14 قتيلاً جراء قصف استهدف مخيم نازحين في دارفور غرب السودان

بورتسودان-(أ ف ب) – قتل 14 شخصا في قصف نفذه الدعم السريع الأربعاء على مخيم للنازحين في إقليم دارفور بغرب السودان، وفق ما أفادت مصادر إغاثية، بعد ساعات من قصف استهدف مطار نيالا الذي تسيطر عليه هذه القوات في جنوب الإقليم.
وقالت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك للنازحين قرب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في بيان إن “قصفا مدفعيا عنيفا من قبل قوات الدعم السريع.. على سوق نيفاشا وداخل الأحياء السكنية” أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة آخرين.
ويسيطر الجيش على الفاشر في دارفور بينما تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام وتقوم بعمليات قصف وهجمات. وتحظى بأهمية استراتيجية لكونها آخر مدينة كبيرة في الاقليم لا تزال خارج سيطرة قوات الدعم السريع.
وكثف الدعم السريع من هجماته على مناطق سيطرة الجيش في غرب السودان وشرقه خلال الفترة الماضية، بعدما أخرجتها القوات المسلحة من الخرطوم ومدن أخرى رئيسية في وسط البلاد.
كما لجأ كل طرف الى استخدام أسلحة بعيدة المدى، لا سيما المسيّرات، لاستهداف مناطق يسيطر عليها الآخر.
وفي وقت سابق الأربعاء، تعرضت طائرة شحن للقصف بعيد هبوطها في مطار نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، بحسب شهود.
وقال شاهد يقيم قرب مطار المدينة لفرانس برس “في الساعة 5,30 رأيت طائرة شحن تهبط على المدرج”.
وأضاف “بعد نصف ساعة سمعت دوي انفجارات ورأيت الدخان يتصاعد”.
وأكد شخصان آخران من سكان المنطقة ذلك لفرانس برس. وأفاد شهود آخرون أنهم سمعوا دوي انفجارات في عدة أجزاء من المدينة لمدة ساعة تقريبا.
ولم يقدم الجيش أو قوات الدعم السريع معلومات عن هذه الضربات.
– “أزمة النزوح الأخطر” –
واندلعت الحرب في السودان منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.
وقسمت الحرب السودان إلى مناطق نفوذ، حيث يسيطر الجيش على شمال وشروق ووسط البلاد بينما يسيطر الدعم السريع على معظم إقليم دارفور ومناطق في الجنوب.
وبحسب المنظمة الدولية، أسفرت هجمات الدعم السريع المتكررة على الفاشر ومخيمات اللاجئين المحيطة بها عن مقتل مئات المدنيين ونزوح مئات الآلاف إلى قرى مجاورة تشهد اكتظاظا بالإضافة إلى نقص حاد في المياه والغذاء.
وأدى قصف طال قافلة إنسانية أممية الثلاثاء إلى مقتل خمسة من طاقمها واشتعال النيران في الشاحنات والمساعدات التي كانت في طريقها الى الفاشر.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء بـ”تحقيق عاجل” إثر الهجوم، وفق ما افاد المتحدث باسمه، منددا “بأكبر قدر من الشدة بهذا العمل العنيف الرهيب”.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يعيش أكثر من مليون من سكان ولاية شمال دارفور وحدها على حافة المجاعة، فيما أُعلنت المجاعة في عدد من مخيمات النزوح.
وتسببت الحرب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، وأزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في التاريخ الحديث.
وفي حصيلة حديثة، قالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن نحو أربعة ملايين شخص فروا إلى خارج السودان منذ اندلاع الحرب.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين يوجين بيون “فرّ أربعة ملايين شخص من السودان إلى الدول المجاورة منذ بدء الحرب التي دخلت عامها الثالث. إنها محطة كارثية في أزمة النزوح الأخطر في العالم”.
أضافت “إذا استمر النزاع، فسيستمر آلاف الأشخاص في الفرار، ما يُعرّض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر”.