هل لماء جوز الهند تأثير على مستويات السكر في الدم؟ إليك المعلومات الضرورية.

لندن-راي اليوم
ازدادت شعبية ماء جوز الهند في السنوات الأخيرة، وأصبح يُنظر إليه كبديل طبيعي للمشروبات الرياضية والمشروبات المحلاة صناعيًا. فبفضل خصائصه المرطبة ومحتواه من الشوارد والمعادن، يُروَّج له كخيار صحي للترطيب، خصوصًا في ظل نمط الحياة النشط أو خلال الطقس الحار. لكن يبقى السؤال: ما علاقته بمستويات السكر في الدم، وهل هو آمن لمرضى السكري؟
ما هو ماء جوز الهند؟
ماء جوز الهند هو السائل الطبيعي الشفاف الموجود داخل ثمار جوز الهند الخضراء غير الناضجة. يختلف هذا السائل عن حليب جوز الهند أو زيته، إذ يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون، بينما يتكوّن في معظمه من الماء، مع نسبة من الكربوهيدرات (السكريات الطبيعية) والإلكتروليتات مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم.
كيف يؤثر ماء جوز الهند على سكر الدم؟
رغم احتوائه على سكريات طبيعية، إلا أن مؤشره الجلايسيمي يُعتبر منخفضًا إلى متوسط. وهذا يعني أنه لا يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة كبيرة مقارنةً بالمشروبات السكرية المصنعة. كما أن السكريات الموجودة فيه طبيعية وغير مضافة، ما يجعله خيارًا أفضل من المشروبات التي تحتوي على سكر مكرر أو شراب الذرة عالي الفركتوز.
دور المعادن في ضبط سكر الدم
يمتاز ماء جوز الهند بتركيبة غنية بالمعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران يلعبان دورًا في تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتنظيم استقلاب الجلوكوز. لذلك، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي غير مباشر على ضبط مستويات السكر.
فوائد محتملة لمرضى السكري
تحسين الترطيب: الترطيب الجيد عامل مهم في التحكم في مستويات السكر، لأن الجفاف قد يؤدي إلى ارتفاع تركيز السكر في الدم.
بديل للمشروبات السكرية: بالنسبة لمن يميلون إلى استهلاك العصائر أو المشروبات الغازية عند العطش، يمكن أن يوفر ماء جوز الهند خيارًا أكثر صحة.
تعويض الإلكتروليتات: لمن يمارسون نشاطًا بدنيًا بانتظام، يُعدّ ماء جوز الهند وسيلة طبيعية لتعويض المعادن التي تُفقد أثناء التعرق دون الإفراط في السكر.
محاذير يجب الانتباه لها
احتواؤه على السكر الطبيعي: رغم كونه طبيعيًا، إلا أن السكر الموجود فيه قد يؤثر على سكر الدم عند استهلاكه بكميات كبيرة.
الكمية الموصى بها: يُفضل الالتزام بكمية معتدلة (نحو 8 أونصات أو 240 مل يوميًا)، لتجنّب أي ارتفاع مفاجئ في سكر الدم.
ردود الفعل الفردية: تختلف استجابة الأجسام، لذا يُنصح بمراقبة سكر الدم بعد تناول ماء جوز الهند، خاصة لمرضى السكري.
اختيار النوع الصحيح: يجب التأكد من اختيار ماء جوز الهند النقي غير المُحلى، فبعض المنتجات التجارية تحتوي على سكريات مضافة أو منكهات قد تضر أكثر مما تنفع.
الاحتياطات لمرضى الكلى: نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم، يُنصح الأشخاص المصابين بأمراض الكلى باستشارة الطبيب قبل إدراجه بانتظام في النظام الغذائي.
ماء جوز الهند خيار طبيعي مرطّب قد يكون مفيدًا في دعم ترطيب الجسم وتعويض الإلكتروليتات، مع فوائد محتملة في المساعدة على ضبط مستويات السكر في الدم، خاصة عند مقارنته بالمشروبات السكرية المصنعة. ومع ذلك، ينبغي تناوله باعتدال، وضمن نظام غذائي متوازن، وليس كبديل للعلاج الطبي أو كنظام علاجي مستقل.