رشيد مصباح فوزي: الجزائر: متى ستنتهي الأزمات وتنقضي المعاناة… سيّدي الرئيس؟

رشيد مصباح فوزي: الجزائر: متى ستنتهي الأزمات وتنقضي المعاناة… سيّدي الرئيس؟

رشيد مصباح فوزي

التوجيهات التي تصدر عن الرّئيس (تبّون) تصبّ كلها تقريبا في مصلحة الطبقة الكادحة التي أصبحت، ولأسباب لها علاقة بغياب الاستشراف الاستراتيجي،  تغطّي شريحة واسعة من الشّعب الجزائري. وهي امتداد للسيّاسة الإجتماعية التي تتبنّتها ولاتزال تتبنّاها الدّولة الجزائريّة منذ زمان؛ يعود إلى نصّ وروح بيان أوّل نوفمبر 1954.
 تهدف هذه السيّاسة إلى معالجة مشاكل الطبقة الضعيفة وتحسين الظروف معيشتها. لكن، يبدو أن هناك ”لوبي“ نشأ كالفطر من العدم، مستمدّا وجوده من معاناة الشعب الجزائري، مستغلاّ في ذلك بعض الظروف التي تمرّ بها الجزائر. لم يعجبه هذا التوجّه لأنّه لا يخدم مصالحه. فهو يعمل من خلال عملائه المتسلّلين في مفاصل الدّولة على عرقلة كل المساعي التي يقوم بها (تبّون)، حرصا على إفقار الشعب، وبالتالي الحصول على اليد العاملة الرخيصة.
وقد سُئل أحد الأميار المحسوبين على الطبقة البورجوازية في سبعينيّات القرن الماضي عن سبب رفض المجالس الشعبية المتتالية بعض المشاريع الهامّة التي كانت في الأصل موجّهة لتقضي على البطالة ببلدية (مداوروش)، قبل أن يتم تحويلها إلى بلديات مجاورة. فكان ردّه كالتّالي: ”ومن يخدم الأرض إذا ذهب هؤلاء“. ويقصد بذلك فتح المجال أمام توظيف اليد العاملة؟
لقد تعرّض (الطاهر وتّار) رحمه الله في كتابه اللاّز، إلى الخلاف الذي وقع بين جبهة التحرير وبعض البرجوازيين خلال سنوات ثورة التحرير المجيدة. كما أن الرئيس الرّاحل (هواري بومدين) تعرّض لمؤامرات عديدة من طرف هؤلاء”الماركونتيّة“ وعبّر عن فشل سياسته الاجتماعية خلال مرحلة  من المراحل الطويلة  التي عرفت صراعات. إلـى أن جاء الشادلي ومنح لهذا ”اللّوبي“ الضّوء الأخضر.
تصريحات الرّئيس(التبّون) إمّا أنّها مجرّد ”شعبوية“ لذر الرماد في العيون. أو أنّها ”دنكشوطيّة“ غير قابلة للتجسيد، والسبب هم هؤلاء الأثرياء الذين لا يريدون الخير للشعب الجزائري. ويقفون سدّا منيعا، و ”حجر عثرة“ في وجه الإصلاحات. و حائلا أمام كل المحاولات الرّاميّة إلى تحسين ظروف معيشة المواطنين الغلابة؛ وهم وراء افتعال كل الأزمات في البلاد.
وأمّا ”السّيرك الإعلامي“ الذي أشار إليه الرّئيس (تبّون)؛ وهو صادق في ذلك، هو بمثابة ”الشجرة التي تغطّي الغابة“. ومجرّد ”ضجّيج إعلامي“ للتغطية على حجم المعاناة التي تعيشها الطبقة الكادحة. وما يقوم به بعض الإطارت والولاّة خلال الخرجات الميدانية، من ”كرنفالات“ -على حد قول(تبّون)- لا تعدو أن تكون مجرّد ”تمثيليليّات“. والغريب هو أن هذه ”الكرنفالات“ لم تعد حكرا على إطارات الدولة فحسب، بل أصبحت ظاهرة اجتماعية تتصدّر وسائط التواصل الإجتماعي.
الجــــــــــزائر