د. جمال سالمي: رد ترامب على ماسك لن يكون أشد من تصفية بوتفليقة لمنافسه خليفة.

د. جمال سالمي
يتابع الجزائريون بدهشة ما يحدث حاليا بين ترامب ومستشاره السابق ماسك..
يكاد الانتقام القادم يذكرهم بما حدث في بداية القرن بين بوتفليقة وخليفة..
عندما قرر هذا الملياردير الشاب دعم بن فليس..
فلما خسر، انقلب عليه بوتفليقة، فصفاه نهائيا من الوجود في قائمة الأثرياء..
بل وضعه في السجن..
بعد أن سلمته بريطانيا للجزائر..
9 تداعيات اقتصادية مباشرة للتصعيد بين ماسك وترامب..
ـ أولا: اختتم سهم شركة تسلا المملوكة لماسك تداولات على انخفاض بأكثر من 14%، لتخسر الشركة نحو 150 مليار دولار من قيمتها السوقية في أكبر هبوط في قيمتها في يوم واحد على مدى تاريخها.
عوضت الأسهم جانبا من تلك الخسائر خلال تعاملات ما قبل افتتاح السوق (بعد ذلك بيوم واحد)..
فارتفعت 5% بعد تقارير مبكرة أفادت بأن الرجلين من المقرر أن يتحدثا..
ـ ثانيا: أعلن ماسك أن شركته “سبيس إكس” ستبدأ في وقف تشغيل دراغون (التي تعد المركبة الفضائية الوحيدة في الولايات المتحدة القادرة على إرسال رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية)..
أرجع ذلك إلى تهديدات ترامب..
ـ ثالثا: يرى مراقبون بأن تداعيات الخلاف بين أغنى شخص في العالم ورئيس أقوى دولة في العالم، قد تكون كبيرة إذ يمكن أن تقلص الرصيد السياسي لترامب في حين قد يخسر ماسك عقودا حكومية ضخمة..
لقد خسر ماسك 33.9 مليار دولار، وفقا لتصنيف “بلومبيرغ” اليومي.
تعد هذه ثاني أكبر خسارة في تاريخ المؤشر، بعد الانخفاض الأكبر الذي شهده ماسك في نوفمبر 2021.
ـ رابعا: تهديد ترامب بقطع عقود ماسك مع الإدارة الفيدرالية..
ـ خامسا: دعوة غير مسبوقة لترحيل ماسك (لكونه من مواليد جنوب إفريقيا) أطلقها أحد أبرز حلفاء ترامب..
ـ سادسا: تصدعات بين تكنوقراط وادي السيليكون وقاعدة ترامب الشعبوية..
ـ سابعا: أعرب مستثمرو تيسلا عن مخاوفهم..
كتب روس جيربر (المؤيد السابق لماسك):
“هل يمكن لأحد أن يأخذ هاتفه من فضلك؟ يا إلهي! تيسلا تتعرض للتدمير”
ـ ثامنا: خشي آخرون من أضرار طويلة الأمد لأعمال ماسك ومصداقيته..
ـ تاسعا وأخيرا: انخفضت قيمة عملة ترامب الرقمية.
5 أسباب اقتصادية وراء حرب ترامب ضد مستشاره ماسك..
ـ أولا: قانون الإنفاق الجمهوري، لأنه لا يتضمن السياسات التي يريدها ماسك، فانقلب عليه..
ـ ثانيا: نهاية شهر العسل في زواج المصالح بين الرجلين..
ـ ثالثا: التراشق العلني بين رئيس أقوى دولة في العالم وأغنى رجل في العالم..
ـ رابعا: جنون العظمة الذي يميز كليهما.. خاصة بعد تراكم ثروات طائلة في أيديهما.. كل بطريقته..
ـ خامسا وأخيرا: وصف ماسك مستشار ترامب التجاري: بيتر نافارو، بأنه “أكثر غباء من كيس من الطوب” خلال جدل حول التعريفات الجمركية..
نافارو رد حاليا بأن “مدة صلاحية” ماسك “قد انتهت”.
7 معلومات عن قانون الإنفاق الذي فجر الصراع بين ماسك وترامب..
ـ أولا: أقر مجلس النواب مشروع هذا القانون الشهر الماضي، بفارق صوت واحد فقط..
ـ ثانيا: قال مكتب الميزانية في الكونغرس إن التشريع (الذي سيمدد التخفيضات الضريبية لعام 2017 التي كانت أهم إجراء تشريعي حققه ترامب في ولايته الأولى) سيضيف 3.8 تريليونات دولار إلى ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36.2 تريليون دولار..
