rewrite this title in other words: نواف الزرو: قرن من حروب التيئيس الصهيونية متعددة الاجيال والأحزاب: من جابوتنسكي الى نتنياهو!

نواف الزرو
منذ مطلع القرن العشرين، كان جابوتنسكي مؤسس معسكر اليمين الصهيوني المتشدد قد لخص مشروعة السياسي ضد العرب منذ مطلع القرن الماضي في كتابة “جدار الفولاذ- 1923 ” بالعبارات المكثفة التالية:” لا يمكن أن يكون هناك مجال لمصالحة إرادية بيننا وبين العرب لا الآن ، ولا في المستقبل .. إن لدى كل فرد من العرب فهماً شاملاً وكاملاً لتاريخ الاستعمار ، وليحاول أحد أن يجد بلداً واحداً تحقق فيه الاستعمار بموافقة سكانه الأصليين، فكل شعب يقاتل المستعمرين حتى آخر بريق أمل، وسيقاتل الفلسطينيون كذلك إلى أن لا يعود أمامهم أي لمحة أمل، والنتيجة المنطقية لذلك هي أنه لا يمكن تصور أي اتفاق طوعي بيننا، إن على كل عملية استعمار أن تستمر، ولا يمكنها أن تستمر وتنمو إلا بحماية سور من القوة، أي جدار فولاذي لا يستطيع هؤلاء السكان اختراقه .. هذه هي سياستنا العربية ، وليس التعبير عنها بأية صيغة أخرى إلا نوعاً من التخابث والنفاق”.
ومن جابوتنسكي الى سموتريتش رمز الفاشية الصهيونية في هذه الايام الى جانب نتنياهو وبن غفير الذي يكرر نفس النظرية بعد نحو قرن من الزمن فيقول: “أن ما تحتاجه إسرائيل هو هزيمة الوعي والحلم وأمل التحرر عند الفلسطينيين”، ويؤكد-كما جاء مترجما عن العبرية للدكتور عامر الهزيل:” أن الادعاء بأن “الإرهاب” نابع من حالة اليأس التي يعيشها الشعب الفلسطيني هو كذب، فالإرهاب ينبع من الأمل بإضعافنا وتقويتهم”، وعليه “لا يستطيع جيش الدفاع اجتثاث الإرهاب الذي يغذيه أمل التحرر، يجب علينا إنهاء ذلك بقطع دابر أي بصيص أمل كهذا. وكان هذا في إطار “رؤية إسرائيل لحسم الصراع وإنهاء القضية الفلسطينية حتى عام 2050”.
بينما كتبت عميره هاس- في هآرتس- الأحد 19 يوليو 2020″ توثق:” إن تهديم بيوت الفلسطينيين على وجه سريع وهادئ ومنعهم من البناء دلالة على التمسك بتنفيذ المهمة متعددة الأجيال ومتعددة الأحزاب، وهي جعل الفلسطينيين يصابون باليأس وإجبارهم على الهجرة إلى الخارج أو إلى الجيوب وإخلاء الفضاء لليهود-“.
والى الجنرال دايان الذي تحدث ونظر في تيئيس الفلسطينيين ايضا، فبعد انتصاره العسكري الساحق عام 1967 خاطب الجنرال موشي دايان هيئة أركان حربه يائساً: لا أنا ولا أي جنرال إسرائيلي آخر قادر على هزيمة الفلسطينيين.. الذي سيهزمهم هو الجنرال يأس، مهمتنا خلق هذا الجنرال الفلسطيني أو اختراعه، فهو وحده القادر على إعطاء إسرائيل بوليصة تأمين طويلة المدى”، فمات دايان ولم يتحقق حلمه في إيجاد ولادة فلسطينية قادرة على ذلك الإنجاب، ولا صلصالاً فلسطينياً يخترعون به ذلك الجنرال لإزالة تلك الأشباح التي تمنع الإسرائيلي من النوم وتطرد كوابيسه الليلية، بل العكس تماما، ففي الذكرى السابعة والسبعين للنكبة تشتعل فلسطين التاريخية بكاملها في مواجهة مشروع الاحتلال، فمن المدينة المقدسة الى غزة الى المناطق المحتلة 1948 وعودة الى الضفة الغربية بكاملها، اصبح العدو في مواجهة وجودية شاملة مع الشعب الفلسطيني اتلمتمسك بارضه ووطنه ووجوده، بل تفاقم الرعب الصهيوني من الحضور الفلسطيني…؟!
وما بين جابوتنسكي في جداره الفولاذي قبل مئة عام مرورا بموشيه دايان وصولا دعوة سموترتش والى جدار نتنياهو اليوم نتابع شبه الاجماع السياسي والايديولوجي الصهيوني على التمسك بقلسفة الجدار والتي تعني من ضمن ما تعنيه التطهير العرقي والارهاب والمذابح والعنصرية الفاشية…هكذ هو المجتمع الصهيوني وهذه طبيعته…!
وخلاصة القول في هذا السياق ان الفلسطينيين تكنوا من تحطيم جنرال اليأس الصهيوني، وان الشباب والفتيات الفلسطينيين والفلسطينيات الذين يشعلون الانتفاضات المتواصلة: “أن الفكرة الأهم في هذه الإنتفاضات المستمرة، أنها كسرت فكرة أن هناك جيلا فلسطينيا يهزم، لأن الإسرائيلي منذ العام 1948 راهن على كسر إرادة الأجيال الفلسطينية، وفي كل مرة كان هنالك جيل يفاجئه ويطلق ثورة من نوع خاص، ترسّخ بقاء المقاومة في البيئة الفلسطينية وتحبط الإسرائيليين…الإسرائيليون راهنوا على أن الجيل الفلسطيني الجديد هو جيل “أوسلو”، لكن العدو الإسرائيلي فوجئ بأن هذا الجيل يقاوم بكل ما أتيح له من قوة، ولا ينتظر أن يمتلك أدوات مميزة ليقاوم”. وفي تطورات هذا المشهد الفلسطيني الكفاحي يواصل الجيل الفلسطيني الجديد نضاله ومقاومته الباسلة، وهذا الجيل ينجح تماما في تحطيم جنرال اليأس -الداياني-الصهيوني الذي راهنوا عليه على مدى العقود الماضية، واصبح يقود ويحمل فلسطين الى فضاءات وآفاق التفاؤل والنصر والتحرير…!
كاتب فلسطيني
[email protected]