خمسة أشخاص لقوا حتفهم جراء هجوم روسي على شمال أوكرانيا.. وزعيم كوريا الشمالية يؤكد دعمه “غير المحدود” لروسيا في نزاعها.

كييف/سيول- (أ ف ب) – قُتل خمسة أشخاص على الأقلّ، أحدهم طفل في عامه الأول، في هجوم روسي بطائرات مسيّرة استهدف ليل الأربعاء الخميس مدينة بريلوكي في شمال أوكرانيا، بحسب ما أعلنت كييف.
وقال فياتشيسلاف تشاوس، رئيس إدارة منطقة تشيرنيهيف، على تلغرام إنّ الهجوم “ألحق أضرارا بمبان في منطقة سكنية” وأوقع فضلا عن القتلى ستة جرحى نُقلوا إلى المستشفى.
ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ودُمرت مساحات واسعة من شرق أوكرانيا وجنوبها، وأُجبر الملايين على الفرار من ديارهم.
ورّدت أوكرانيا بالهجوم على الأراضي الروسية، ونفّذت أخيرا هجوما بمسيّرات واسع النطاق على قواعد جوية عسكرية روسية أدى إلى تدمير قاذفات قادرة على حمل أسلحة نووية بقيمة مليارات الدولارات.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سينتقم من هذا الهجوم كييف وبدا أنه يستبعد وقف إطلاق النار أو إجراء محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
والأربعاء، تسبّب قصف في منطقة خيرسون التي تحتلها روسيا جزئيا في جنوب أوكرانيا ليل الأربعاء في انقطاع التيار الكهربائي عن محطة فرعية، ما ترك آلاف الأشخاص بدون كهرباء.
وكتب فلاديمير سالدو، حاكم الجزء الروسي المحتل من خيرسون، على تلغرام “انقطع التيار الكهربائي عن محطة نوفوترويتسكوي الفرعية 150 كيلو فولت نتيجة القصف… وأصبح أكثر من 120 ألف شخص بدون كهرباء وماء”.
إلى ذلك، تعهّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون تقديم “دعم غير مشروط” لروسيا في كل المجالات، بما في ذلك في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، وأعرب عن ثقته في أن موسكو “ستنتصر” في الصراع، بحسب ما أعلنت بيونغ يانغ.
واستقبل كيم في بيونغ يانغ الأربعاء سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو الذي كان يقوم بزيارته الثانية إلى العاصمة الكورية الشمالية في أقل من ثلاثة أشهر.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إنّ كيم أبلغ شويغو بأنّ بيونغ يانغ “ستقدّم دعما غير مشروط لموقف روسيا وسياساتها الخارجية في كل القضايا السياسية الدولية الحاسمة، بما في ذلك القضية الأوكرانية”.
وأضافت أنّ الزعيم الكوري الشمالي “أعرب عن ثقته وتفاؤله بأنّ روسيا، كعادتها، ستحقّق النصر الحاسم في سبيل العدالة”.
كما اتفق الجانبان على “مواصلة توسيع العلاقات بشكل ديناميكي”، بحسب المصدر نفسه.
وتوضح الزيارة التي قام بها شويغو، وزير الدفاع الروسي السابق، لكوريا الشمالية التقارب المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ.
وعزّزت موسكو وبيونغ يانغ تعاونهما العسكري في السنوات الأخيرة، وقد قدّمت كوريا الشمالية لحليفتها روسيا عتادا وعديدا لدعمها في حربها ضدّ أوكرانيا.
ووقّع البلدان اتفاق دفاع مشترك خلال زيارة نادرة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية العام الماضي.
ومجلس الأمن الروسي هو هيئة استشارية رئيسية تجتمع بانتظام برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين وقد سبق له أن أعلن أنّ شويغو سيبحث في بيونغ يانغ “تنفيذ بنود معيّنة” من معاهدة الشراكة بين روسيا وكوريا الشمالية وسيشارك كذلك في تكريم “المقاتلين الكوريين الذين شاركوا في تحرير منطقة كورسك”.
ونجح الجيش الأوكراني في احتلال جزء صغير من منطقة كورسك في هجوم خاطف شنّه في صيف 2024، لكنّ الجيش الروس تمكّن بمؤازرة من القوات الكورية الشمالية من استعادة السيطرة على هذه المنطقة بالكامل في نيسان/أبريل 2025.
وقال النائب الكوري الجنوبي لي سيونغ-كويون نقلا عن جهاز الاستخبارات في البلاد، إن حوالى 600 جندي كوري شمالي قتلوا فيما أصيب آلاف آخرون في القتال.
وفي نيسان/أبريل، أكدت بيونغ يانغ لأول مرة نشرها قوات على الجبهة الأوكرانية إلى جانب الجيش الروسي.
واتهمت كوريا الجنوبية كوريا الشمالية المسلحة نوويا بإرسال شحنات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ، إلى روسيا لدعم مجهودها الحربي.
ونددت هيئة دولية تراقب العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على بيونغ يانغ الأسبوع الماضي بالعلاقات “غير القانونية” بين روسيا وكوريا الشمالية.
وبحسب الهيئة، نقلت سفن شحن روسية ما يصل إلى “تسعة ملايين طلقة مدفعية وذخيرة لقاذفات صواريخ متعددة” من كوريا الشمالية إلى روسيا العام الماضي.
في المقابل، “يُعتقد أن روسيا زودت كوريا الشمالية معدات دفاع جوي وصواريخ مضادة للطائرات”، بحسب المصدر نفسه.
– تصريحات “متهورة” لماكرون –
وعقد الاجتماع بين كيم جونغ أون وسيرغي شويغو في يوم تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي-ميونغ الذي تعهد في خطابه مد اليد لكوريا الشمالية التي لا تزال بلاده في حالة حرب معها رسميا.
وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، بتنصيب الزعيم الجديد للدولة المجاورة بسطرين.
ونشرت أيضا الخميس مقالا ينتقد بشدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب تصريحاته “المتهورة” بشأن علاقات بيونغ يانغ وموسكو.
وقال ماكرون الجمعة في مؤتمر حوار شانغريلا للدفاع والأمن في سنغافورة “إذا كانت الصين لا تريد أن ينخرط حلف شمال الأطلسي في جنوب شرق آسيا أو آسيا، فيجب عليها منع كوريا الشمالية من الانخراط في الأراضي الأوروبية”، في إشارة إلى الجنود الكوريين الشماليين الذين أرسلوا للقتال إلى جانب روسيا ضد أوكرانيا.
وفي مقال نشرته الوكالة الكورية الشمالية، وصف محلل الأمن الدولي الكوري الشمالي تشوي جو هيون هذه التصريحات بأنها “تفاهات صادمة”.
وكتب “يخطئ ماكرون إذا كان يعتقد أنه يستطيع التستر على النيات العدوانية والخبيثة لحلف شمال الأطلسي في وضع أحذيته العسكرية القذرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمهاجمة العلاقات التعاونية بين جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية وروسيا”.