لماذا تتميز الشريعة بـ”سجادة الصلاة” وما الذي يمنع إقامة صلاة العيد “خارج قصر الشعب”؟ هل أصبحت سورية موضوعاً رائجاً لمصلحتها، وهل طلب الجولاني “إذن” من إسرائيل لزيارة درعا اليوم، وهل بدأت “المقاومة السورية” مواجهتها ضده؟

لماذا تتميز الشريعة بـ”سجادة الصلاة” وما الذي يمنع إقامة صلاة العيد “خارج قصر الشعب”؟ هل أصبحت سورية موضوعاً رائجاً لمصلحتها، وهل طلب الجولاني “إذن” من إسرائيل لزيارة درعا اليوم، وهل بدأت “المقاومة السورية” مواجهتها ضده؟

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

هذه المرّة الثانية التي يختار فيها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الصّلاة في قصر الشعب، وهي صلاة عيد الأضحى، حيث مضى على استلامه “السُّلطة” في سورية بعد سُقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد ستة أشهر فقط، وهذا هو العيد الثاني الذي يمر على السوريين بعد سُقوط نظامهم السابق.

تساؤلات مطروحة حول سبب اختيار الشرع لقصر الشعب في العاصمة دمشق للصّلاة فيه، وما إذا كان ذلك لأسبابٍ أمنية تمنعه من الصلاة بين السوريين، أو دلالة على حضور مشهد الصلاة في قصر الحكم السوري، حيث كان ذلك الحكم “بعثيًّا”.

وشارك في أداء الصّلاة عدد من الوزراء والمسؤولين في دولة أبو محمد الجولاني سابقًا، إلى جانب قيادات في الجيش السوري الجديد، وممثلين عن العشائر العربية، ومواطنين سوريين.

وفي مشهد علاقات عامّة بحت، وهنّأ الشرع الشعب السوري بحلول عيد الأضحى، عبر مقطع مصوّر بثّته رئاسة الجمهورية العربية السورية، صباح اليوم.

وقال الشرع: “أيّها الشعب السوري الكريم في القُرى والبلدات والمدن، وفي مخيمات النزوح، الحجاج الكرام، كل عام وأنتم بألف خير”.

ويبدو أنّ الشرع مُحب للظهور الإعلامي الكثيف، فالرجل ينظر لسورية كـ”تريند”، حيث قال بنفسه إن سورية تريند عالمي مُنذ ستّة أشهر، ونحتل مساحة إعلامية واسعة، وهذه بحد ذاتها فرصة كبيرة لإيصال رسائلنا وقيمنا للعالم، وهو ما يُفسّر عدم غيابه عن الظّهور الإعلامي، وصولًا لتكرار زيارة مطعم شعبي مرّتين.

وأثناء أداء الشرع لصلاة الأضحى، كان لافتًا ظُهوره مُنفردًا باستخدام سجّادة صلاة خاصّة به، خلافًا لبقيّة المصلين.

وأثارت سجّادة الشرع، جدلًا بين السوريين، فالبعض نبّه لمخاوف من اغتيال الشرع عن الطريق السجادة الحمراء الكبيرة التي وضعت على أرضية المُصلّى، فيما ذهب آخرون للقول إن الشرع قد بدأ يدخل في حالة استعلاء الحاكم، وذهب ثالثهم إلى القول إن ذلك نوع من التقشّف، والابتعاد عن بهرجة السجّاد الأحمر.

ويُحاول الشرع استعراض شعبيّته التي حضرت فوق أنقاض نظام الأسد، فاختار زيارة مدينة درعا في أوّل أيام عيد الأضحى.

وجاء لافتًا بأنّ المنطقة شهدت إجراءات أمنية مشدّدة، بما في ذلك إغلاق عدّة طُرقات من قبل قوات وزارة الدفاع السورية الانتقالية.

ومن غير المعلوم إذا كانت زيارة الشرع لدرعا، تشمل إرسال رسائل رادعة لإسرائيل، أو إعطاء الأخيرة ضمانات طمأنة تدل على سيطرته على درعا، حيث جاءت زيارته وسط توتّرات أمنية مُتصاعدة مع إسرائيل في الجنوب السوري.

ومُنذ سيطرتها على مناطق واسعة في الجنوب السوري مطلع شهر ديسمبر الماضي، منعت إسرائيل أي تواجد عسكري أو أمني سوري في المدن الحدودية – القنيطرة، الجولان ودرعا – التي عملت على نزع السلاح من سكّانها، ما يطرح تساؤلات فيما إذا كان الشرع قد طلب الإذن من إسرائيل لزيارة درعا؟

ولم يرد الشرع شخصيًّا على التهديد الإسرائيلي الذي ورد على لسان وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، حيث هدّد كاتس الشرع بـ”ردٍّ حازم”، بعد إعلان تل أبيب عن إطلاق صاروخين نحو هضبة الجولان المحتلة.

ودانت البيانات الرسمية الصّادرة من حُكومة الرئيس أحمد الشرع الغارات الإسرائيلية وقالت إنّها لا تزال تُحقّق في مصدر القذائف ومُطلقيها من الأراضي السورية.

والأربعاء، جدّد الجيش الإسرائيلي قصفه على مواقع في درعا، بالإضافة إلى شنّ غارات على بلدات في ريف دمشق.

يحصل هذا، فيما أعلنت “جبهة المقاومة الإسلامية السورية” مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ الذي استهدف الجولان قبل يومين، حتى أنها هدّدت وقالت بأن “هذه ليست سوى بداية المعركة”، وهاجمت الجبهة الشرع، وحكومته الجديدة، وقالت إنها انحرفت عن مسار المقاومة بعد مُحادثات التطبيع مع إسرائيل.