السفير عبدالسلام قاسم العواضي: المساعدات الإنسانية في غزة أصبحت تعني نعوشًا.

السفير عبدالسلام قاسم العواضي
ان الأوضاع بوجود المساعدات الانسانية الاميركية في غزة تتحول إلى مآسي انسانية .
ومازاد الطين بلة، إنه تم إغلاق جميع مواقع التوزيع حتى اشعار آخر ، بما يعني، “عيد اضحى بلا طعام ” ،وأيام سوداء مقبلة على الطريق.
يقينا ، إن مراكز المساعدات الانسانية اصبحت سباقا صوب القبور، فالازدحام وعدم التنظيم من جانب المشرفين ، يتسبب يوميا بموت الكثير من أهالي غزة، الى جانب زخات الرصاص الاسرائيلية التي تسبق ارغفة الخبز ، وتحصد العشرات منهم.
وامام كل تلك المشاهد المأساوية، تستخدم الإدارة الترامبية حق النقض ( الفيتو ) في مجلس الأمن بشأن وقف الحرب في غزة ، والهدف منه السماح لإسرائيل بتجريف بقية غزة، وإبادة الغزيين وتهجير من تبقى منهم ، تهيئة لإقامة مايسمى بالمشروع الحضاري الاميركي هناك . وكذا، تحويل الضفة الغربية إلى إمارة اسرائيلية، و تقسيم بقية الاراضي إلى مستوطنات و (كانتونات) . إنها مشاريع تسير على قدم وساق امام العالم باسره ، دون أن يتحرك قيد انملة من مشاعر وقيم انسانية تحول دون تلك التصرفات الشائنة .
في واقع الأمر، إن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي (نتنياهو) ما فتىء يرغي ويزبد ، إنه اذا تم اتخاذ قرار اعتراف بدولة فلسطينية في مؤتمر نيويورك في 17 يونيو الجاري (2025م) وبخاصة من قبل بريطانيا وفرنسا سيقابله ضم 25 % من الضفة الغربية ،وشرعنة البؤر الاستيطانية، ناهيك عن اقراره بتسليح عصابات محلية في غزة بدأت تمارس اعمالها وسط الجمهور.
حقيقة الأمر، ان حصار قطاع غزة شمل الجهات الاربع، و لم تتمكن حتى سفينة المساعدات الانسانية ( مادلين) السويدية من ان ترسو في شواطئ القطاع ، بل اقتيدت إلى ميناء (اسدود) للتفتيش والتحقيق مع الناشطين، واعادتهم إلى بلدانهم .
يقينا، إن الوضع لايبشر باستمرار الحياة في غزة والضفة الغربية بهذا الشكل الفظيع ،طالما إنه لايوجد في هذا العالم من يوقف احتلال غزة والضفة الغربية واعتداءاتها المستمرة حتى هذه اللحظه.
والأمر الأسوأ، إن حركة حماس اصبحت في وضع تكاد تعجز عن التصدي للالة العسكرية الغاشمة التي تقتل يوميا عشرات الخدج ، والاطفال والنساء والمسنين في غزة، و كذا ما يحدث يوميا في الضفة الغربية من اساليب وحشية للسكان .
للأسف، لم يعد أحد يقاوم بجانب حماس بعد انحناء خط الممانعة، والمقاومة و وحدة الساحات ،في كل من سوريا ولبنان وتحييد الحرس الشعبي العراقي ، سوى ( انصار الله) الصامدين فى اليمن الذين يطلقون المسيرات والصواريخ نحو الكيان الإسرائيلي المحتل، محدثة إصابات، وتوقيف الطيران ، والاضرار بالسياحة الإسرائيلية . يقابل ذلك ، الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ، وتدمير البني الاساسية في مختلف المناطق اليمنية .
على صعيد آخر، ان التفاوض بين حركه حماس وحكومة نتنياهو لاحراك فيه ، رغم الجهود المبذولة من قبل مصر ، والسعودية ،وقطر، والاردن على الصعد الإقليمية والدولية ، والعمل تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية مقابل السلام في المنطقة.
و في وسط زحام الأحداث ، يصرح رئيس حركة حماس السيد (خليل الحية ) قائلا إنه مع تبادل الرهائن والهدنة، ثم الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ،فان حماس مستعدة لتسليم الحكم إلى جسم فلسطيني وطني، ومهني متوافق عليه .
وبناء عليه ، وباجماع عربي متوافق عليه، ان الجسم الفلسطيني الوطني والمهني لن يكتمل الا بوحدة الفلسطينيين جميعا تحت راية السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، ولكل مقام مقام .
والله ولي التوفيق.
كاتب يمني