د. إشيب ولد أباتي: هل انتهت حرب حزيران؟ ولماذا خدعنا الراحل نزار قباني بهذا؟ وما الذي تذكرنا به: الواقع العربي المنهزم أم أحقاد المتطرفين؟

د. إشيب ولد أباتي: هل انتهت حرب حزيران؟ ولماذا خدعنا الراحل نزار قباني بهذا؟ وما الذي تذكرنا به: الواقع العربي المنهزم أم أحقاد المتطرفين؟

 

د. إشيب ولد أباتي

تاريخ أمتنا ليس استثناء في تاريخ الأمم الحديثة، والمعاصرة التي خاضت حروبا وجودية، وانهزمت في المواجهات، وانتصرت في أخرى..
وحاضرنا، كحاضر الأمم الحية، حيث ظهر عندنا اتجاهان:
١-  اتجاه يندب، ويلطم، ويولول، ويتحسر بما في جعبته، مما اخفاء إلى حين، وحين عم البلوى، ظهر دعاة الهزيمة، وتلوثت البيئات النقية كلها في الوطن العربي، لذلك ينتشر تيارها الهزائمي، ليؤسس لها بأخرى يستبعثها من تاريخنا القريب، ويحملها سموما، ورائح تزكم الأنوف، ليراكم  في الخياشيم  الجيوب الأنفية لتمرض ، وذلك من فرط  تشبع ذهنيات أصحاب التيار العفن ب”جيناته” الداحسية، والغبراوية…
والمطلوب المعلن بوقاحة، أن استسلموا، ولا ترفعوا رؤوسكم، فالهزائم  قضاء، وقدر،، وإلا فما بالكم، أيها الرافضون للهزيمة، والاستسلام لحرب الإبادة لمجتمعنا العربي في فلسطين،، ؟
ها أنا الناعب، المنادي من خلف الحدود، وعبر الأحقاب، أجدد لكم، أن الهزيمة واقع ممتد  زمانيا، وذهنيا منذ حرب حزيران، حين كانت لكم القيادة الثورية، والتأكيد المطلق من جماهير الامة على امتداد الوطن العربي، رغم أن التاريخ، ينقل مناصرة الهزيمة من أفراد ذلك التيار حين ركع شيخه  – رحمه الله – حمدا لهزيمة حزيران، لأنها كامت ستحول دون  تطبيق الاشتراكية العربية التي  تعمل على اشباع جوعى العرب،، وستمنع ملايين الفقراء من الشبيبة العربية عن الاستماع، والاقتناع  بمعسول الحديث عن الانتصارات في السلف الصالح الذي نريد الرجوع إليه، ونقنع الجمهور العربي المسلم بأن النعيم المقيم ليس في دنيا العرب، بل في أخراهم في جنة الخلد، وما عدا ذلك ، فظل زائل، وبهتان تضليلي، وكفر بأن الدنيا دار ابتلاء..فلذلك فليصبروا وليستمتعوا ببلاغة الخطب السياسية الدينية التي تلهيهم عن واقع الأمة الجحيمي، وهزائمها المنتظرة، إذا ما أراد المتهورون من قادة الأمة إعادة الكرة بعد الأخرى في مواجهة الكيان الصهيوني.. لأن الهزائم في تقديرهم، ستتكرر، كما حصل في حزيران الشاهد في مقالين للدكتور عميمور حفظه الله ورعاه …
هذا تيار المنهزمين، والمنجمين للهزائم أمام الصهاينة،، يذكر في مقاله الأخير ألا تعرفون ما عند الكيان الصهيوني من سلاح فتاك، لا يقاوم(( وأهم العناصر ، هي أن الكيان الصهيوني هو قوة ميدانية حقيقية لا مجال للاستهانة بها..))؟!
٢- الأتجاه الثاني، فهو الذي يحمل مشعل المقاومة حتى النصر، وله حضوره في الوطن العربي، وفي العالم المناصر لقضية العرب في فلسطين،، كما  تراث من المقاومة التي لا تهزم إراديا، وإن انكسرت في معارك عسكرية.. وفي كل زاوية في الوطن العربي، وعبر تاريخنا الحديث  دروس، وعبر،، ولن نستطيع، أن نتوقف عند ذكر كل قادة، و رموز المقاومات العربية من اجل التحرير، وصد العدوان، لأن في النفس اعترافا بالتقصير في حقهم وحق هذا التاريخ العظيم الذي أضاء ظلمة الاوطان بالاحتلالات التي جوبهت بقادة الأمة من مشايخ الأزهر الذين استشهد  ثلاثون عالما في وجه الفرنسيين في مواجهة اليهودي-  نابليون بونابارت –  لدى احتلال مصر،،وفي الجزائر لم تغيب  غيوم الماضي، أو ضباب الحاضر وجه النضال الذي قاده الأمير عبد القادر رحمه الله، وفي المغرب، قاد الثورة اعظم قائد في المغرب ” الأمير محمد الكريم الخطابي” رحمه الله تعالى، و  لم يعرف التاريخ المغربي مثله منذ يوسف بن تاشفين الوحدوي..
