تسجيل مُسرب يثير جدلاً في إسرائيل.. نتنياهو يعترف بإقالة غالانت وهاليفي بسبب اعتراضهما على إعفاء “الحريديم” من الخدمة العسكرية.

زين خليل/ الأناضول- بثت قناة عبرية، مساء الأربعاء، تسجيلا مسربا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتعهد فيه لحاخام حريدي كبير، بالدفاع عن إعفاء اليهود الحريديم من التجنيد.
وأقر نتنياهو، بإقالة وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، لمعارضتهما الخطوة.
التسجيل، الذي بثته القناة 13 الخاصة، يعود لمقابلة بين نتنياهو وزعيم التيار الحريدي-الليتواني الحاخام موشيه هليل هيرش، جرت في مارس/ آذار الماضي، قبل وقت قصير من تصويت الكنيست (البرلمان) على الميزانية، حيث هدد الحريديم (اليهود المتدينون) وقتها بالتصويت ضد مشروع الميزانية.
وتأتي هذه التسريبات، مع تصاعد أزمة تجنيد الحريديم مرة أخرى، بعد إصرار أحزاب دينية مشاركة في الائتلاف الحاكم على الدعوة لحل الكنيست وإسقاط الحكومة الحالية لعدم إقرارها قانونا يمنع المتدينين من التجنيد.
وقال نتنياهو، في التسجيل: “نحن بحاجة إلى إنقاذ ليس فقط دولة إسرائيل، بل أيضًا عالم التوراة”.
وأضاف: “هذا ما سنقوم به. وللقيام بذلك، نحن بحاجة إلى وقت لتمرير القانون (الإعفاء من التجنيد) بشكل صحيح. لا يمكن الطعن فيه. ونحن قادرون على ذلك، وسأقوم به”.
وأقر نتنياهو، صراحة بأنه أقال غالانت وهاليفي، في ذروة الحرب، بسبب رغبته في دفع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية، قائلا: “كانت لدينا عقبات ضخمة، وقد أزلناها. أنت تعلم، عندما يكون وزير الدفاع ضدك، ورئيس الأركان ضدك، لا يمكنك التقدم. الآن يمكننا أن نتقدم”.
وفي وقت سابق الأربعاء، ذكرت صحيفتا “يديعوت أحرونوت” و”هآرتس” (خاصتان) أن حاخامات من الحريديم “أوعزوا بالانسحاب” من حكومة نتنياهو، بسبب الجمود في شن التشريع القانوني الذي يعفي المتدينين من الخدمة العسكرية، كما أمر أحد الحاخامات حزبا حريديا بـ”دعم” التصويت لحل الكنيست، للسبب ذاته.
من جهتها، تحدثت صحيفة “هآرتس” عن أن حاخاما كبيرا لم تسمه، أمر حزبا حريديا بـ”دعم التصويت لحل الكنيست بسبب الجمود في إعفاء الخدمة العسكرية الإسرائيلية”.
بدورها، اعتبرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن الصراع على قانون التجنيد يبدو اليوم وكأنه “اختبار حقيقي” لاستمرار حكومة نتنياهو، مشيرة إلى أن قرارات الحاخامات “قد ترسم ملامح المرحلة السياسية القادمة”.
ويواصل الحريديم (13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة) احتجاجاتهم ضد الخدمة في الجيش عقب قرار المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية) في 25 يونيو/ حزيران 2024، إلزامهم بالتجنيد ومنع تقديم المساعدات المالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
وعلى مدى عقود، تمكن أفراد الطائفة من تفادي التجنيد عند بلوغهم سن 18 عاما، عبر الحصول على تأجيلات متكررة بحجة الدراسة في المعاهد الدينية، حتى بلوغهم سن الإعفاء من الخدمة، والتي تبلغ حاليا 26 عاما.
في المقابل، تتهم المعارضة نتنياهو بالسعي لإقرار قانون يعفي “الحريديم” من التجنيد، استجابة لمطالب حزبي “شاس” وتحالف “يهدوت هتوراه” المشاركين في الائتلاف الحكومي، بهدف الحفاظ على استقرار حكومته ومنع انهيارها.
لكن قرر “شاس” في وقت سابق الأربعاء، الانضمام لتحالف “يهدوت هتوراه” للسعي نحو حل الكنيست وإسقاط حكومة نتنياهو على خلفية أزمة تجنيد “الحريديم” بالجيش، وفق إعلام عبري.
وتتولى حكومة نتنياهو السلطة منذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2022، وفي حال عدم تبكير الانتخابات، فمن المقرر أن تُجرى في 2026.
وتتصاعد هذه الأزمة بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 180 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.