هل تُعاقب “يوتيوب” من يستخدم أدوات حظر الإعلانات؟ جدل متزايد بين المنصة والمستخدمين

لندن-راي اليوم
في خطوة أثارت موجة من الجدل بين مستخدمي الإنترنت، شددت شركة “غوغل” خلال العام الماضي من إجراءاتها ضد من يستخدمون أدوات حظر الإعلانات أثناء مشاهدة الفيديوهات على “يوتيوب”، مانعةً إياهم من تشغيل المحتوى ما لم يتم تعطيل تلك الأدوات.
وتؤكد “غوغل” أن تعطيل الإعلانات على المنصة يُعد مخالفةً صريحة لشروط الخدمة، بحسب ما أورده تقرير لموقع “PhoneArena”، واطلعت عليه “العربية Business”. ووفقًا للشركة، فإن الإعلانات تُعد مصدر الدخل الرئيسي للمنصة، وبالتالي فإن منعها يؤثر بشكل مباشر على قدرة “يوتيوب” على دعم صناع المحتوى.
مربع أسود بدل الفيديو.. هكذا تعاقب “غوغل” مستخدمي الحاصرات
واجه العديد من مستخدمي “يوتيوب” ممن يعتمدون على أدوات مثل “uBlock Origin” و”AdBlock” رسائل تنبيهية تمنعهم من تشغيل الفيديوهات، وتظهر لهم شاشة سوداء مع رسالة واضحة:
“يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. أدوات الحظر غير مسموح بها على يوتيوب”.
وبينما تظهر هذه الرسائل للبعض، يرى آخرون شاشة فارغة تمامًا، دون القدرة على متابعة الفيديوهات. وفي الحالتين، تكون النتيجة واحدة: منع المشاهدة حتى يتم تعطيل حظر الإعلانات.
محاولات للالتفاف على القيود
على الرغم من التطور الواضح في أدوات “غوغل” لرصد ومنع أدوات الحظر، لا يزال بعض المستخدمين يجدون حيلًا لتجاوز المنع. أحد الحلول التي جرى تداولها على منتدى “ريديت” هي استخدام خاصية “مشاركة” الفيديو ثم النقر على خيار “تضمين”، وهو ما يُمكنهم أحيانًا من تجاوز الحظر ومشاهدة الفيديو رغم استمرار عمل أداة الحظر.
ومع ذلك، أشار العديد من المستخدمين إلى أن فعالية هذه الطرق تتراجع مع مرور الوقت، إذ تعمل “غوغل” بشكل دوري على تحديث تقنيات رصدها، في ما يشبه لعبة “القط والفأر”، كما وصفها أحد المستخدمين في تعليق ساخر على “ريديت”:
“كل بضعة أشهر نحتاج إلى طريقة جديدة للالتفاف على الإعلانات. إنها معركة لا تنتهي”.
مستقبل أدوات الحظر.. هل تنتصر على “غوغل”؟
ورغم الهيمنة الواضحة لشركة “غوغل” في الوقت الراهن، لا يعتقد الكثير من المستخدمين أن الصراع سينتهي لصالحها بالكامل. فبحسب ما يتداول على المنتديات التقنية، يرى البعض أن مطوري أدوات الحظر سيواصلون البحث عن حلول جديدة لتخطي القيود التي تفرضها الشركة، مما يعيد إشعال الجدل حول حق المستخدم في التحكم بتجربته الرقمية.
في المقابل، تُصر “غوغل” على موقفها بأن الإعلانات ضرورية لدعم البنية التحتية للمنصة وتمويل صناع المحتوى، وأن من يرغب في تجربة خالية من الإعلانات عليه الاشتراك في خدمة YouTube Premium المدفوعة.
في ظل هذا التصعيد المتبادل بين “غوغل” ومستخدمي أدوات الحظر، يبدو أن المعركة لا تزال طويلة. فبين من يطالب بتجربة مشاهدة حرة دون انقطاع، ومن يرى في الإعلانات ضرورة لاستمرار تقديم المحتوى مجانًا، تبقى “يوتيوب” ساحة مفتوحة لصراع لن يُحسم قريبًا.