نورالدين برحيلة: الثناء على العجز في عصر الخسة

شعر نورالدين برحيلة
يعودُ المُتنبِّي شوقًا
إلى الوطن.
عبر بوَّابةِ الزمن..
يندهِـشُ من فيض النذالة،
يُنْـشِدُ آخِـرَ المراثي..
“أنا الذي نظر الأعمى”
إلى وطني
فحَمِدَ اللهَ على عَماه..
وهناك،
على ضِفافِ الأوجاع
امرؤ القيس لم يغادر بعْدُ
حانة الضَّياع..
وسيفُه مُرصَّعُ
بحروبٍ مؤجلةٍ ،
في زحمةِ الفراغ،
اليوم غدْرٌ وغدا غدْرُ.
وفوق منبر العُميان
مازالَ الحجَّاج الثَّقـفي،
يُعرْبِدُ
“إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قِطافها”
في
لحظة القطـفِ
لحظة القصفِ
فقهاءُ السلطان
يُوقِّعون صكوكُ الطُّغيان.
وتحت مِقْصلةِ الإبادة
في غزّة.
يصرخ الماغوط..
لنْ أخونَ وطني..
في آخر عتبات الجنون
ومن فائض النذالة،
يُنْـشِدُ نيتشه آخِـرٍ الشَّذرات..
هكذا تكلّمتْ غزّة..
حُكّامُ العربِ فقاعةُ غَثيانٍ..
“أنا الذي نظر الأعمى”
إلى وطني
فحَمِدَ الله على عماه..
شارك