قيادة حزب الاستقلال المغربي تقلل من “شائعات التوترات الحكومية” والكونفدرالية الديمقراطية تنتقد غياب الحوار الاجتماعي

الرباط – “رأي اليوم” – نبيل بكاني:
في الوقت الذي تروج فيه بعض المنصات حديثًا عن توترات داخل الأغلبية الحكومية، خرجت قيادة حزب الاستقلال، عبر اجتماع عقدته اللجنة التنفيذية برئاسة نزار بركة الأربعاء الماضي، لتقلل من أهمية ما وصفته بـ”الشائعات التي لا أساس لها من الصحة”، مشيرة إلى أنها مجرد محاولات لصناعة أزمة داخلية من خارج الحكومة وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب ما أوردته جريدة “الصباح”، دعا نزار بركة أعضاء اللجنة التنفيذية وبرلمانيي الحزب إلى اعتماد أسلوب “ضبط النفس” وعدم الانجرار إلى معارك هامشية، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية الأدوار الرقابية للبرلمانيين في ما يخص القضايا المرتبطة بحياة المواطنين اليومية.
وفي رسالة سياسية واضحة، جدّد الأمين العام لحزب الميزان التأكيد على طموح الحزب في تصدر نتائج الانتخابات المقبلة لعام 2026، وقيادة الحكومة القادمة، مستعرضًا ما اعتبره خطوات تنظيمية استراتيجية، أبرزها تحجيم نفوذ “تيار الصحراء” داخل هياكل الحزب.
من جهة أخرى، حمل الاجتماع ذاته رسائل اجتماعية بارزة، أبرزها الدعوة إلى تخليق الحياة العامة وتطوير الترسانة القانونية المتعلقة بحرية الأسعار وحماية المستهلك، كما دعت قيادة الحزب إلى ميثاق أخلاقي جديد للأحزاب، يهدف إلى استعادة الثقة في المؤسسات المنتخبة وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية للنساء والشباب.
وفي سياق مغاير، شهد المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل (كدش)، المنعقد اليوم السبت في الدار البيضاء، نقاشًا حادًا حول تعاطي الحكومة مع مطالب النقابات، حيث عبّر المكتب التنفيذي الـ”كدش” عن استغرابها من غياب أي دعوة رسمية للحوار الاجتماعي، رغم اقتراب عيد العمال في اول مايو القادم، الذي يصادف اليوم العالمي للشغل.
وأكدت مصادر نقابية أن الكونفدرالية ستعمل على صياغة تصور جديد لمفهوم الحوار الاجتماعي، في ظل ما اعتبرته “تنصل الحكومة من التزاماتها الاجتماعية”، مشيرة إلى أن الحركات الاحتجاجية ستكون الرد المنتظر في الأجندة النضالية المقبلة.
ووصف الحاضرون في اجتماع برلمان النقابة سياسة الحكومة بـ”اللاديمقراطية”، مؤكدين أنها تقوض كل التعاقدات الاجتماعية السابقة، ومجددين العزم على خوض “معركة نضالية كبيرة” في مواجهة القرارات الحكومية المرتقبة.
كما تم الاتفاق على تعبئة شاملة لإنجاح تظاهرات فاتح ماي، ورفع شعارات تطالب بالزيادة في الأجور، وفتح حوار قطاعي فعلي، إلى جانب المطالبة برفع الحجز عن الوصولات النهائية للكونفدرالية.
ولم تغب القضايا الوطنية عن اللقاء، إذ عبرت النقابة عن تشبثها بـ”الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وعن تضامنها المطلق مع القضية الفلسطينية، منددة بما وصفته بـ”حرب الإبادة” ضد الشعب الفلسطيني، ومجددة دعمها لحركات المقاومة”.