أعلى 10 دول في العالم استخدامًا لتطبيق واتساب.. واحدة منها عربية

لندن-راي اليوم
منذ ظهوره في عام 2009، شهد تطبيق “واتساب” تطورًا لافتًا حوله من وسيلة لتبادل الرسائل النصية إلى منصة اتصالات عالمية يستخدمها أكثر من 2.5 مليار شخص شهريًا بحلول عام 2024، ليغدو بذلك لاعبًا مؤثرًا في الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية.
صفقة القرن: استحواذ فيسبوك
في واحدة من أكبر صفقات التكنولوجيا، استحوذت شركة “فيسبوك” (التي أصبحت لاحقًا “ميتا”) على “واتساب” في عام 2014 مقابل 19 مليار دولار، متجاوزة عرضًا سابقًا قدمته “غوغل” بقيمة مليار دولار فقط في 2013، وفقًا لتقرير صحيفة “الغارديان” البريطانية. ورأى مراقبون حينها أن الصفقة شكلت منعطفًا حاسمًا في تاريخ التطبيق.
إيرادات متصاعدة.. بلا إعلانات
رغم رفضه الصريح للإعلانات منذ تأسيسه، نجح “واتساب” في تحقيق إيرادات سنوية بلغت نحو 1.7 مليار دولار في 2024، معظمها من خلال نسخة “واتساب للأعمال”، بحسب تقارير منصتي “Sleekflow” و”Business of Apps”. هذه النسخة صُممت خصيصًا لتلبية احتياجات الشركات في خدمة العملاء والتسويق ضمن منظومة “ميتا”، التي بلغت إيراداتها الإجمالية في العام نفسه نحو 164.5 مليار دولار.
ورغم مجانية التطبيق وخلوه من الإعلانات التقليدية، استندت فلسفة المؤسسين جان كوم وبريان أكتون على احترام خصوصية المستخدمين. كتب كوم في مقال شهير: “لا أحد يستيقظ متحمسًا لرؤية المزيد من الإعلانات”، مؤكدًا أن التطبيق لن يبيع بيانات المستخدمين مقابل الربح.
أدوات مدفوعة للشركات.. نموذج تجاري بديل
بدلاً من الإعلانات، تبنّى واتساب نموذجًا تجاريًا قائمًا على الخدمات المدفوعة للشركات، أبرزها “واجهة البرمجة للأعمال”، التي تتيح للشركات التواصل مع العملاء برسوم تُحسب بناءً على عدد الرسائل والدولة. كما أطلق ميزة “انقر للرسالة” التي تربط إعلانات فيسبوك بحسابات واتساب التجارية.
وقد استخدمت شركات عالمية مثل “سامسونغ”، و”لينوفو”، و”لوريال”، و”شيفروليه” هذه الأدوات، كما عقد واتساب شراكات مع شركات عملاقة في أسواق نامية مثل “أمازون” و”أوبر” في الهند وأميركا اللاتينية. وتُشير تصريحات نائبة رئيس المنتجات في ميتا، نيكيلا سرينيفاسان، إلى أن أكثر من 200 مليون شركة باتت تعتمد على “واتساب للأعمال”.
الأسواق الناشئة تقود النمو
منذ إطلاقه عام 2018، حظي تطبيق “واتساب للأعمال” بانتشار واسع في دول أميركا اللاتينية وآسيا. وتُظهر بيانات “Contexto” أن البرازيل تصدرت العائدات في 2022 بنحو 5.28 مليارات دولار، تلتها المكسيك بـ1.94 مليار دولار.
وفيما يلي قائمة بأعلى الدول من حيث عدد المستخدمين في 2024:
الهند: 390 مليون مستخدم
البرازيل: 148 مليون
إندونيسيا: 112 مليون
الولايات المتحدة: 98 مليون
الفلبين: 88 مليون
المكسيك: 77 مليون
تركيا: 56 مليون
مصر: 55 مليون
ألمانيا: 44 مليون
نيجيريا: 40 مليون
أرقام قياسية في النمو
تطورت إيرادات واتساب بشكل مطّرد خلال السنوات الماضية:
2018: 443 مليون دولار
2019: 507 ملايين دولار
2020: 632 مليون دولار
2021: 790 مليون دولار
2022: 906 ملايين دولار
2023: 1.3 مليار دولار
2024: 1.7 مليار دولار
كما ارتفع عدد مستخدمي التطبيق من 103 ملايين في عام 2012 إلى 2.5 مليار في 2024، مع أكثر من 6.3 مليارات عملية تحميل منذ انطلاقه.
خصوصية تحت المجهر
رغم هذا النجاح، لم يخلُ التطبيق من الجدل. ففي عام 2021، أثار تحديث سياسة الخصوصية موجة من الانتقادات، خاصة في الهند، حيث اعتُبرت هذه السياسة تهديدًا لحقوق المستخدمين. وتقدمت منظمات بدعاوى قضائية أمام المحكمة العليا في نيودلهي، واعتبرت المحكمة أن إجبار المستخدمين على مشاركة بياناتهم يُعد انتهاكًا للخصوصية.
اتهامات بالتضليل واحتكار السوق
كما اتُّهم “واتساب” بلعب دور في نشر الأخبار الكاذبة والشائعات، خاصة خلال الانتخابات في دول مثل البرازيل والهند، وسط غياب آليات فعالة لضبط المحتوى. ودفع ذلك جهات تنظيمية، خصوصًا في أوروبا، للضغط باتجاه تشريعات صارمة ضد هذا النوع من التطبيقات.
في المقابل، يثير تمدد “واتساب” في الأسواق الناشئة قلقًا بشأن المنافسة، لا سيما أن التطبيق بات يشكل جزءًا من “الاحتكار الثلاثي” الذي تملكه “ميتا” إلى جانب “فيسبوك” و”إنستغرام”. وقد كشفت وثائق أميركية أن مارك زوكربيرغ ناقش فصل “إنستغرام” عن ميتا تحسبًا لدعاوى قضائية محتملة، في حين تسعى لجنة التجارة الفدرالية الأميركية حاليًا لإلغاء استحواذ الشركة على واتساب وإنستغرام.