نتنياهو يمنع وزراء الخارجية العرب من دخول رام الله: مصادر إسرائيليّة تؤكد استغلال العدوان لضمّ الضفّة والتقليل من أهمية المظاهر الدبلوماسيّة، والسفير الأمريكي في إسرائيل يصر على عدم وجود شعب فلسطيني.

نتنياهو يمنع وزراء الخارجية العرب من دخول رام الله: مصادر إسرائيليّة تؤكد استغلال العدوان لضمّ الضفّة والتقليل من أهمية المظاهر الدبلوماسيّة، والسفير الأمريكي في إسرائيل يصر على عدم وجود شعب فلسطيني.

 

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:

 

نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ وامةٍ في تل أبيب، كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة النقاب عن أنّ خطوات رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، نحو ضم الضفة الغربية، مع استغلاله لانشغال العالم بحربه على غزة، من شأنها أنْ تهدد الاستقرار الإقليميّ وتضعف آفاق السلام، على حدّ تعبيرها.

 

وذكرت المصادر عينها، وفق تقرير الصحيفة، أنّ نتنياهو يعمل بهدوء مسرّعًا عملية ضمّ الضفة الغربيّة بحكم الأمر الواقع، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ جهود حكومته بدأت حتى قبل هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، لكنها استمرّت بوتيرة أسرع تحت “غطاء الحرب”، مكتسبة زخمًا أكبر بعد عودة دونالد ترامب إلى رئاسة أمريكا.

 

وتحدثت (هآرتس) عن الخطوات الأخيرة نحو ضمّ كامل الضفة العربيّة، مثل الإعلان عن بناء 22 مستوطنة جديدة، والسعي لإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية المعزولة التي تُعتبر غير قانونية حتى بموجب القانون الإسرائيليّ، وتوسيع الطرق التي تخترق الضفة الغربية وتُرسّخ السيطرة الإسرائيليّة.

علاوة على ما ذُكِر أعلاه، شدّدّت الصحيفة العبريّة على أنّ كلّ تلك التحركات كانت بالتوازي، وهي جميعها جزء من استراتيجية موحدة أوسع نطاقًا.

 

وأضافت أنّ هذه الإستراتيجية لا تشمل منح الفلسطينيين في هذه المناطق الجنسية الإسرائيليّة أو الحقوق المدنيّة أو حق التصويت.

 

كما لفتت (هآرتس) إلى إشارة “رمزية” تؤكد مضي حكومة نتنياهو بمخططها، بعد منعها وفدًا يضم وزراء خارجية عربًا من زيارة مدينة رام الله، والتي كانت تمثل دفعة إقليمية متجددة نحو حلّ الدولتين، معتبرة أنّ المنع الإسرائيلي أكد أن تل أبيب لم تعد تكترث حتى بالحفاظ على المظاهر الدبلوماسية لإخفاء سعيها لضم الضفة.

 

وخلصت الصحيفة الإسرائيليّة إلى القول إنّ خطط نتنياهو المتسارعة لضمّ الضفة ستؤدي إلى صِدام مع حكوماتٍ أوروبيّةٍ وعربيّةٍ، كما ستُهدد بتقويض إنجازات ترامب في المنطقة.

 

ومن الجدير ذكره في هذا السياق أنّه في الأسبوع الماضي، هدد وزير خارجية  الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، بفرض السيادة على مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن، ردًا على أيّ اعترافٍ بدولة فلسطين من دول كبرى بينها بريطانيا وفرنسا، وفق ما أفادت به صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية.

 

ونقلت الصحيفة، عن ساعر، قوله إنّ “أيّ خطواتٍ أحادية ضد إسرائيل ستقابل بخطوات أحادية من قبلها”، في إشارة إلى نية تل أبيب الرد بضمّ أراضٍ فلسطينيّةٍ حال الاعتراف الدوليّ بالدولة الفلسطينيّة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ ساعر هدد الدول التي تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بأن هذه الخطوة ستقابل بضم أحادي من قبل إسرائيل لمستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن.

وقالت الصحيفة إنّ هذا التحذير يأتي في ظلّ الجهود التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لعقد مؤتمر دولي في نيويورك، منتصف حزيران (يونيو) الجاري، بهدف حشد اعترافات دولية بدولة فلسطينية، بدعم من السعودية.

 

وذكرت مصادر دبلوماسية للصحيفة، أنّ ماكرون، يسعى إلى أنْ يكون 18 يونيو، موعدًا لإعلانات رسمية من عدة دول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية، التي اتهمت الرئيس الفرنسي بـ”الخداع”، مدعية أنه أبلغ تل أبيب مسبقًا بعدم اتخاذ هذه الخطوة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأنها لن تشارك في المؤتمر، لكنها لن تمارس ضغوطًا علنية على الدول الأخرى لثنيها عن المشاركة.

يُشار إلى أنّ السفير الأمريكي في الكيان، مايك هاكابي، كان قد أكّد أنّ الضفة الغربيّة المُحتلّة هي جزءٌ من إسرائيل، بما يخالف سياسة الولايات المُتحدّة المُعلنة في هذا الشأن.

وكان هاكابي، يتحدث للصحافيين في بلدة شيلوه القديمة، الواقعة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، على هامش زيارة قام بها إلى إسرائيل، وأوضح في سياق حديثه “أشعر بالتأثر لزيارة هذه البلدة، شيلو، التي تُعّد العاصمة الأولى لبني إسرائيل، الصلة بين كتاب الدين اليهوديّ وبين الشعب الإسرائيليّ مهمة للغاية”.

وتابع هاكابي، الذي عمل قسيسًا قبل خوضه الحياة السياسة، إنّه “إذا كنتم ستزورون إسرائيل فعليكم أنْ تزوروا إسرائيل بأكملها ومن شأن ذلك أنْ يشمل يهودا والسامرة، وهو الاسم التوراتي للضفة الغربيّة”.

وفي العام 2008 أطلق تصريحه القائل بعدم وجود شعبٍ فلسطينيٍّ، زاعمًا أنّ مُصطلح (فلسطين) يُستخدم من أجل الضغط على الدولة العبريّة لتقديم تنازلات في قضية الاستيطان.

وبحسب الإعلام العبريّ، فإنّ هاكابي عاد وكرر الموقف عينه في العام 2011 خلال مقابلةٍ أدلى بها لصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكيّة، حيث أضاف أنّ الادعاء بأنّ الفلسطينيين كانوا في (أرض إسرائيل) منذ مئات السنين، لا يمُتّ للواقع بصلةٍ، على حدّ قوله.