أهلاً بأهل المنزل، وأنتم تضربون بالدف… هذه روايتكم بصدق… وردنا: هل يمكن أن تفاجئونا بتغيير؟

أهلاً بأهل المنزل، وأنتم تضربون بالدف… هذه روايتكم بصدق… وردنا: هل يمكن أن تفاجئونا بتغيير؟

فؤاد البطاينة
عجز دولي كامل، وهروب لا أخلاقي لمجلس الأمن وأعضائه الدائمين أمام الكيان الصهيوني ووقفه عن عمليات الإبادة للإنسانية في غزة، وإخضاعها لمناورات التفاوض، وتواطؤ فاضح أو رضوخ من جانب ترامب والضامنين العرب لإرادة الكيان في تخليه عن التزامه بالإتفاق السابق والسعي لاتفاق جديد يكرَّسُ لاسترداد أسراه واستئناف محارق الإبادة. إنه الصمت الدولي على تنفيذ المشروع الصهيوني بأبعاده المتجاوزة لصفقة القرن، وليس في هذا العالم من مُتبرع لمواجهة الصهيوني اليهودي نيابة عن أنظمة عربية صامتة أو متواطئة. هذه نتائج خدعة التطبيع واستحقاقاته الدولية، وعندما يكون رب البيت بالدف ضارباً.
حكامنا الأبرار، القانون الدولي وشرعة الأمم ومواثيقها تُحرِّم الإعتراف بأي احتلال، ووحدكم فعلتوها. والمنطق السياسي يرفض ويستهجن ويُحرم على من احتلت أرضه أن يعترف ويطبع علاقته مع المحتل وفعلتوها، فقلنا هذه خيانة من أعمال الدكتاتوريات غير الوطنية. وعندما قفزتم وانقلبتم على مفهوم التطبيع بين الدول وخطوتم الى التعاون مع المحتل بكل سبل الدعم المادية والخدماتية التي يحتاجها لحماية احتلاله وترسيخه، وحجبتم بهذا السلوك كل تدخل دولي رسمي معاكس لخيانتكم، أطلقنا عليكم تواضعاً اسم “عملاء “.
وعندما تماديتم أكثر واضطلعتم بدور الحرب والتضييق على الشعب الفلسطيني، وملاحقته وكبح مشاعره الوطنية وشيطنة مقاومته المشروعة بالقانون الدولي وقننتموها كإرهاب, تكونوا قد انتقلتم من حالة العمالة إلى حالة اختراقية أنتم فيها مكون أصيل من جسم الإحتلال، فسموا أنفسكم بأنفسكم.
 وعندما تماديتم أكثر واضطلعتم بدور الحرب والتضييق على الشعب الفلسطيني وملاحقته وكبح مشاعره الوطنية وشيطنة مقاومته المشروعة بالقانون الدولي وقننتموها كإرهاب, تكونوا قد انتقلتم من حالة العمالة إلى حالة اختراقية أنتم فيها مكون أصيل من جسم الإحتلال، فسموا أنفسكم بأنفسكم.
وحيث تغولتم بأخذ دور الشريك بتواطؤكم ودعمكم لمجرمي حرب الحصار والإبادة الجماعية للفلسطينيين أصبحتم مجرمي حرب في ذمة المحاكم الدولية، أمّا لشعوبكم، فليس لكم غير أعواد المشانق التي تتنجس حبالها بلمس رقابكم.
دعونا نتساءل فنحن نبحث عن اليقين والسر فيما تفعلون، وعن إعلان شعوبكم للملاء بفقدانكم شرعية تمثيلها. فما تفعلونه لا يندرج تحت مفهوم التطبيع القائم على الإعتراف والعلاقات العادية بين دولتين، بل هو تحالف مع العدو على فلسطين وقضيتها وشعبها، وعلى أقطارنا لتكون فريسة ضعيفة بلا أحشاء منزوعة السلاح للمشروع الصهيوني. والآن ما هو غرضكم من التعاون علينا مع عدونا الوجودي بعنوان التطبيع الوهمي؟ وبعضكم يبعد الاف الكيلومترات عن فلسطين وليس له صلة مع شعبها تحت الإحتلال، ويقول ويفعل ما يخجل المحتل من قوله وفعله؟
 هل تريدون كما يقول بعضكم، من كيان طفيلي مالاً أو إنقاذ ميزان تجاري أو اقتصاد وطني، بينما المال أنتم خزنته ولصوصه وكل منكم يتبرع للعدو حصراً بما عنده من بئر الزيت إلى كأس الماء. وتدرون أن بناء الإقتصاد يكون بالإنفتاح على دول تمتلك شروطه، ويحتاج لقوة تحميه. أم تريدون صداقة الكيان لحماية أنفسكم والقاعدة تقول أن معاداة العدو أسلم من صداقته ومن إدخال الدب للمزرعة. ألا تخجلون من شعوبكم ومن قادة العالم وأنتم تشهدون اليمن الحر على فقره استطاع شل حركة الكيان وأدّب أمريكا، وقادر أكثر منها على تدفيعكم الجزية؟
أم أنكم تريدون حقاً أن نصدق بأن قلبكم على الفلسطينيين وتريدون اقناع الكيان بالتخلي عن احتلاله أو تحقيق تسوية سلمية؟ كيف يكون هذا ودوركم في الحصار والمذابح الجماعية للفلسطينيين فضيحة منشورة على كل حبل وسطح في المعمورة، كيف والخيل تمد أقدامها منذ عقود وفشلت، فما عسى الفئران فاعلة؟ أم أنكم تريدون باباً على أمريكا، بينما هي الطامع الأساسي بمال وثروات وجغرافيا أوطاننا. ألسنا نعيش تجربتكم مع الكيان وكارثيتها منذ عقود وخاصة على دول الطوق؟
السبب المعلن منكم لكل هذا، (والمعلن دائماً هو للإفك غطاء )، هو حمايتكم للدين وللأرض من إيران. بينما تتجاهلون بأن الدين مُسخ واستبدل في قاموسكم بآخر صنع في “تل أبيب” وليس في طهران، وأن الأرض محتلة في فلسطين ومستباحة في دولكم من حليفكم على إيران، وإيران شئتم أو أبيتم أو علّلتم أو اتهمتوها بأغراض لها، فإن الواقع المُشاهد على الأرض والملأ، هو أنها وحدها اليوم التوازن والكرامة الوطنية والسيادة في المنطقة، وأنتم فيها حكام الذل.
كاتب عربي اردني