باهر يعيش: يا عيبال، حزنك مؤلم… فليت الندم يجدي!

المهندس باهر يعيش
(جبل عيبال)؛ جبل نابلسي أشمّ. يحدّ مدينة نابلس الفلسطينية العظيمة الصامدة في وجه الغزاة عبر التاريخ من الشمال
(نابلس)…جبل النار، وهو اللقب الذي استحقه جدودنا المقاتلون حين وقفوا بوجه الغزاة عبر التاريخ من فوق هذا الجبل ومحيطه فصدّوهم على أعقابهم. سلوا… الغازي…(نابليون بونابرت) الفرنسي حين أشعل النوابلسة (الأجداد) النار في جنوده ففرّ هاربًا من حيث أتى!!!.من الشمال.
جبل النار أيها السادة … يعاني اليوم من جرافات الاحتلال التي تقوم بالتجريف في قمته …فوق…. فوق على رأسه العظيم الذي لم يدنّس عبر التاريخ تمهيدًا لإنشاء مستوطنة لهؤلاء الغرباء و البعض …للأسف.
من على هذا المنبر ولأكثر من مرّة قمنا بالتحذير من هذه النتيجة والتي باتت بل لاحت بوادرها مرارًا وتكرارًا حين حذّرنا من نية الاحتلال استعمار الجبل ببناء المستوطنات على قمته يوم قاموا منذ أشهر بالوقوف على قمته وأداء طقوسهم.
يومها نبهنا بضرورة إكمال طريق عيبال الدائري الذي تم تنفيذ جزء منه و تجمد العمل في بقيته وما يتفرع عنه من طرق فرعية لتمكين النوابلسة من البناء في أراضيهم لحمايتها من المستعمرين لكن…دون فائدة.
نبهنا مرارًا وتكرارًا عبر منابر عديدة عن خطورة ما يضمره الاحتلال حول الجبل بل الحبال بضرورة العمل الدؤوب لاستكمال هذا الطريق الذي يحمي نابلس من الشمال بل يحل أزمة السير الخانقة فيها بل يفتح المجال لهم للبناء على أديمه بل فوق صخوره التي تخلو من البناء في جزء كبير منه فوق…فوق ليحموها ، بدلًا من الزحف بعيدًا نحو القرى التي أصبحت بملايين الدنانير لمترها وعيبال يفتح ذراعيه محذّرا لكن…ما من مجيب !!!!.
يتعللون بنقص المال و صعوبات فنية والنوابلسة فنيًا وتمويلًا ساهموا في بناء العديد من بلاد العرب. بل أن العديد من أهل المدينة داخلها وخارجها كانوا وما زالوا على أهبة استعداد لبذل الغالي والنفيس للتبرع لهذا العمل بل تم عرض ذلك عليهم. بل اقترح إنجاز الجزء الذي تم فتحه ترابيًا وذلك بتزفيته لكن ….؟!.
((عيبال)) أيها السادة لن يبكي أيها السادة فدمع الجبال غال غال. وهو الذي لم تنزل دمعة منه أبدًا فالجبال ..لا تبكي. هي تعتب على من لم يحميها. وعيبال بالذات وأخوه جرزيم لم يبكون قط.
حماية ظهر المدينة من الشما…. من جهة عيبال هي حماية لقلبها. لم ولا وسوف لن نقتنع بأية أعذار ولن يغفر التاريخ ولا الجغرافيا عدم حماية ظهر المدينة وقلبها.
على كل حال.؛ أنقذوا ما يمكن إنقاذه .. قبل فوات… باقي الأوان. انقذوا عيبال لتنقذوا نابلس.
الجروح في رأس الجبال تبقى أبد الدهر نازفة دمًا ودمعًا وستبقى وصمة في تاريخ من يفرّط وستسلهم الأجيال جيلًا عن جيل لماذا؟!؟!؟ حيث ليت ينفع الندم. فالندم لا يعيد سليبًا. والجبال تحمي…من يحميها.
حمى المولى نابلس والنوابلسة من كل سوء. بل حمى الله فلسطين من كل سوء من حيث يأتي السوء..
كاتب فلسطيني