ارتفاع أسعار الذهب مع تنامي الضبابية الاقتصادية وانخفاض الدولار

ارتفاع أسعار الذهب مع تنامي الضبابية الاقتصادية وانخفاض الدولار

لندن-راي اليوم
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات يوم الأربعاء، مدفوعة بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة وسط أجواء من عدم اليقين التي تخيم على العلاقات التجارية العالمية، لاسيما بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب تنامي المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي. وساهم تراجع الدولار في تعزيز جاذبية الذهب للمستثمرين حول العالم.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى 3370.67 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 02:09 بتوقيت غرينتش، في حين صعدت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.5% لتسجل 3394.90 دولارًا.
وأوضح كيلفن وونغ، كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى “أواندا”، أن “ضعف الدولار خلال الجلسة الآسيوية شكّل دافعًا إضافيًا للطلب على الذهب، إلى جانب احتمالية عودة المشترين للاستفادة من الأسعار المنخفضة نسبيًا”.
ويأتي هذا الارتفاع في وقت دخلت فيه الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على واردات الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ، بنسبة 50%، ما زاد من حدة التوترات التجارية.
وأكد وونغ أن المشهد لا يزال غير واضح، خصوصًا في ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وكل من الصين والاتحاد الأوروبي. وتُعد هذه الظروف أرضًا خصبة لارتفاع أسعار الذهب، الذي يُنظر إليه تقليديًا كملاذ آمن في فترات التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي الولايات المتحدة إلى تهيئة المناخ المناسب لإعادة العلاقات الثنائية إلى “المسار الصحيح”، وذلك خلال لقائه بالسفير الأميركي في بكين، وسط أنباء عن احتمالية عقد لقاء قريب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ لبحث الخلافات التجارية.
وفي خطوة تهدف إلى خفض التصعيد، أعلنت واشنطن أنها ستتراجع عن قرار مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من المملكة المتحدة.
وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، ما يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحتفظون بعملات أخرى، مما ساهم في زيادة الطلب.
وعززت تقارير حديثة من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من حالة القلق الاقتصادي، إذ حذّرت من تباطؤ أشد في النمو العالمي، مشيرة إلى أن السياسات التجارية الأميركية تلقي بظلالها على الأداء الاقتصادي.
وأشار وونغ إلى أن هذه التوقعات السلبية للاقتصاد العالمي من شأنها أن تدفع المزيد من المستثمرين إلى التحوط من المخاطر عبر شراء الذهب، خصوصًا على المدى المتوسط.
وعلى الرغم من تسجيل ارتفاع في عدد فرص العمل في الولايات المتحدة خلال شهر أبريل، فإن صعود عمليات التسريح إلى أعلى مستوياتها في تسعة أشهر ألقى بظلاله على صورة سوق العمل، مما زاد من الشكوك حول متانة الاقتصاد الأميركي.
وفي هذا السياق، أكد مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي موقفهم الحذر تجاه السياسة النقدية، مستندين إلى مخاطر التوترات التجارية وحالة عدم اليقين الاقتصادي.
وفيما يخص المعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة ارتفاعًا بنسبة 0.3% إلى 34.59 دولارًا للأونصة، كما ارتفع البلاتين بنسبة 0.5% إلى 1079.62 دولارًا، بينما حافظ البلاديوم على استقراره عند 1009.94 دولارًا.