د. محمد أبو بكر: والله العظيم.. إنّه العار ياسادة!

د. محمد أبو بكر: والله العظيم.. إنّه العار ياسادة!

 

 

د. محمد أبو بكر
لم يعد لي ذاك الشغف بالكتابة ، أشعر بأنني كمن يحرث في الماء ، لا فائدة ترجى ، لا من كتاباتنا ومقالاتنا ، ولا حتى من هذه الأمّة المغلوبة على أمرها ، والغارقة في العبودية ، نعم أيها السادة .. لقد استسغنا العبودية ، اعتدنا على قول ؛ حاضر سيدي وفي كل المجالات ، في صورة تدلّ على أننا لم نخرج ولن نخرج من هذه العبودية .
سبعة ملايين يهودي في فلسطين يتحكّمون بمصير ملياري مسلم ، ياله من عار ما بعده عار ، لقد وصلنا إلى القاع ، وهل يوجد بعد القاع قاع أيّها السادة ؟ فما يجري في غزة وبعد أكثر من عام ونصف العام ينذر بما هو أسوأ لهذه الأمّة وليس فقط للشعب الفلسطيني ، الذي يواجه مؤامرات قذرة من الشقيق قبل العدو منذ أكثر من مئة عام .
ماذا عسانا أن نكتب والعار يلفّ حياتنا من كلّ جانب ؟ وماذا عسانا أن نقول لأهل غزة بعد كل هذه الجرائم ، والأنظمة والشعوب يلفّها الصمت المريب المخجل ؟ إنّه العار أيّها الناس ، عار علينا إن لم تتحرّك الشعوب وتنفض عنها غبار الذلّ والخيبة والخذلان .
عار علينا ونحن نشاهد كلّ يوم أشلاء الأطفال والنساء ، وعار علينا ونحن نشبع بطوننا ، وأكثر من مليوني فلسطيني لا يجدون كسرة خبز ، عار على هذه الأمّة إن لم تستيقظ قبل فوات الأوان ، لتنقذ أهلنا وشعبنا من أتون حرب قذرة ، يقودها الأمريكان وعربان الردّة قبل الصهاينة أنفسهم .
عار على أمّة الإسلام ، أمّة القرآن ، هل ستنفعهم صلاتهم وصيامهم وحجّهم يوم الوقوف الأكبر بين يديّ الله ؟ ماذا سيكون ردّهم في تلك اللحظة ، وهم الذين تخاذلوا وتآمروا ولم يحرّكوا ساكنا تجاه شعب مازال يدافع ببسالة عن شرفهم وكرامتهم ؟
عار على هذه الأمّة التي تدّعي بأنّها خير أمّة أخرجت للناس ، لا ياسادة .. إنّ خير أمّة هي تلك الفئة الصابرة المرابطة المجاهدة والمدافعة عنكم جميعا في غزة ، لا توجد أمّة أفضل من شعبك ياغزة .
يكاد القهر يقتلني ، كرهت هذه الأمّة ، وصلت لحدود الحقد والحنق والغضب .. يا إلهي ؛ هل هذه فعلا أمّة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، لا والله ، إنّ رسول الله بريء من أمّة كهذه ، فهؤلاء كغثاء السيل ، هؤلاء مجرّد قطيع لا أكثر ، فلا فائدة ترجى من هذه الأمّة التي تصرّ على البقاء في موقع العبودية إلى مالا نهاية ، لا قدرة لديها على رفع الرؤوس عاليا ، ولكن سيبقى رأس الفلسطيني يعانق السماء رغم كلّ الأهوال والمحن ، ورغم عجز الأمّة المتهالكة ، وصبرا آل غزة ، فإنّ موعدكم النصر العظيم بعون الله ، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ، وستبقون الأعلون دائما ، أمّا البقية الباقية فقد اختارت العار والذل ، وأستثني رجال أنصار الله في اليمن حيث الرجولة والمروءة والشهامة .
كاتب فلسطيني