ـ ثالثا: يتضمن مشروع القانون إعفاءات ضريبية تقدر بتريليونات الدولارات..
ـ رابعا: كما يشمل أيضا زيادة في الإنفاق الدفاعي..
ـ خامسا: سيسمح للحكومة الأميركية باقتراض المزيد من الأموال..
ـ سادسا: يُتوقع أن يزيد مشروع القانون بصيغته الحالية العجز في الميزانية الأميركية (أي الفارق بين الإنفاق الحكومي والإيرادات) بنحو 600 مليار دولار في السنة المالية القادمة..
ـ سابعا وأخيرا: يحلو لترامب تسمية هذا المشروع بالقانون الجميل والضخم..
7 محطات في تاريخ الخلاف بين ترامب وماسك..
ـ أولا: بدأت الأمور تخرج عن السيطرة في علاقات ترامب وماسك عندما انتقد الأخير مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الذي طرحه الرئيس الأميركي.
إذ وصف ماسك مشروع القانون بأنه “شر مقيت” وسيزيد من العجز الاتحادي، فكتب (في منشور على منصة إكس): “أنا آسف، ولكنني لم أعد أتحمل ذلك.. مشروع قانون الإنفاق الهائل والفظيع في الكونغرس هو شر مقيت..
سيزيد مشروع القانون عجز الميزانية الهائل أصلا إلى 2.5 تريليون دولار (!!!) ويثقل كاهل المواطنين الأميركيين بديون لا يمكن تحملها”.
ـ ثانيا: رد ترامب قائلا للصحفيين في المكتب البيضاوي إنه يشعر “بخيبة أمل..
أنا وإيلون ربطتنا علاقة رائعة..
لا أعرف إذا ما كنا سنظل كذلك بعد الآن”.
ـ ثالثا: رد ماسك (الذي أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار لدعم ترامب وجمهوريين آخرين في انتخابات العام الماضي):
“لولاي، لخسر ترامب الانتخابات”.
ـ رابعا: هدد ترامب بـ”إنهاء العقود الحكومية” الممنوحة لماسك..
إذ قال (في منشور على منصة “تروث سوشيال”):
“أسهل طريقة لتوفير مليارات الدولارات من ميزانيتنا هي إلغاء الدعم الحكومي والعقود الممنوحة لإيلون.. كنت أستغرب لماذا لم يفعل جو بايدن ذلك..
إيلون كان يفقد مكانته، وقلت له أن يرحل..
لقد ألغيت اللوائح التي كانت تُجبر الناس على شراء سيارات كهربائية لا يريدها أحد، وكان يعلم ذلك منذ شهور، لكنه جنّ جنونه في حينها”.
ـ خامسا: تصاعدت حدة الخلاف بين الرجلين..
حيث دخل ستيف بانون (المستشار السابق لترامب) على خط الأزمة، داعيا إلى فتح تحقيق في الوضع القانوني لماسك وترحيله فورا..
قال بانون (في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز):
“أعتقد اعتقادا راسخا أن ماسك مهاجر غير شرعي ويجب ترحيله من البلاد”
كما أضاف (خلال برنامجه “غرفة حرب بانون”):
“ستعيدون الآخرين، فلنبدأ بالجنوب أفريقيين، أليس كذلك؟”.
أشار بانون إلى تقارير تفيد بأن ماسك عمل بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة، قبل حصوله على الجنسية..
استند إلى مزاعم بتعاطيه للكيتامين، التي قال إنها “ستوجب تحقيقا فدراليا”.
قال بانون إن ترامب منحه دعما غير مسبوق..
لكن ماسك “انقلب عليه”، مضيفا “هذا شخص سيئ. إنه غير كفء، وحذرنا منه”.
ـ سادسا: ألمح ماسك إلى تأسيس حزب سياسي ثالث “يمثل 80% من الطبقة المتوسطة”.
كما دعا إلى عزل ترامب وتولي نائبه جيه دي فانس المنصب بدلا منه..
قال إنه يعتقد أن ترامب يجب أن يُعزل.. وأن يتولى جيه دي فانس الرئاسة بدلا منه..
ـ سابعا: تجاهل ترامب قضية ماسك.. مجيبا عن أسئلة الصحافيين بأنه منشغل حاليا بقضايا أهم..
على رأسها وقف حرب أوكرانيا والمفاوضات على نووي إيران.
ـ ثامنا: نقلت شبكة “إيه بي سي” عن ترامب قوله:
“إن حليفه السابق ماسك “فقد عقله” وإنه ليس مهتما بالتحدث معه في الوقت الراهن..
