مزهر جبر الساعدي: المحادثات الامريكية الايرانية: البحث عن منطقة مشتركة بين طرفين

مزهر جبر الساعدي: المحادثات الامريكية الايرانية: البحث عن منطقة مشتركة بين طرفين

 

 

مزهر جبر الساعدي
بعد تهديدات ترامب لإيران في الرسالة التي بعثها الى السيد خامنئي، المرشد الايراني عبر الامارات، تلك الرسالة احتوت ايضا على دعوة ايران ان تكون عامل سلام واستقرار في الشرق الاوسط. صاحب هذه الرسالة تحشيد للقوة الامريكية في المنطقة وعلى مقربة من سواحل ايران. مع تهديد قادة الحرس الثوري الايراني؛ بان اي ضربات على ايران، سوف ترد ايران بقسوة وحسم ويكون الرد فوري. وراء الابواب المغلقة كان تجري اتصالات سرية على ما يبدوا عبر وسطاء؛ قادت الى اتفاق الطرفين على الجلوس الى طاولة التفاوض غير المباشرة في الجلسة الاولى والتي جرت في السبت المواقف 12نيسان،ابريل.
جلسة تبادل الرسائل عبر وزير خارجية عمان، انتهت بعد ساعتين ونصف من بدئها. بيان الخارجية الايرانية اشار الى  تبادل السيد عباس عراقجي، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وستيف ويتكوف، الممثل الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مواقف حكومتيهما بشأن القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي السلمي الإيراني ورفع العقوبات غير القانونية ضد إيران، واتفق الطرفان على أن تستمر هذه المحادثات في الأسبوع المقبل. بعد أكثر من ساعتين ونصف من المفاوضات غير المباشرة. المفاوضات المقبلة ستكون في السبت المواقف 19نيسان ابريل، واعتقد انها ستكون مباشرة.
في اول تعليق لترامب وهو على متن الطائرة الرئاسية؛ قال عن ايران او ما كان يتمناه لها كما اوضح؛ ان تكون ايران رائعة وعظيمة وسعيدة، إنما ليست نووية. ستيف وتكيف مبعوث ترامب للشرق الاوسط وصف المحادثات بانها كانت مهمة وايجابية ومفيدة. وزير خارجية ايران من جهته وصف الوفد الامريكي بانه بذل جهودا كبيرة، مما يعكس جدية امريكا في المفاوضات. اضاف لاحقا بان ايران لا تريد ان تكون المفاوضات من اجل المفاوضات بل انها تسعى الى ابرام الاتفاق بسرعة. في تسريب مقصود لمحمد صالح صدقيان، عن مصادره، وعلى منصته، قبل ايام من ألقاء غير المباشر بين وفدي ايران وامريكا في مسقط؛ ان بإمكان الشركات الامريكية ان تستثمر بما قيمته اكثر من 4تريلون دولار في النفط والغاز والمشاريع الأخرى لها. وهذه هي مغازلة واضحة او الضرب على الوتر الحساس لترامب وطاقم إدارته الذين في اغلبهم، رجال اعمال، فستيف وتكيف مبعوث ترامب للشرق الاوسط قادم من وول ستريت جورنال على سبيل المثال لا الحصر.
الرأي الشخصي لكاتب هذه السطور المتواضعة؛ ان ايران لن تتخلى ابدا عن دورة الوقود النووي، لكنها وكما قال مسؤولوها، انها او يمكن العودة الى تخصيب اليورانيوم المتفق عليه في اتفاق 2015، اي نسبة التخصيب؛ 67،3. كما انها ايضا لن تتخلى عن برنامجها او برامجها في الصواريخ. كما ان ترامب لسوف ينزل من قمة شروطه التي وضعها امام ايران في اي اتفاق مقبل بين الجانبين؛ وهي تفكيك اجهزة الطرد المركزي، دورة الوقود النووي، والصواريخ ونفوذ ايران في المنطقة. إنما ستكون هناك مرونة محسوبة من الجانب الايراني الذي يسعى جاهدا الى رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية على ايران، وتجنيب ايران الصراع العسكري مع امريكا. مع ان هذا الصراع او هذه الحرب او ان امريكا تقوم بتوجيه ضربات الى المنشئات النووية الايرانية، ان هذا لن يحدث حتى ولو فشلت المفاوضات بين الجانبين، وهي برأي الشخصي، وباحتمال يصل الى التأكيد لن تفشل؛ لأن ايران بحاجة ماسة الى هذا الاتفاق لتخفيف العقوبات الاقتصادية الامريكية عليها والتي اثقلت اقتصادها، واثرت تأثيرا كبيرا على الوضع السياسي والاجتماعي في الداخل الايراني، كما ان ترامب هو الأخر بحاجة الى هذا الاتفاق وهي حاجة ذات اهمية كبيرة ومنتجة للتسويات التي تروم امريكا ترامب القيام بها في المنطقة العربية، ويقع في اولها القضية الفلسطينية، كما يعتقد، او يظن ان بأمكانه القيام بها.
من المحتمل ان يكون هناك في المقبل من الزمن وهو زمن ليس طويلا؛ اتفاق مرحلي وجزئي؛ يعالج برنامج ايران النووي لجهة التحقق او التأكد من انه برنامج سلمي، غير قابل الى ان يتحول الى برنامج عسكري من خلال التحقق الصارم، والمستدام؛ بوسائل خبراء الاختصاص من الجانب الامريكي او الاممي؛ وهم اعرف وادرى بها.. ان كل الدلال تشير الى ان الاتفاق بين امريكا وايران سوف يحصل، على طريقة الاتفاق المرحلي والجزئي، وهو طريقة ناجحة لتقريب وجهات نظر الطريفين في الذي يخص برنامج ايران الصاروخي، فايران لا يمكن ان تقبل بالنقاش حول هذه البرامج حسب كل تصريحات المسؤولين الايرانيين. إما نفوذ ايران فهذا قابل للنقاش تماما، بل ان ايران سوف تنزل من القمة الى الواقع المعيش؛ تفاهما واتفاقا مع الجانب الامريكي بطريقة او بأخرى حول هذا الملف الشائك والذي تعول امريكا ترامب عليه او التفاهم مع ايران حوله بما يؤدي الى ان تحقق امريكا ما تريد منه، بتحييد ايران، بما يتيح لها العمل قدما في التسويات المرتقبة والتي تريد امريكا ترامب ان تحققها في المنطقة العربية كإنجازات كبيرة وتاريخية له، كما يتصور ويعتقد.
السؤال المهم هنا، هل بمقدرة امريكا ترامب ان تحققها؟ وهو وبكل تأكيد يريد لها او تسوياتها على حساب مصالح الدول العربية والشعوب العربية وفي اولها حصرا؛ هي قضية الشعب الفلسطيني. ان هذه التسويات الترامبية، ونتنياهو، وعرب السلطة، على حساب مصلحة العرب لن يكتب لها النجاح ابدا. انها وبكل تأكيد لسوف يكون مصيرها او مآلها النهائي وان طال عليها الزمن هو الفشل ولا شيء غير الفشل.
كاتب عراقي