تقدم “مفاجئ” بمفاوضات وقف النار في غزة.. وهذه هي العقبة الوحيدة المتبقية وتمنع إعلان الاتفاق.. ماذا تريد إسرائيل؟ ولماذا ترفض “حماس”؟ وما هي بنود المبادرة المصرية الجديدة؟.. هذه آخر التطورات

غزة – خاص بـ”رأي اليوم” – نادر الصفدي:
تنطلق في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم جلسة وصفت بـ”الحاسمة” قد تُحدد بشكل كبير مصير اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد أن تم خرقه من قبل الجيش الإسرائيلي الذي استئناف حربه الدامية ومجازره البشعة ضد الفلسطينيين منذ 26 يومًا تقريبًا.
ومن المقرر أن يتوجه وفدًا من قيادة حركة “حماس”، برئاسة خليل الحية، إلى القاهرة اليوم (السبت)، لمناقشة المقترح المصري الجديد الذي وضع على الطاولة، في محاولة جديدة من قبل الوسطاء لمنع استمرار الحرب والتوصل لاتفاق “مؤقت” حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين “حماس” وإسرائيل.
ورغم أن العرض المصري حتى هذه اللحظة، لم تعلن كلا من “حماس” وإسرائيل، موافقتها عليه خاصة بعد تسريب معظم بنوده، إلا أن هناك “أخبار مُطمئنة” قد تقود في النهاية إلى اتفاق يستمر لأيام قليلة فقط، ويمهد لاتفاق طويل الأمد ينهي الحرب ويتمسك بالاتفاق الذي جرى التوصل له في السابق.
وبحسب ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام العبرية، فإن نقطة الخلاف الوحيدة المتبقية في إعلان الاتفاق بشكل رسمي هو عدد الأسرى الاحياء والجثث التي ستفرج عنهم “حماس”، خاصة أن إسرائيل تريد على الأقل 8 أسرى أحياء مقابل الموافقة على وقف إطلاق النار قد يمتد لشهر أو أكثر، فيما ترفض حركة “حماس” ذلك.
وترى مصادر أن الوسيط المصري ينشط بقوة في نقطة الخلاف الوحيدة المتبقية، وقد تحدث انفراجه خلال المباحثات التي ستنطلق بعد ساعات في القاهرة، ويتم من خلالها إعلان اتفاق يسمح بوقف الحرب وإدخال المساعدات للفلسطينيين المحاصرين داخل قطاع غزة.
وعلى قدم وساق، يقوم الوسطاء ببلورة مقترح جديد في مسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى بين الجانبين، بعد أن تنصلت حكومة الاحتلال من استحقاقات الاتفاق السابق وخصوصا تنفيذ المرحلة الثانية منه والتي كانت تقضي باستكمال تبادل الأسرى وإنهاء حرب الإبادة الجماعية.
ومنذ مطلع آذار/ مارس الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وحكومة الاحتلال، والذي بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، والتزمت به الحركة.
وبعد إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق، وإتمام عمليات تبادل الأسرى، تنصل حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 18 آذار/ مارس الماضي.
واستشهد 1542 فلسطينيا وأصيب 3940 آخرين منذ استئناف حرب الإبادة الجماعية المدمرة على قطاع غزة منذ 18 آذار/ مارس الماضي، لترتفع حصيلة الضحايا الإجمالية إلى 50,912 شهيدا و115,981 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ وفق آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة في القطاع الجمعة.
وفي ذات السياق، نقل موقع (واللا) الإسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي، تأكيده أن تل أبيب قدمت ردها على المقترح المصري في إطار استئناف المفاوضات لإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وينص المقترح المصري الذي نقل إلى إسرائيل قبل عدة أيام، الإفراج عن ثمانية أسرى أحياء ومثلهم من جثث الأسرى من غزة، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 40-50 يوما، الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المواقع التي كان بها خلال سريان الاتفاق السابق قبل السابع عشر من آذار/ مارس الماضي.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن رد تل أبيب على المقترح المصري نقل إلى القاهرة بعد الجلسة التي عقدها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مع فريق المفاوضات.
وذكر أن “رد إسرائيل تضمن طلب الإفراج عن أكثر من ثمانية أسرى أحياء، وأقل من 11 أسيرا على قيد الحياة بحسب ما طلبت في البداية، كما تضمن الاستعداد لإعادة نشر قوات الجيش في قطاع غزة وبشأن مفاتيح الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين”.
ولفت المسؤول الإسرائيلي إلى أنه “رغم أنه ما زال هناك فجوات بين إسرائيل وحماس بكل ما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين مقابل كل مختطف إسرائيلي، إلا أن هذه الفجوة قابلة للتجسير في المفاوضات”.
وقال إنه “يجب الآن الدخول في مفاوضات حقيقية بشأن تفاصيل الصفقة. لن يكون الأمر سهلا وسيتطلب الامر المزيد من التنازلات من جانب إسرائيل، لكن هنالك فرصة للتوصل إلى اتفاق من أجله الإفراج عن المزيد من المختطفين”.
وأورد موقع (واللا)، أنه في إطار المفاوضات التي جرت في الأيام الأخيرة، أبلغ مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حركة “حماس” بواسطة الوسطاء أنه في حال وافقت على الصفقة، فإن الولايات المتحدة ستضمن إجراء إسرائيل مفاوضات جادة لإنهاء الحرب.
من جهتها، قالت قناة (كان) الإسرائيلية، إن التقدم الحاصل في مفاوضات صفقة التبادل يُعزى بشكل أساسي إلى ضغط مصري مكثف من أجل تقديم اقتراح يحظى بموافقة “حماس”، على خلفية تقديرات بأن إسرائيل قد توافق على صفقة تتضمن إطلاق سراح ثمانية أسرى أحياء، إلى جانب تسليم جثامين ثمانية آخرين.
ونقلت القناة عن مسؤولين وصفتهم بالمطّلعين على تفاصيل المقترح، توضيحهم أنه يتضمن أيضًا مطلبًا بوقف دائم للحرب بعد انتهاء فترة وقف إطلاق النار، في حين تسعى “حماس” إلى الحصول على ضمانات جدية تحول دون استئناف القتال لاحقًا.
وتابعت القناة: “إسرائيل، من جانبها، قدمت رسميًا مطالبها عبر الوسطاء، من ضمنها زيادة عدد الأسرى المفرج عنهم، سواء الأحياء أو القتلى، وتقليص الفاصل الزمني بين دفعات الإفراج”.
من جانبها، قالت (القناة 12)، إنه تم إبلاغ عائلات الأسرى الإسرائيليين عن إحراز تقدم كبير في المفاوضات، ومن الممكن حدوث انفراجة خلال أيام.