القوات الروسية تعلن عن بدء هجوم في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية

القوات الروسية تعلن عن بدء هجوم في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية

ميجوفا (أوكرانيا),-(أ ف ب) – أعلن الجيش الروسي الأحد شن هجوم على منطقة دنيبروبتروفسك المتاخمة لدونيتسك وزابوريجيا اللتين تحتل موسكو أجزاء منهما في شرق أوكرانيا، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاثة أعوام، وفي ظل تعثر مفاوضات السلام بين الطرفين.
من الجانب الأوكراني، وحدها قيادة قوات الدفاع عن الجنوب علقت في الوقت الحاضر فأعلنت أن “العدو لا يتخلى عن نواياه بدخول منطقة دنيبروبتروفسك” بوسط شرق البلاد، مؤكدة أن القوات الأوكرانية “تسيطر على قطاع الجبهة”.
لكن لم يصدر أي تصريح بعد عن القيادة العسكرية ولا عن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، حول هذه المعلومات التي ستشكل في حال تأكدت ضربة رمزية وإستراتيجية للقوات الأوكرانية التي تواجه وضعا صعبا على الجبهة على صعيد العديد والعتاد.
وكتب الجيش الروسي على تلغرام أن “وحدات من الفرقة 90 المدرعة (…) بلغت الحدود الغربية لجمهورية دونيتسك الشعبية وتواصل شن هجوم على أراضي منطقة دنيبروبتروفسك”، مستخدما تسمية موسكو لمنطقة دونيتسك بعد إعلان ضمها عقب الغزو الذي بدأ عام 2022.
ودنيبروبتروفسك ليست من بين المناطق الخمس التي أعلنتها موسكو أراض روسية، وهي دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا والقرم.
– انتكاسة إستراتيجية –
وأعلن الرئيس الروسي السابق والمسؤول الثاني في مجلس الأمن القومي دميتري مدفيديف إن التقدم الأخير تحذير لكييف.
وكتب على تلغرام “كل من يرفض الاعتراف بحقائق الحرب خلال المفاوضات سيواجه حقائق جديدة على الأرض. قواتنا المسلحة شنت هجوما في منطقة دنيبروبتروفسك”.
ونشر الجيش الروسي صورا تظهر فيها قوات ترفع علم روسيا في قرية زوريا في منطقة دونيتسك.
وقال اللفتنانت كولونيل في الجيش الأوكراني أولكسندر (60 عاما) إن دخول الروس المنطقة لن يبدل ديناميكية المعركة.
وأوضح لوكالة فرانس برس في بلدة ميجوفا على مسافة حوالى 12 كلم من الحدود بين منطقتي دنيبروبتروفسك ودونيتسك “إنهم يتقدمون ببطء، ببطء شديد، لكنهم يتقدمون”.
وأعرب عن مخاوفه موضحا “قد يقولون إن أوكرانيا بكاملها لهم … لكن لا أعتقد أن هذا سيحدث تغييرا جذريا في الوضع، مقاومتها ستبقى على حالها”.
وكانت سلطات المنطقة أفادت في وقت سابق عن سقوط قتيل في قصف روسي لبلدة ميجوفا الواقعة على مسافة 13 كلم من منطقة دونيتسك.
وقبل الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، كان نحو ثلاثة ملايين شخص يقيمون في منطقة دنيبروبتروفسك، حوالى مليون منهم في العاصمة الاقليمية دنيبرو التي تتعرض على الدوام لضربات روسية بمسيرات وصواريخ.
وتعتبر المنطقة مركزا مهما للمناجم والصناعة في أوكرانيا، وفي حال تقدم القوات الروسية في عمقها، فقد يكون لذلك وطأة كبيرة على قوات كييف واقتصاد البلاد.
وتتعرض دنيبروبتروفسك وخصوصا عاصمتها دنيبرو لضربات روسية متواصلة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وجعلت روسيا من دنيبرو ميدانا لاختبار صاروخها المتوسط المدى “أوريشنيك” في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 ، وأكدت في ذلك الحين إصابة موقع صناعي عسكري.
– تبادل أسرى “الأسبوع المقبل” –
ويأتي الهجوم الجديد في وقت تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بعرقلة عملية تبادل للأسرى كانت مقررة نهاية هذا الاسبوع.
وقالت موسكو إن أوكرانيا ترفض الموافقة على استرجاع جثامين جنود قتلى، فيما أكدت كييف أن روسيا لم ترسل أسماء أكثر من ألف جندي أسير يفترض إطلاق سراحهم.
وكان الطرفان أعلنا قبل أيام أن عملية التبادل ستجري في نهاية هذا الأسبوع.
وقال زيلينسكي في كلمته المسائية إن “الطرف الروسي يحاول كالعادة لعب لعبة قذرة، سياسية، لعبة إعلامية”.
وشدد على أنه في حال فشلت روسيا في الالتزام ببنود الاتفاق فسوف يثير ذلك “تشكيكا كبيرا” في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء ثلاث سنوات من الحرب.
وكرر الجيش الروسي الأحد “استعداده لتسليم أكثر من ستة آلاف جثة” لجنود أوكرانيين، مؤكدا أنه نقل 1212 رفاتا ويستعد لتسليم قسم آخر عند الحدود الروسية الأوكرانية في منطقة بريانسك.
وعملية التبادل هذه في حال تمت، ستشكل النتيجة الوحيدة الملموسة لمفاوضات مباشرة عقدت بداية الأسبوع في مدينة اسطنبول التركية.
وسلم الوفد الروسي كييف قائمة مطالب في مقدمها انسحاب قواتها من أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها، وتراجع أوكرانيا عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتقليص حجم قواتها المسلحة.
ووصف زيلينسكي الأربعاء هذه الشروط بأنها “إنذارات” غير مقبولة.