ميلاد عمر المزوغي: الفيتو الأمريكي يتيح الاستمرار في الإبادة

ميلاد عمر المزوغي: الفيتو الأمريكي يتيح الاستمرار في الإبادة

ميلاد عمر المزوغي

امريكا التي تتشدق بانها تهتم بحرية الانسان ومناصرة المظلومين, استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقف العدوان على غزة, المتواصل على مدى 20 شهرا دون شفقة او رحمة بسكان القطاع, المحدود المساحة, المحاصر منذ العقدين من الزمن ,كل ما يدخله بمقدار وتحت الانظار,تم تدمير اكثر من 80% من مباني القطاع, السلطات الصيونية تجلي المدنيين الى حيث تريد داخل القطاع ثم تقوم بقتلهم, ولم تسلم كذلك مناطق الاغاثة المؤقتة فـ بدل ان يتحصل الغزاوي على وجبة تسد رمقه, يتم قتله, لانهم يعتبرونه مقاوم لم يغادر القطاع كما ارادوا .
بالتأكيد لم ننتظر غير ذلك من امريكا,فهي الداعم الرئيسي لعدوان الصهاينة, أمدتهم ولا تزال بكافة انواع الاسلحة المحرمة دوليا, بل طلب رئيسها من سكان القطاع مغادرته, لأنه كما يقول يرأف بهم وعليهم الرحيل الى أي جزء من العالم لحياة كريمة. ربما حجم الكارثة جعل بعض رؤساء اوروبا يلوّح بانه في حال استمرار الابادة فانه سيعمل على الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67,ترى هل افاق زعماء الغرب من سباتهم بعد 77 عاما من الاحتلال, وارتكاب ابشع الجرائم بحق الفلسطينيين, وهل اعمال الابادة الاخيرة هي التي افاقتهم؟ أيا يكن الامر فان امريكا والصهاينة يلصقون تهمة معاداة السامية بكل من يخالف معتقدهم اللاهوتي الداعي الى السيطرة على كامل تراب فلسطين التاريخية.
امين عام جامعة الدول العربية يقول بانه ليس من مصلحة الفلسطينيين ان تقطع مصر علاقاتها مع الصهاينة لأنه في هذه الحالة لن تكون هناك وسائل اتصال مع الصهاينة بشان فلسطين. ترى ما حققت العلاقات مع الصهاينة للفلسطينيين على مدى خمسة عقود (بدءا من اتفاقية الاستسلام /كامب ديفيد),اراضي الضفة تقضم باستمرار وبوتيرة متسارعة, النظام المصري يمتنع عن تقديم المساعدات الانسانية الى القطاع الذي يتاخم حدوده, والقطاع كان تحت الرعاية المصرية قبل حرب 67,أ ليس من العار ان تستمر علاقة مصر مع الصهاينة؟.
ان الولايات المتحدة زودت الصهاينة بقنابل تزن 900 كلج قادرة على اختراق الانفاق تحت الارض مستهدفة النساء والاطفال, ما تم القاؤه على غزة من قنابل حارقة يعادل اضعاف القوة التدميرية للقنبلتين الذريتين اللتان القيتا على هيروشيما ونجازاكي,اليابان استسلمت لكن غزة لم تستسلم رغم الابادة وخذلان العرب حكاما ومحكومين.
اما عن المطبعين من العرب, إلى متى تستمرون في عملية التطبيع أما تخجلون من انفسكم وشعوبكم على ما يحدث بالقطاع والضفة؟ إلى متى تستمرون في دفع الجزية لأمريكا وان حاولتم ايهامنا بانها استثمارات؟.المستثمر هو من يرغب في ذلك وفق ارادته ,لكن ما يفعله ترامب هو ما يفعله جابي الضرائب, شاهدناكم خانعي الرؤوس, تلبون مطالبه ,تنفذون اوامره, أما تدركون ان هذه الاموال تذهب راسا الى مصانع امريكا لإنتاج الاسلحة التي تتدفق دون انقطاع على الصهاينة للامعان في قتل الفلسطينيين؟,العديد من الدول الحرة قطعت علاقاتها مع الصهاينة بينما انتم لازلتم تقيمون اوثق العلاقات مع الصهاينة, زودتموهم بالسلع الغذائية عندما لم يعد البحر الاحمر  ممرا مائيا امنا للصهاينة. أما تدركون ان هذه الاموال وفي لحظة غضب من زعيم البيت الابيض! انه سيتم مصادرتها كما فعل بأموال عديد الدول التي حاولت الخروج عن الطاعة؟.
ليتكم تتركون الحرية لشعوبكم بالتظاهر ليس ضدكم وهذا نعرفه مسبّقا انه محرّم ومجرّم في دساتيركم الالهية, ولكن ضد الأعمال الاجرامية التي يقوم بها الصهاينة في فلسطين, كما تقوم الشعوب الاخرى.
كاتب ليبي