ماذا وراء زيارة الرئيس الإندونيسي لمصر؟ هل للأمر علاقة بموافقته على استضافة الجرحى الفلسطينيين؟ وما معنى أن يحرّض خطيب الجامع الأزهر على قتال اليهود” الملاعين ” في خطبة الجمعة أمس خلافا لموقف المفتي؟

ماذا وراء زيارة الرئيس الإندونيسي لمصر؟ هل للأمر علاقة بموافقته على استضافة الجرحى الفلسطينيين؟ وما معنى أن يحرّض خطيب الجامع الأزهر على قتال اليهود” الملاعين ” في خطبة الجمعة أمس خلافا لموقف المفتي؟

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
تساؤلات عديدة أثارها
استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بقصر الاتحادية، الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو الذي يزور القاهرة اليوم، وهي الزيارة التي تأتي بعد ساعات من تصريحه باستعداد بلاده لاستضافة عدد من الجرحى الفلسطينيين ، وهو الأمر الذي حمده البعض عليه، وأوجس منه آخرون خيفة.
المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قال إن اللقاء شهد عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث تناول الجانبان سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيسين تباحثا أيضاً بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وقد تم التأكيد في هذا الصدد على ضرورة بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجيــر أهالي القطـــاع، وصولا إلى حل شامل ودائم، يستند إلى مبادئ الشرعية الدولية، ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقا لحدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها “القدس الشرقية”، بإعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم، والأمن والاستقرار في المنطقة.
كان رئيس اندونيسيا قد أكد استعداد بلاده لاستقبال الضحايا الجرحى.
وقال ما نصه: “نحن مستعدون لإرسال طائرات لنقلهم. ونقدّر أن يصل العدد إلى ألف في الدفعة الأولى. الأولوية ستكون للجرحى الفلسطينيين والأطفال المصابين بالصدمات والأيتام”.
وقال إنه أوعز لوزير خارجيته للتحدث إلى المسؤولين الفلسطينيين و”الأطراف في المنطقة” بشأن كيفية إجلاء الغزيين الجرحى أو الأيتام، مؤكدا أن الضحايا سيبقون في إندونيسيا فقط إلى حين تماثلهم للشفاء وضمان عودة آمنة لهم.
بعض المحللين يرون أن لزيارة الرئيس الإندونيسي علاقة بموضوع تهجير الفلسطينيين، وأن الأمر سيتضح خلال أيام قليلة، محذرين من خطورة إخراج الفلسطينيين من ديارهم تحت أي مسمى.
آخرون اعتبروا الخطوة الاندونيسية مثيرة للريبة وتنطوي على علامات استفهام عديدة.
من جهته يرى الأديب الناقد والأكاديمي المصري د.حلمي القاعود أنه يخيل إليه أن إندونيسيا عندما عرضت استضافتها نحو نصف مليون فلسطيني فإنها كانت حسنة النية ولا يدرك مسؤولوها أن الأمر يعني ببساطة تفريغ المقدسات وتفريغ الأرض من أهلها.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن القضية تبقى عندنا نحن كما كانت عند صلاح الدين الذي لم يقل لا شأن لنا ولم يدعنا أحد للحرب، لافتا إلى أن الإبادة الإجرامية لجيش القتل الصهيوني توجب على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها “جهاد الدفع”.
ويؤكد القاعود أننا بدفاعنا عن غزة ندافع عن الخاصرة المصرية، لافتا إلى أن الأمر بات قضية استراتيجية.
وبحسب القاعود فإن الردع هو المطلوب في مواجهة الفكر النازي اليهودي.
ويتساءل: أين مئات الطائرات والصواريخ والدبابات والمدافع التي تم شراؤها والتي تستطيع أن تغير المعادلة الظالمة؟
ويختتم القاعود مذكّرا بقول الله تعالى “فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر. قل نار جهنم أشد حرا لو كان يفقهون”، وبقوله تعالى “إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين”.
مؤكدا أن هذه هي القواعد والقوانين والسنن التي يجب أن نهتدي بها.
في ذات السياق لا تزال أصداء خطبة الجمعة أمس من الجامع الأزهر مستمرة، وهي الخطبة التي ألقاها د.عبد الفتاح العواري وحرض فيها صراحة على الجهاد دفاعا عن غزة، واصفا صمت العالم العربي والإسلامي بأنه عار.
خطبة العواري نالت استحسان الغالبية العظمى التي أكدت أنه قال كلمة حق ، وأعاد إلى الأذهان المواقف التاريخية لشيوخ الأزهر الأجلاء.
خطبة الأزهر التي حرضت على الجهاد تأتي خلافا لموقف مفتي مصر د. نظير عياد الذي أصدر بيانا انتقد فيه بشدة الدعوات التي طالبت بالجهاد.
وهو ما يؤشر لوجود بون شاسع بين موقف الأزهر وموقف دار الإفتاء وباقي المؤسسات الدينية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.