إعلام عبري يعترف: الناشطة غريتا ثونبرغ فضحت زيف “البروباغندا” الإسرائيلية وجعلتنا نبدو حمقى ونجحت في فك حصار غزة.

القدس- متابعات “رأي اليوم”- أقرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بأن الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ ورفاقها (الذين كانوا على متن السفينة مادلين) حققوا ما سعوا إليه بالفعل بخطوتهم (كسر الحصار عن غزة)، واصفة إسرائيل في المقابل بأنها “بدت أكثر غباءً من أيّ وقت مضى”، بحسب تعبيرها.
وقالت الصحيفة مستنكرة: “بالنسبة إلى الإسرائيليين المتغطرسين، المعادين للنساء، العنصريين وعديمي الرحمة، كلّ هذا لا يهم”.
وانتقدت اختزال عمل نساء ورجال “أسطول الحرية لغزّة” إلى شخص غريتا ثونبرغ وحدها، مضيفةً: “بدلاً من التطرّق جوهرياً إلى الأسباب التي دفعت الأسطول إلى الإبحار، أو إلى الإجراء الإسرائيلي المشكوك في شرعيته – إذ أظهرت أجهزة تتبّع الأسطول أنه أُوقف في المياه الدولية على بُعد مئات الكيلومترات – انحصر النقاش في شخص ثونبرغ: في جنسها، وسنّها، ونشاطها البيئي، والأهم من ذلك كلّه، في كونها، كما صرّحت بنفسها سابقاً، مصابة بالتوحّد”.
واستنكرت أيضاً إقدام بلدية القدس على نشر صورة لغريتا خلال تلقيها كعكاً من جندي (حُذف المنشور لاحقاً) في وقت كانت فيه النيران تندلع قرب أكبر مستشفى في المدينة.
وتطرقت أيضاً إلى حساب إسرائيلي شهير على إنستغرام نشر الصورة وكتب عليها: “لا أصدّق أننا أوقفنا غريتا ثونبرغ، هذه أطرف نكتة سمعتها في حياتي”، مضيفاً: “غريتا، نصيحة من القلب – اتركي الشرق الأوسط. أنتِ فتاة سويدية بمظهر نادلة في مقهى هيبستري في تل أبيب”.
“مهزلة من الغباء والانحطاط”
ووصفت هذه التصرفات بأنها “مهزلة من الغباء والغرور انضمت إليها وسائل إعلام وجهات رسمية أخرى، وشرعت تحتفل بصور ثونبرغ رفقة جنود الاحتلال أو في الطائرة مُرحّلة إلى الخارج”، فيما وصفت وزراة الخارجية الإسرائيلية بأنها تشكل “نموذجاً للغباء والانحطاط”، بعدما “أصدرّت، بياناً بعد بيان، على وصف الأسطول بـ “يخت السيلفي”، وكأنّ العالم بأسره مغفّل”، بحسب قولها.
وتوجّهت إليهم بالقول: “أنتم النكتة. غريتا ثونبرغ معروفة في العالم كناشطة جادّة ومخلصة، وكمَن ألهمت بمواقفها عشرات الملايين من الشباب”.
وأشارت إلى أن “غريتا تخاطر بسلامتها ورفاهيتها الشخصية، وتُبحر آلاف الكيلومترات في ظروف صعبة، في وقت ينشغل الإسرائيليون بالموت وبأغاني (خرّبوا دمّروا)، ويدخل أقرانها من الشباب إلى بيوت غزّية بروح القتل والاحتلال”.
“فكوا الحصار عن غزة”
وأكدت أنّ ذلك هدفه “إيصال رسالة قد يكون من المفيد للإسرائيليين أن يصغوا إليها: فكّوا الحصار عن غزّة، أدخلوا المساعدات الإنسانية، أوقفوا الحرب، وأوقفوا قتل عشرات الآلاف”.
وأقرت بأن “إسرائيل” تفرض حصاراً خانقاً على ملايين الفلسطينيين منذ 17 عاماً، وتقيّد دخول البضائع وحركة الأفراد داخل القطاع وفي المعابر منه وإليه.
وأضافت: “فرضت أيضاً خلال الأشهر العشرين الأخيرة مأساة إنسانية بأبعاد “توراتيّة” (ضخمة)، قُتل خلالها، كـ “أضرار جانبية”، عشرات الآلاف، وأُصيب مئات الآلاف ممن تُركوا بلا مأوى، يهيمون كلاجئين داخل قطاع مُجوّعٍ وخالٍ من الأدوية”.
ووصفت الجيش الإسرائيلي بأنه “أكثر شرطي مرور وحشيّ في العالم”، مشيرة إلى أن “المساعدات الإنسانية التي تقدّمها إسرائيل للفلسطينيين عبر الصندوق الأميركي بعيدة كلّ البُعد عن تلبية الاحتياجات الفعلية، ولا تتعدّى في المتوسّط مئات آلاف وجبات الطعام يومياً تُوزّع بشكل غير فعّال، فضلًا عن طوابير الانتظار الهائلة التي تعرّض المنتظرين لخطر الموت، إذ نسمع يومياً عن ضحايا يسقطون برصاص الجيش”.
وأضافت: “يصرّح الرجال حول آفي دفرين الناطق باسم الجيش الاسرائيلي: “تُجرى التحقيقات في الملابسات”، ولكنه يسارع هو الآخر إلى الزحف داخل أحد الأنفاق لتحويل الأنظار”.