ماسك هو الذي يريد التحدث معي، لكنني غير مستعد بعد للتحدث معه”.
كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مستشارين لترامب أن الرئيس لا يزال مستاء من هجمات ماسك على مواقع التواصل، وإنه يفكر في التخلص من سيارته تسلا..
تاسعا وأخيرا
تبادل الرجلان الإهانات عبر شبكات التواصل الاجتماعي..
وصل الأمر بماسك إلى حد نشر منشور قال فيه إن اسم ترامب وارد في وثائق حكومية بشأن الملياردير جيفري إبستين (المدان بجرائم جنسية) الذي انتحر في زنزانته في عام 2019 خلال انتظار محاكمته..
أضاف ماسك: “يوما سعيدا دي جاي تي” في إشارة إلى اسم ترامب الكامل، دونالد جون ترامب..
5 ملاحظات حول خلاف ترامب مع مستشاره ماسك..
ـ أولا: من تحالف إلى خصومة
بعد أن كانا أشهر شريكين سياسيين في العالم قبل أشهر فقط، دخل دونالد ترامب وإيلون ماسك في صراع الآن، وهو صراع علني للغاية، كان ماسك يدعم ترامب ويعمل معه عن كثب خلال فترة ولايته القصيرة كرئيس لإدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، حتى أن ماسك صرّح قائلاً: “أحب @realDonaldTrump بقدر ما يحب رجل مستقيم رجلاً آخر”
انهار التحالف بشكل كبير..
شنّ الرجلان هجمات شخصية ضد بعضهما البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهما:
Truth Social وX
ـ ثانيا: مشروع قانون “مثير للاشمئزاز”
اندلعت المعركة بسبب انتقادات ماسك اللاذعة لسياسة ترامب الداخلية الرئيسية – “مشروع قانون واحد كبير وجميل”، وهو اقتراح للضرائب والإنفاق..
وصف ماسك مشروع القانون بأنه “عمل بغيض مثير للاشمئزاز” منتقدًا إياه لكونه مليئًا بـ”لحم الخنزير” (مصطلح سياسي أمريكي يُشير إلى الإسراف في الإنفاق) ولزيادة الدين القومي..
كتب: “عار على من صوّتوا لصالحه:
أنتم تعلمون أنكم أخطأتم”
حثّ المواطنين على الاتصال بمشرعيهم ومعارضته..
ـ ثالثا: سيارات كهربائية..
قال ترامب:
ماسك انقلب على مشروع القانون فقط عندما اتضح أن الدعم والتفويضات للسيارات الكهربائية (التي تُعدّ بالغة الأهمية لأعمال تيسلا) تُخفّض..
كان يعلم كل شيء عنها، لم تكن لديه أي مشكلة معها.. فجأة، أصبح لديه مشكلة”.
ـ رابعا: دعم النفط والغاز لم يُمسّ
ردّ ماسك قائلًا إنه لم يرَ مشروع القانون قبل إقراره..
أصرّ على أن انتقاده لا علاقة له بدعم تيسلا..
كتب: “أبقوا على تخفيضات حوافز السيارات الكهربائية/الطاقة الشمسية في مشروع القانون، ولكن تخلّوا عن “جبل الحماقة” المُقزّز”
جادل بأن دعم النفط والغاز لم يُمسّ..
بينما أُلغي دعم الطاقة النظيفة..
واصفًا ذلك بأنه “غير عادل للغاية!!”.
ـ خامسا وأخيرا: مركبة دراغون الفضائية
ردّ ماسك على منصة “إكس” بأن سبيس إكس ستبدأ بتفكيك مركبة دراغون الفضائية، التي تستخدمها ناسا لنقل رواد الفضاء..
لكن بعد ساعات، تراجع عن موقفه، فكتب:
“نصيحة جيدة، حسنًا، لن نُفكّك دراجون”
عكست هذه الخطوة تصاعد التوترات، بل كيف بدأ الخلاف يؤثر ليس فقط على السياسة، بل أيضًا على العمليات التجارية الرئيسية المرتبطة بالشراكات الحكومية..
مراجع المقال:
1 / هشام ناسيف، خلاف ترامب وماسك.. ما أسبابه وما السيناريوهات المحتملة؟ موقع الجزيرة نت.
2 / مؤنس حواس، خناقة إيلون ماسك وترامب .. القصة الكاملة للحرب الطاحنة بين أصدقاء الأمس، موقع جريدة اليوم السابع المصرية.