اجتماع ودي بين ميرتس وترامب على الرغم من الاختلافات حول أوكرانيا والتجارة

اجتماع ودي بين ميرتس وترامب على الرغم من الاختلافات حول أوكرانيا والتجارة

واشنطن-(أ ف ب) – عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاء وديا مع المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس في البيت الأبيض الخميس، حيث استقبله بحرارة، على الرغم من نزاعاتهما التجارية وخلافاتهما بشأن أوكرانيا.
ورغم التوترات بين واشنطن وبرلين، نجح ميرتس في تخطّي اختبار اللقاء مع ترامب من دون أن يتعرّض لتوبيخ علني لم يسلم منه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا.
وربما يكون الفضل في ذلك لإيلون ماسك الذي كان طيفه حاضرا، رغم غيابه الجسدي. فقد وجّه إليه ترامب انتقادات لاذعة، أعرب فيها عن “استياء بالغ” مما أدلى به حليفه السابق بشأن مشروع الميزانية الضخم.
وقال الرئيس الأميركي للمستشار الألماني، “لقد أوكل إلينا شعبنا مهمّة، وجزء من هذه المهمّة هو بناء علاقة جيدة جدا مع بلدكم. لذا، أود أن أشكركم على حضوركم هنا”.
وقدّم له ميرتس نسخة مؤطّرة من شهادة ميلاد جدّه فريدريك (فريدريش) ترامب، الذي وُلد في ألمانيا في العام 1969، بينما أثنى الرئيس الأميركي على إتقانه للغة الإنكليزية.
وقال ترامب الذي طالما دعا إلى بذل المزيد من الجهود من جانب حلفاء الناتو، “أعلم أنّكم الآن، تنفقون المزيد من الأموال على الدفاع، أكثر بكثير (من السابق) من الأموال، وهذا أمر جيد”.
– إنفاق عسكري –
من جانبه، تعهّد ميرتس تلبية دول حلف شمال الأطلسي متطلّبات واشنطن بزيادة الإنفاق الدفاعي والأمني، وصولا إلى 5 في المئة من ناتجها المحلّي الإجمالي بحلول بداية العام 2030.
وبدا لافتا أنّ ترامب لم يهاجم ضيفة بشكل مباشر بشأن القضية الشائكة المتعلّقة بالفائض في الميزان التجاري الألماني، بينما امتنع الأخير عن الإشارة بشكل صريح إلى خلافاتهما، خصوصا تلك المتعلقة بالنزاع في أوكرانيا.
وطالب ميرتس بممارسة مزيد من الضغوط على موسكو. وقال لترامب “تعلمون أننا وفّرنا الدعم لأوكرانيا ونحن نتطلّع الى مزيد من الضغط على روسيا”.
ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، تطالبه أوكرانيا ودول أوروبية، بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، الأمر الذي لم يستجِب له الرئيس الأميركي.
فضلا عن ذلك، أكد ميرتس لترامب أنّه “الشخصية الرئيسية” التي ستلعب دورا في إيجاد حلّ سلمي للنزاع الذي بدأ في أوكرانيا بعد الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.
من جانبه، أشار الرئيس الأميركي الذي أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الروسي الأربعاء، إلى أنّه طلب منه عدم الرد على الهجوم الأوكراني الضخم على طائرات عسكرية روسية.
وقال “قلت (لفلاديمير بوتين): لا تفعل ذلك. عليك أن لا تفعل ذلك. يجب أن تتوقّف. ولكن مجددا، هناك كراهية شديدة (بين أوكرانيا وروسيا)”.
– ماسك ينقذ ميرتس؟ –
قبل مغادرته إلى واشنطن، كتب ميرتس على منصة إكس “إن تحالفنا مع أميركا كان وما زال يحمل أهمية بالغة بالنسبة لأمن وحرية وازدهار أوروبا”.
وتقع الحرب التجارية في صلب زيارة ميرتس، خصوصا أنّ ترامب أطلق في نيسان/أبريل سلسلة تحوّلات في سياسة الرسوم الجمركية وبات شبح التعرفات البالغة نسبتها 50 في المئة التي هدد بفرضها على السلع الأوروبية يخيّم على التكتل.
وفي وقت سابق الخميس، شدّد المستشار الألماني على أنّ الاتحاد الأوروبي يجب أن يتفاوض مع واشنطن بثقة، قائلا “لا نتوسل”.
ورغم الخلافات بين الطرفين، تمكّن ميرتس من تجنّب هجوم مباشر لترامب الذي وجّه توبيخه بدلا من ذلك إلى إيلون ماسك، على خلفية انتقاداته لمشروع قانون الميزانية الضخم.
وقال ترامب “إيلون وأنا جمعتنا علاقة رائعة. لا أعرف ما اذا ستبقى كذلك. لقد فوجئت” بالانتقادات من ماسك بعد أيام من مغادرته منصبه على رأس هيئة الكفاءة الحكومية.
وأضاف “لقد خاب أملي كثيرا، لأن ماسك كان يعلم التفاصيل الدقيقة لمشروع القانون هذا أفضل من كل الجالسين هنا… فجأة أصبحت لديه مشكلة”.
وما هي إلا دقائق حتى رد ماسك في منشور عبر منصته إكس، واصفا تصريحات ترامب بأنها “خاطئة”.
وقال إنّ الجمهوري كان سيخسر الانتخابات الرئاسية لولا دعمه.
ويأتي السجال العلني بعد أقل من أسبوع على حفل وداعي أقامه ترامب لماسك في المكتب البيضوي مع انتهاء مدة توليه إدارة هيئة الكفاءة المكلفة خفض النفقات الفدرالية.