وشمالها بينما تسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من دارفور غربا وأجزاء من جنوب السودان.
– عنف جنسي –
أدى النزاع إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون سوداني والتسبب بأسوأ أزمة إنسانية حديثة، وفق الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.
يواجه كل من الجيش وقوات الدعم السريع اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو مليوني شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد في السودان وأن 320 ألفا يواجهون المجاعة.
كذلك، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس من أن ثلثي السودانيين الذين يعيشون في مناطق الحرب أصبحوا محرومين من الرعاية الطبية بسبب إغلاق غالبية المرافق الصحية.
وندّدت منظمة العفو الدولية الخميس في تقرير بالمعاناة التي يتعرض لها المدنيون، بما في ذلك استخدام قوات الدعم السريع بشكل واسع النطاق، للعنف الجنسي الذي وصل في حالات إلى استعباد الجنسي.
واتهم السودان الإمارات العربية المتحدة أمام محكمة العدل الدولية الخميس بأنها كانت “القوة الدافعة” وراء ما تصفه الخرطوم بأنه “إبادة جماعية” في دارفور، من خلال الدعم الذي يشتبه بأنها قدمته لقوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبوظبي.