تخليدا لذكراهم.. قائمة شرف لضحايا “مجزرة المسعفين” في رفح

تخليدا لذكراهم.. قائمة شرف لضحايا “مجزرة المسعفين” في رفح

غزة / حسني نديم / الأناضول
23 مارس/ آذار الماضي، كان اليوم الأخير في حياة موظف لدى إحدى وكالات الأمم المتحدة و14 من أبطال المهمات الإنسانية في قطاع غزة، الذي يباد بوحشية من قبل الجيش الإسرائيلي للشهر الـ19.
في ذلك اليوم كان الأبطال الـ14 من المسعفين وعناصر الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني يؤدون بدأب وإصرار دورهم الإنساني شديد الخطورة في القطاع، من حيث إنقاذ شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية، والتفاني من أجل منح المصابين فرصة أخرى للحياة.
لكن طالتهم يد الغدر وكانوا ضحايا لمجزرة صنفت بأنها من أبشع ما ارتكبته إسرائيل بدم بارد في القطاع، منذ استئنافها حرب الإبادة على الفلسطينيين في 18 مارس الماضي.
وقتلت القوات الإسرائيلية في تلك الجريمة التي عرفت بـ”مجزرة المسعفين” فريقا مؤلفا من 8 عناصر من الإسعاف، و6 من الدفاع المدني، فضلا عن موظف أممي، عندما استجاب لنداءات استغاثة من مدنيين محاصرين في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وفي “مجزرة المسعفين” أطلقت القوات الإسرائيلية النار على طواقم إسعاف وإغاثة في حي تل السلطان غرب رفح، دفن 14 منهم في مقبرة جماعية وآخر بشكل منفرد، وهو قائد الدفاع المدني.
وتكريما لدورهم الإنساني وتخليدا لذكراهم، أعدت الأناضول قائمة شرف لهؤلاء الأبطال:
** شهداء الدفاع المدني الفلسطيني
– أنور عبد الحميد العطار: قائد المهمة الإنسانية التي خرجت في 23 مارس، وعثر الدفاع المدني على جثته أشلاء في 27 مارس، إذ تم دفنه منفردا بعيدا عن بقية أعضاء المهمة.
العطار كان ضابطا في جهاز الدفاع المدني، يبلغ من العمر 51 عاما، وهو لاجئ من بلدة “يِبنا” في الأراضي المحتلة عام 1948.
التحق العطار بجهاز الدفاع المدني عام 1994، متزوج ولديه 6 أبناء وبنات، أصغرهم “غزل” وتبلغ من العمر 5 سنوات.
– سمير يحيى البحابصة: ضابط إطفاء، أعزب، ويبلغ من العمر 26 عاما.
البحابصة أيضا لاجئ من مدينة “بئر السبع” المحتلة، التحق بصفوف الدفاع المدني عام 2020.
– يوسف راسم خليفة: ضابط إسعاف ضمن جهاز الدفاع المدني، يبلغ من العمر 41 عاما، متزوج ولديه 5 بنات عمر أصغرهن 3 سنوات ونصف.
خليفة لاجئ من بلدة “يبنا” في الأراضي المحتلة عام 1948، التحق بجهاز الدفاع المدني عام 2009.
– إبراهيم نبيل المغاري: ضابط إطفاء
– فؤاد إبراهيم الجمل: سائق مركبة الإسعاف ضمن فرق الدفاع المدني، يبلغ من العمر 51 عاماً، متزوج ولديه 7 أبناء أصغرهم التوأم براء ويارا 10 أعوام.
الجمل أيضا لاجئ من بلدة “يِبنا” في الأراضي المحتلة عام 1948.
– زهير عبد الحميد الفرّا: سائق مركبة الإطفاء، يبلغ من العمر 54 عاما، وهو أيضا لاجئ من مدينة “بئر السبع” المحتلة.
التحق الفرّا بجهاز الدفاع المدني عام 2007، متزوج ولديه 6 أبناء وبنات أصغرهم “وتين” عمرها عام ونصف.
** شهداء الهلال الأحمر الفلسطيني:
– مصطفى خفاجة: ضابط إسعاف، متزوج ولديه ابن واحد، انضم إلى جمعية الهلال الأحمر عام 2005.
– عز الدين شعت: ضابط إسعاف، متزوج ولديه 6 أبناء، انضم إلى جمعية الهلال الأحمر عام 2000.
– صالح معمر: ضابط إسعاف، متزوج ولديه 5 أبناء، انضم إلى جمعية الهلال الأحمر عام 2011.
– محمد بهلول: متطوع مستجيب أول، متزوج ولديه 5 أبناء، انضم إلى جمعية الهلال الأحمر عام 2018.
– محمد الحيلة: متطوع مستجيب أول، أعزب، انضم إلى جمعية الهلال الأحمر عام 2022.
– أشرف ناصر أبو لبدة: متطوع مستجيب أول، متزوج ولديه ابن واحد، انضم إلى جمعية الهلال الأحمر عام 2021.
– رائد الشريف: متطوع مستجيب أول، أعزب، انضم إلى جمعية الهلال الأحمر عام 2024.
– رفعت رضوان: متطوع مستجيب أول، أعزب، انضم إلى جمعية الهلال الأحمر عام 2022.
** شهيد الوكالة الأممية
– كمال محمد شحتوت: فلسطيني يعمل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في مدينة رفح.
وبين 27 و30 مارس الماضي، أعلنت السلطات الفلسطينية في قطاع غزة، العثور على جثامين 15 من أعضاء فريق الإسعاف والإطفاء والموظف الأممي، مدفونة في منطقة تبعد نحو 200 متر عن موقع توقف مركباتهم.
بداية، حاولت إسرائيل التنصل من مسؤوليتها عن هذه الجريمة، وزعم الجيش في 31 مارس، أنه لم يهاجم “مركبات إسعاف عشوائيا إنما رصد اقتراب عدة سيارات بصورة مشبوهة من قواته دون قيامها بتشغيل أضواء أو إشارات الطوارئ، ما دفع القوات لإطلاق النار صوبها”، وفق ادعائه.
كما ادعى أن العملية المذكورة أسفرت عن مقتل عنصر من الجناح العسكري لحركة حماس، لم يسمه، و8 عناصر آخرين من حماس والجهاد الإسلامي.
لكنه اضطر إلى الاعتراف بجريمته بعدما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن مقطع مصور صادم في هاتف مسعف عثر على جثته ضمن مقبرة جماعية تضم 14 عامل إغاثة قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في تل السلطان.
وأظهر المقطع الذي حصلت عليه “نيويورك تايمز” من دبلوماسي بارز في الأمم المتحدة طلب منها عدم الكشف عن هويته، أن سيارات الإسعاف والإطفاء كانت تحمل علامات واضحة، وأن إشارات الطوارئ كانت مضاءة عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار عليها.
وأثارت الواقعة استنكارا دوليا واسعا، في ظل استمرار حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل
بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وخلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتشهد غزة هذا التصعيد العسكري المتواصل من قبل الجيش الإسرائيلي، وسط تدهور تام في الوضع الإنساني والصحي، مع فرض تل أبيب حصارا مطبقا عليها، متجاهلة كافة المناشدات الدولية.