شعر نورالدين برحيلة: غزة.. كربلاء من دون حدود

شعر نورالدين برحيلة: غزة.. كربلاء من دون حدود

 

شعر نورالدين برحيلة

يقتربُ الرحيلُ…
تَتثاقلُ الخطى.
الألمُ صديقٌ قديمٌ.
همسٌ خفيٌّ.
وبعدَ قليلٍ،
سيخبو الأنينُ.

معَ الغروبِ،
يَستيقظُ الحلمُ الدَّفينُ.
ذكرياتُ الطفولةِ الموؤودةِ،
تَستفيقُ في غياهبِ الحنينِ.
يَرقصُ الشَّوقُ.

نيرونُ في أعلى قمة
على عرش النَّذالةِ.
يتَلذذُ بإضرام الحرائقِ
في روما البئيسة،
وتستعر  النيران
في بغداد الحكمةِ
ودمشقُ الفيحاء
وقاهرةُ المعتزِّ
واليمن الأرض المقدسة،
وفلسطين أرض الأنبياء،
وغزة كربلاء بلا حدود.

كل الأندلسيات تَنزف..
وأبو عبد الله الصغير يبكي،
بعد تسليم مفاتيح غرناطة الزهراء،
تواسيه عائشة الحرة
“إبك كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال”.
صدور سلاطين  الطوائف
مثقلة بأوسمة الخزي.

غلغامشُ العظيم يَبكي،
-ليس كالصغير-
على فقدان إنكيدو.
كيف يصير المجد  وهما.
ومسيلمات الكذبة،
يُبشِّرون بديانة جديدة
في محافل الضياع.

ينمو الزيف
ويزهر هولوكوستِ الفظاعة
في براكين كربلاء..

غزة  كربلاءَ بلا حدود.
حرائق بلا حدود.
دماء بلا حدود.
جثثٌ بلا حدود.
والحسينُ يُذبحُ بلا حدود.
وخذلان الأعراب بلا حدود.
كالعنقاء  سينبعث النصر
من عمق كربلاء
تسرع الخطى
وبعد قليل
سيخبو الأنين..