دواء مبتكر يقلل ضغط الدم المقاوم للعلاج ويعطي الأمل لملايين من المرضى

لندن-راي اليوم
في خطوة واعدة نحو السيطرة على أحد أكثر المشكلات الصحية انتشارًا في العالم، كشفت دراسة حديثة عن فعالية دواء جديد يُدعى “لوروندروستات” (Lorundrostat) في خفض ضغط الدم المرتفع، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط دم غير منضبط رغم تناولهم أدوية متعددة.
كيف يعمل لوروندروستات؟
ينتمي لوروندروستات إلى فئة الأدوية التي تستهدف هرمون الألدوستيرون، وهو هرمون ستيرويدي تنتجه قشرة الغدة الكظرية. يلعب الألدوستيرون دورًا محوريًا في تنظيم توازن الأملاح والماء في الجسم من خلال الاحتفاظ بالصوديوم والتخلص من البوتاسيوم عبر الكلى. غير أن ارتفاع مستوياته قد يؤدي إلى احتباس السوائل وزيادة ضغط الدم، وهي عوامل تساهم بشكل مباشر في تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية.
لوروندروستات يعمل على تثبيط الإنزيم المسؤول عن إنتاج الألدوستيرون، ما يقلل من مستوياته في الجسم ويساهم في خفض ضغط الدم بشكل فعال، خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون من اختلال في تنظيم هذا الهرمون.
نتائج الدراسة: انخفاض مستمر في ضغط الدم
قاد الدراسة فريق من الباحثين في مركز ويليام هارفي للقلب بجامعة كوين ماري في لندن، بالتعاون مع أخصائيين من مؤسسة بارتس هيلث التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية. وتم الإعلان عن النتائج خلال المؤتمر الأوروبي الرابع والثلاثين حول ارتفاع ضغط الدم وحماية القلب والأوعية الدموية الذي عُقد في مايو 2025.
وشملت الدراسة مرضى بالغين لم ينجحوا في خفض ضغط دمهم رغم تناولهم من 2 إلى 5 أنواع مختلفة من الأدوية. وأظهرت التجارب أن جرعة يومية من لوروندروستات بتركيز 50 ملغ كانت كفيلة بخفض ضغط الدم الانقباضي بشكل ملحوظ ومستمر.
علاج واعد لمرضى الضغط المقاوم
صرح الدكتور مانيش ساكسينا، المدير المشارك للمركز وأحد القائمين على الدراسة، قائلاً:
“رغم وجود العديد من العلاجات، فإن أكثر من 40% من مرضى ارتفاع ضغط الدم لا يحققون مستويات السيطرة المطلوبة. هذه التجربة تمثل استجابة حقيقية للحاجة إلى خيارات جديدة وفعالة”.
وأشاد الدكتور ساكسينا بسجل أمان الدواء، مضيفًا أن لوروندروستات أظهر نتائج إيجابية لدى مجموعة متنوعة من المرضى حول العالم، ما يجعله مرشحًا قويًا ليكون خيارًا علاجيًا جديدًا في المستقبل القريب.
انتشار الضغط وتأثيره على الصحة
يُذكر أن واحدًا من كل ثلاثة بالغين حول العالم يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وهو أحد العوامل الرئيسية وراء الإصابة بالسكتات الدماغية، وأمراض القلب، والنوبات القلبية. كما تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 30% من مرضى الضغط يعانون من خلل في تنظيم الألدوستيرون، ما يسلط الضوء على أهمية تطوير أدوية تستهدف هذا الخلل بدقة.
هل يكون لوروندروستات الحل؟
مع هذه النتائج المبشرة، يلوح في الأفق أمل جديد لمرضى ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج، الذين لطالما واجهوا تحديات في السيطرة على ضغطهم رغم الالتزام بالعلاج. ومع توفر الدواء في الأسواق قريبًا، قد يشهد المجال الطبي تحولًا كبيرًا في طريقة إدارة هذا المرض المزمن والواسع الانتشار.