كذلك الحال في ليبيا مع سيد الشهداء عمر المختار صاحب “مبدأ النصر، أو الشهادة”،  وقد يحفزنا ما نعرف من تاريخ الأمة مع قادتها الثوريين، لنتطرق، لأكثر من الثورات، والمواجهات، والانتصارات، فلا زال حاضرا القائد “عز الدين القسام ”  الذي قاد ثورة جمعت ابناء سورية وفلسطين، والعراق، ولبنان، والأردن في ملاحم الشرف..
وجمال عبد الناصر الذي  قاوم المحتلين في العدوان الثلاثي، وهذا العدوان الذي لم يتطرق إليه الانهزاميون إلا من جهة أنه، كان البداية التي استأنف فيها العدو الإعداد للمعركة القادمة، وبالتدريب على الطيران المنخفض، كما اشبعنا المنجمون معلومات  تافهة لا قيمة لها…جهلوا، أو تجاهلوا، أن حرب حزيران تلتها حرب الاستنزاف التي لم يتطرق إليها السيد الوزير في مقاليه عن حرب حزيران،، فهل تدرون لماذا؟
اترك الإجابة، ولو مؤقتا  لمن يتشجع، ويكتب عنها في مقال آخر، أو يعلق بمداخلة تحت مقالي،،المهم أن يعرف القارئ العربي، أن المقالين، سعى فيهما الدكتور عميمور إلى إظهار الفارغ في أنبوبة مختبره الطبي، أو ما في ذهنه مفرغا فيها..
ولعل ذلك لن يوجه ميولا، أحرى اتجاها للتيار المقاومة الذي  يقدم الدماء الزكية على مذبح التحرير في فلسطين، ولبنان، واليمن،،
لأن الأمة العربية ليس مكتوب راسخ في عقلها الجمعي إلا قيم الدفاع عن الأرض، والعرض، والشرف، والكرامة العربية، وليخسأ الصهاينة، واذنابهم، ومن انهزموا، ولازالوا يردد  ناعبهم  حين خلت الدار من أهلها،، فلو كان هواري بومين – رحمه الله –  حيا،  فهل كان الدكتور عميمور مؤيدا في الكتابة  لتأبيد نتائج حرب حزيران، وتحذيره القادم  من قوة الكيان الصهيوني، وبالنتيجة المنطقية، والحتمية المستخلصة في مقاليه، تكرر الهزيمة العسكرية في حزيران ٦٧..؟
لذلك، وهو الأخطر ما في المقالين، وهو التنبيه الموجه لقادة النظام في مصر، والأردن من الاستجابة للامة لإنقاذ اهل فلسطين من الإبادة الجماعية الحالية..!!
٣- في مداخلة السيد السفير فؤاد البطاينة تحت مقال الدكتور محيى الدين عميمور أمور تستدعي أن تناقش، لأن سعادة السفير سمي في موقع” رأي اليوم ب” فؤاد العرب”، نظرا لما كتبه عن مناصرة المقاومة، ووحدة الساحات،  ورفض الهزيمة، وتأكيده المتكرر في كل مقال كتبه، أن الاتفاقات مع الكيان الصهيوني، هي استسلام، ولم تحقق السلام للعرب، لأن العدو الصهيوني، لا يريد السلام، وإنما يريد الأرض بدون أن يواجه أهلها،، وحدود  كيانه عند قادة حزب الليكود”، هي من المحيط الى الخليج،  ولم تبق من النيل إلى الفرات،،
لكن التوافق بين التوجهين في مداخلة السيد السفير فؤاد البطاينة، حول موضوع مقالة السيد الوزير الدكتور محيى الدين عميمور فيها  مجاملة ظاهرة من جهة التعليق على ارتياحه لوجود صورة تتصدر مقالات الدكتور، ونحن كذلك نرتاح لصورة السيد محيى الدين عميمور، وإن اختلفنا معه، فالود كامل له، والاحترام، والتقدير، والدعاء له بطول العمر مع الصحة الدائمة له، ولأبنائه، وأحفاده.. والاختلاف معه في وجهات النظر، حول قضايا أمتنا، ومعاركها ونضالها المصيري،،
لكن هل هذا الامتداح، يشكل توافقا على  مستوى  المستقيمين المتوازيين، وهما خطان، لا يلتقيان، وإن التقيا، ” فإنا لله وإنا إليه راجعون” – كما قال أحد المدرسين في المرحلة  الابتدائية في إحدى المدارس في العربية السعودية – ؟
كاتب موريتاني