د. باسم المذحجي: الإرهاب في الشرق الأوسط – صراعات بلا نهاية.

د. باسم المذحجي: الإرهاب في الشرق الأوسط – صراعات بلا نهاية.

د. باسم المذحجي

ترى إسرائيل نفسها ممثل معظم دول الشرق الأوسط من منطلق أن تركيبتها السكانية ذي خلفيات يهودية متنوعة،  بنسبة 7% أصول عربية” إذا ضمنت بالعرب”،  و بفلسطينيي إسرائيل، وترتفع هذه النسبة لتقترب من نسبة 17% المهاجرين من الولايات المتحدة وأوروبا.
تمتلك الولايات المتحدة ذات نطاق المقاربة،  لكن ببعد جغرافي أكبر، ومساحة أوسع،  وجيوبولوتيكا أشمل،  وبالتالي هناك بعد قومي تجيد الدولتين اللعب على وترهما في ميدان العلاقات الدولية.
أمثلة متعددة .. دكتور أمير غالب حيدره،  عمدة مدينة هامترامك،  وسفير الولايات المتحدة في الكويت من أصول يمنية من جبل العود بمحافظة أب.
جيلا غامليل (غيلا غملئيل)، وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية (وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية حاليا وعضو الكنيست عن حزب الليكود)، من أصول يمنية من الحجرية بمحافظة تعز.
تطورات المشهد بالشرق الأوسط تحذر من مخاطر جديدة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهي نقطة ضعف أي دولة تنفذ منها دول أخرى لتتدخل في شأنها، وبالتالي يتوجب مكافحة الإرهاب في اليمن، وسد تغراته باستراتيجية استباقية.
ومن الناحية الأخرى،  هناك حلقة مفقودة في التعامل مع الإرهاب في الجمهورية اليمنية، وقد بدءات تلوح بوادر فراغ أمني بفعل الصراع العسكري بين إسرائيل وإيران،  وتوقعات باندلاع حرب أقليمية ستنتهزها تنظيمات القاعدة وداعش لتقدم أيديولوجيتها الإرهابية بحلة جديدة، و مستفيدة من تطورات الأحداث في الشرق الأوسط،  فضلًا عن استغلال الوضع الاقتصادي السيء.
التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش هي نقطة ضعف الدولة الوطنية في أي بلد،  لماذا؟ ترى نفسها فوق السلطة،  فهي تكفر الحاكم و سلطة الدولة،  وبرلمانها،  وحكومتها، ومجالسها المحلية،  وأمنها وجيشهاحتى بنوكها، وبالتالي غالبية الشعب في نظرها كفار ودمائهم مستباحة.
وبدون مقدمات يتصدر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المشهد،  ونحن نعاني في اليمن من أمرين أحلاهما مُرّ: قلة المعلومات وضيق الوقت، ونُسابق الزمن استباق أي هجوم إرهابي محتمل،  ونعُد خطط إحتواءه، والسيطرة عليه بأقل جهد،  ووقت،  وخسارة.
بيان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الحديث، يُصنف أنه من باب ترويج شائعات تمُس أمن الجمهورية اليمنية، وبالتالي فالواجب الرد فورًا، وإصدار قرار جمهوري بقائد ميداني أعلى لمكافحة التنظيمات الإرهابية، وليس هناك أفضل من الفريق الركن/ محمود أحمد سالم الصبيحي مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة.
حل مشكلة تنظيم القاعدة،  لاتتوقف عند تحديد الأهداف المحتملة للتنظيم،  بل بتحديث قائمة الإرهاب، وإعداد قائمة 2025/2026، ولهذا مسارات متعددة منها البيانات البايومترية المتوفرة” سمات الوجه، وتحديدها، والتعرف عليها”،  وتبادلها مع الأشقاء في مصر؛ والأردن، والصومال،  وبقية دول افريقيا حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وغيرهم من الإرهابيين المشبوهين، وهناك مسار رصد منصات التطرف والارهاب التي يشتبه بأنها تدار من الأراضي اليمنية،  أو خارجها بالتعاون مع مركز “اعتدال” لمكافحة الفكر المتطرف في الرياض.
هناك مسار استعانه بالضباط القدماء الذين حاربوا الأرهاب منذ 2009، وهناك مسار رصد العناصر في اليمن، وتنقلها من معقلها الرئيسي الخاضع لجماعة “أنصار الله” خصوصًا مع إعادة فتح الطرق، وذلك بالاستفادة من وسائل التجنيد للمخبرين المحليين،  والاستقطاب الأمني المجتمعي،  ومصادر قبلية وقائية متعاونه؛ وهذه الأخيرة ترتبط بمليء الفراغات الأمنية في بعض أرياف المدن،  حيث تنشط العناصر عند غياب الدولة داخليًا أو الرقابة على الحدود البرية والبحرية،  وبالتالي تتبع العناصر التي تأتي بالبحر من الصومال الى شواطئ اليمن،  وغيرها مسار استباقي قوي جدًا.
القائد الأعلى لفرق مكافحة الأرهاب، والتعامل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والقرن الأفريقي، عليه انتهاج أسلوب التفاوض معها لتسليم أنفسها، وإدارة المعلومات المتوفرة لتعزيز الرقابة على العناصر المشتبه بها،  أو التي ترفض تسليم نفسها.
بالطبع، فسعد بن عاطف العولقي الزعيم الخامس لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وأحمد عمر أبوعبيدة على زعيم “حركة الشباب الإسلامية” كلاهما كانا في افغانستان،  ثم عادا لى بلدانهما الأصل، فهما جزء لايتجزء من تنظيم القاعدة جناح أيمن الظواهري،  زعيم تنظيم القاعدة، وقبله أسامة بن لادن.
الخطر ليس من أعضاء التنظيم في اليمن، فهم لايتجاوزون المائة، لكن المشكلة في الحركة الصومالية التي تضم ما بين صفوفها ما بين خمسة إلى تسعة آلاف مقاتل _ بينهم صوماليون ومقاتلون أجانب_ أغلبهم قدموا من دول عربية إضافة إلى باكستان، وعددهم حوالي 800 مقاتل، والخوف كل الخوف من نجاحهم مستقبلًا في الدخول والاستقرار في اليمن.
باحث استراتيجي يمني.