هادي زاهر: تكملة مُعادية

هادي زاهر: تكملة مُعادية

هادي زاهر
كُنْتُ أمْسِكُ بِخُرطومِ المياه وَأشْطُفُ أمامَ بَيتي، فَمَرَّ سائِحٌ يَهوديَ وَقالَ لي مازِحًا (عَلى ما يَبْدو): “ألا تَخْجَل أن تُهْدِرَ المياه في حين أنَ البلادَ تَفْتَقِر لِنُقْطَة مِياه”
صُدِمْت مِنْ هذا التّوَجّه، وَأجَبْتَهُ: بسرعة “صَهيون قتلت وَوَرثت”
فَغَرّ السائح فاه مُسْتَغْرِبًا وَسألني “أنْتَ دُرزيّ؟”
أجَبْتَهُ: “لِماذا هذا يُعنيكَ.. أيّ نَعَم أنا دُرزيّ أفتَخِر وأعتز بتاريخي بانتمائي المَذهَبيّ وَانتمائي العَرَبيَ الفَلَسطينيَ”،
صَعَقَ السّائِح مِنْ كَلامي وَقالَ بِصَوتٍ عالٍ: هل أنتَ مُتَطرّف.. أنا لا أصدّق ما أسمع.. دُرزيّ يَتَحَدّث بِمِثلِ هذا الكلام؟!
فَقلتُ لَهُ: وما الغرابة.. هذا هو احساسي الشخصي، يستطيع كل شخص ان يشعر من موقعه.. من وعيه من ثقته بنفسه.. انا لا أشعر بعقدة النقص، منتصب القامة أمشي.. على الأقل أنا أدفع ثمن المياه الّتي استهلكها، في حينِ تتدفّق عليكم مياه مِن سوريا وَمِن لبنان ويا للغرابة َتَسرِقون مِياه الأردن وَتبيعونها إلى الأردن وَلا تَشْبَعون.. شَهيّتَكُمْ تتدفق على كلِّ الجهاتِ، تُريدون العصفور وَخيطه.. البئر وَغطائه.. والاخضر واليابس، تَعتقدون بأنّكم نور للبشريّة وَأنّنا مُجَرّد خُدّامًا لَدَيكُم.. كِفّوا عَنْ الاستعلاءِ.
اِنْصَرَفَ وَهُوَ يُتَمْتِمُ بِكَلِماتٍ لَمْ أسْمَعها.. رُبّما لِحُسنِ حَظّي، أو حَظّهُ.