ترامب يحض روسيا على المضي نحو تسوية في أوكرانيا ومبعوثه يلتقي بوتين.. وكييف تخشى إرغامها على تقديم تنازلات

ترامب يحض روسيا على المضي نحو تسوية في أوكرانيا ومبعوثه يلتقي بوتين.. وكييف تخشى إرغامها على تقديم تنازلات

موسكو- (أ ف ب) – التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستيف ويتكوف، مبعوث دونالد ترامب، الجمعة في سان بطرسبرغ، فيما دعا الرئيس الأميركي موسكو إلى “التحرك” للمضي قدما نحو تسوية في أوكرانيا.
واعتبر ترامب على منصته الاجتماعية “تروث سوشل” أن “على روسيا التحرك”، مشيرا إلى أن الحرب التي أطلقتها موسكو عبر غزو أراضي أوكرانيا مطلع عام 2022 “عبثية” و”كان يجب ألا تقع”.
ويضغط ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ويثير هذا الإصرار مخاوف كييف من إرغامها على قبول تنازلات قاسية، خصوصا أن ترامب يبعث إشارات متناقضة.
وتجري إدارته محادثات منفصلة مع كبار المسؤولين الروس والأوكرانيين، لكنها لم تسفر عن وقف شامل لإطلاق النار، ولا تزال المفاوضات مستمرة.
– “مئات المقاتلين الصينيين” –
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن “مئات” المواطنين الصينيين يقاتلون لحساب روسيا في أوكرانيا، متهما موسكو بمحاولة “إطالة أمد الحرب، حتى من خلال استغلال أرواح الصينيين”، بعد أيام على اتهامه إياها أيضا بجرّ بكين إلى النزاع.
جاء تصريح زيلينسكي من مسقط رأسه مدينة كريفي ريغ في وسط أوكرانيا، خلال اجتماع عبر تقنية الفيديو مع القادة العسكريين لحلفاء أوكرانيا الرئيسيين المجتمعين في بروكسل والذين طلب منهم تزويد بلاده عشرة أنظمة دفاع جوي إضافية من طراز باتريوت أميركية الصنع.
وكان زيلينسكي اتهم بكين بأنها على علم بأن مواطنيها يُجنَّدون في الجيش الروسي، وهو تصريح اعتبرته الصين “غير مسؤول”.
كذلك، دعا الرئيس الأوكراني الغرب إلى المضي في إنشاء قوة عسكرية لنشرها في بلاده في حال توقف الأعمال القتالية، لردع روسيا عن مهاجمتها مجددا.
وقال “نحتاج إلى تحديد تفاصيل واضحة في ما يتعلق بحجم هذه الوحدة الأمنية في أوكرانيا وبنيتها ونشرها ولوجستياتها ودعمها ومعداتها وتسليحها”.
كانت روسيا رفضت هذا المقترح في أوائل آذار/مارس، قائلة إنه “ليس ممكنا التوصل إلى أي تسوية” في ما يتصل بنشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا.
– لقاء بوتين وويتكوف –
يأتي ذلك فيما جرى لقاء بعد ظهر الجمعة بين الرئيس الروسي وويتكوف، مبعوث ترامب.
واستمر اللقاء أكثر من أربع ساعات وتناول خصوصا ملف أوكرانيا، وفق وكالات أنباء روسية.
وفق وكالتي ريا نوفوستي وتاس، استمرت المحادثات أربع ساعات وثلاثين دقيقة. وأفاد مراسل صحيفة إزفيستيا على تلغرام بأن الوفدين غادرا المكتبة الرئاسية حيث عقد الاجتماع.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قال إن المحادثات “ستتطرق إلى مختلف جوانب التسوية الأوكرانية. ثمة جوانب كثيرة، والموضوع معقد جدا”، حسبما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الحكومية.
لكن الكرملين لا يتوقع تحقيق “اختراقات” دبلوماسية خلال المحادثات، حسب بيسكوف.
وأوضح المتحدث أن “عملية تطبيع العلاقات والبحث عن أرضية للمضي نحو تسوية (للنزاع في أوكرانيا) جارية”، مؤكدا أن “العمل الجاد مستمر. ومن الطبيعي أن يحمل ويتكوف (…) شيئا من رئيسه إلى بوتين”.
في وقت سابق، التقى ويتكوف الجمعة في مدينة سان بطرسبرغ كبير المفاوضين الاقتصاديين في الكرملين كيريل دميترييف الذي زار واشنطن مطلع نيسان/أبريل، في أول زيارة يجريها مسؤول روسي للولايات المتحدة منذ بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
– استياء أميركي –
وكثف ترامب هجماته ضد زيلينسكي وانتقد مساعدات بلاده لكييف.
لكن ترامب هدد أيضا روسيا بعقوبات جديدة إذا لم تتجه نحو السلام.
في نهاية آذار/مارس، أعرب ترامب لقناة “إن بي سي” عن “السخط والاستياء” من بوتين خصوصا بعدما أثار الأخير فكرة “إدارة انتقالية” في أوكرانيا من دون زيلينسكي في إطار اتفاق سلام.
وكان ويتكوف أشاد ببوتين خلال مقابلة الشهر الماضي وقال إنه “زعيم عظيم” و”ليس رجلا سيئا”.
لكن الرئيس الروسي لم يوافق على الاقتراح الأميركي بهدنة لثلاثين يوما، فيما وافقت عليه أوكرانيا. وانتزع ترامب فقط موافقة نظيره الروسي على تعليق الضربات على منشآت الطاقة.
ومذّاك، تتبادل أوكرانيا وروسيا التهم بانتهاك هذا التعهد.
وأعلنت واشنطن في نهاية آذار/مارس هدنة في البحر الأسود.