مسيحيون بغزة يحيون أحد الشعانين على وقع قصف إسرائيلي لمستشفى وتضرر كنيسة

غزة/ الأناضول
أحيا مسيحيون في مدينة غزة شمال القطاع، أحد الشعانين الذي يسبق عيد الفصح، في كنيسة برفيريوس للأرثوذكس، وذلك بعد ساعات قليلة من قصف إسرائيلي عنيف استهدف مستشفى المعمداني القريب منها.
كاميرا الأناضول رافقت الاحتفال الديني من داخل الكنيسة، حيث غابت ملامح الفرح عن وجوه المحتفلين رغم أنه مناسبة سعيدة ينتظرها المسيحيون من عام لآخر، وخاصة الأطفال حيث يعمد الأهالي إلى إلباس أطفالهم حلة عيد وحمل الشموع الطويلة وسط أجواء من البهجة.
وقال الفلسطيني إيهاب عيّاد (31 عاما) من قطاع غزة، إنه نزح من بيته إلى الكنيسة بسبب أوضاع الحرب منذ أكثر من عام.
وأضاف عياد: “نحن حزينون بسبب الوضع الحالي من حرب ودمار، والشهداء والجرحى الذين يسقطون كل يوم”.
وتابع: “هذا العيد حزين بالنسبة لي بعد قصف كنيسة القديس بريفيروس التي نتواجد فيها، ما أدى إلى استشهاد ما يقارب 25 شخصا”.
وأردف عياد: “هذا العيد أحزن البعض وسفّر آخرين، في العادة نقضيه معا وسط أجواء الفرح، فيجتمع كل المسيحيين في الكنيسة ويحتفلون، لكن بسبب أوضاع الحرب هاجر بعض أقاربنا واستشهد آخرون”.
وتمنى أن يحل العيد العام المقبل وقد انتهت الحرب “ليعود الأقارب والأحبّاء إلى الوطن”.
وحول قصف مستشفى المعمداني فجر الأحد، وجّه عياد رسالة إلى كل العالم مطالبا “بوضع حد للاحتلال الإسرائيلي والدمار الذي يقدم عليه في غزة”.
وأكد أن المستشفى المستهدف “ليس فقط للكنيسة بل لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، وطالب الدول العربية بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عام ونصف العام.
وكنيسة القديس برفيريوس هي أرثوذكسية شرقية في حي الزيتون بمدينة غزة والأقدم في المدينة، سميت نسبة إلى القديس برفيريوس الذي دفن فيها، وقبره موجود في الزاوية الشمالية الشرقية لها.
أما مستشفى المعمداني فيتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس وهي من تديره ويوجد كنيسة بجواره تعرضت لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي.
ويقع “المعمداني” في أحد المربعات السكنية في حي الزيتون بقطاع غزة، وعلى مقربة منه غربا كنيسة “القديس فيليبس الإنجيلي” ويفصل بينهما شارع أم الليمون الواصل بين ميدان فلسطين شمالا وميدان عسقولة جنوبا، والذي ينتهي إلى الشارع الرئيسي عمر المختار، وعلى بعد نحو 230 مترا جنوبا من المستشفى تقع كنيسة برفيريوس الأرثوذكسية اليونانية التي بنيت في القرن الخامس الميلادي.
ويقع المستشفى ضمن منطقة الشمعة، التي تضم كنيسة دير اللاتين ومعبدا خاصا للراهبات المسيحيات، يُطلق عليه اسم “الراهبات الوردية” و”دار السلام”،
وفجر الأحد، قصفت مقاتلات إسرائيلية المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة ما أدى إلى تدمير أحد مبانيه وتضرر واشتعال النيران بعدد من أقسامه ليخرج عن الخدمة.
وأفاد مراسل الأناضول، بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت بصاروخين مبنى الاستقبال في مستشفى المعمداني ما أدى إلى تدمير المبنى وإلحاق أضرار بالغة واشتعال النيران في أقسام الاستقبال والطوارئ والمختبر والصيدلية.
وقالت مصادر طبية في المستشفى، لمراسل الأناضول، إن القصف تسبب بإخراج المستشفى عن الخدمة بالوقت الحالي ولم يعد قادراً على استقبال جرحى الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
ووفق شهود عيان، فإن الجيش الإسرائيلي كان قد هدد بقصف المستشفى قبل استهدافها ما أجبر عشرات الجرحى والمرضى على مغادرته وافتراش الشوارع المحيطة به في ظل أجواء برد قارس.
يأتي ذلك في ظل المأساة المستمرة التي يعيشها القطاع، حيث تواصل إسرائيل ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين منذ 18 شهرا.
و”أحد الشعانين” هو الأحد السابع من الصوم الكبير، والأخير الذي يسبق “الجمعة العظيمة”، التي تليها ذكرى “أحد قيامة المسيح”.
ويُحيي هذا اليوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حيث استُقبل من الناس بأغصان النخيل والزيتون، وفرشوا له الطريق وحيّوه كملك، وفق المعتقدات المسيحية.