أ.د. جاسم يونس الحريري: استراتيجيات أمريكية خفية لإنهاء حركة حماس بشكل نهائي

أ.د. جاسم يونس الحريري: استراتيجيات أمريكية خفية لإنهاء حركة حماس بشكل نهائي

أ.د. جاسم يونس الحريري
تداولت وسائل اعلام غربية في السابع من مايو2025 تقرير خطير نقلت فيه عن مصادر أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ناقشا إمكانية إنشاء إدارة مؤقتة في غزة بقيادة مسؤول أمريكي، على غرار سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق عام 2003، بعد الغزو الأمريكي للعراق. وأفادت المصادر بأن هذه الإدارة ستعمل على “نزع سلاح” القطاع واستقراره، مع استبعاد حركة حماس والسلطة الفلسطينية من المشاركة، والاستعانة بتكنوقراط فلسطينيين تحت إشراف أمريكي، مشيرة إلى أن دولا أخرى قد تُدعى للمشاركة في هذا النموذج الإداري. وتأتي هذه التسريبات في سياق تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تحدث فيها عن خطة لـ”تطهير” غزة ونقل سكانها إلى مصر والأردن، وهي مقترحات قوبلت برفض قاطع من السلطة الفلسطينية، حماس، مصر، والأردن.
وأثارت هذه التقارير مخاوف من محاولات لتقويض السيادة الفلسطينية وفرض حلول خارجية تهدف إلى إعادة تشكيل الواقع السياسي في القطاع، خاصة في ظل استمرار الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، وأدت إلى تدمير واسع ونزوح حوالي مليوني فلسطيني. وأفادت المصادر ان خلاصة الخطة تشكيل حكومة انتقالية برئاسة مسؤول أميركي تشرف على غزة إلى أن يصبح القطاع منزوع السلاح ومستقرا وظهور إدارة فلسطينية قادرة على العمل. إن سلطة مؤقتة بقيادة الولايات المتحدة في غزة ستجر واشنطن بقدر أكبر إلى الصراع الصهيوني الفلسطيني، وستمثل أكبر تدخل لها في الشرق الأوسط منذ غزو العراق2003. إن مثل هذه الخطوة ستحمل في طياتها مخاطر كبيرة تتمثل في رد فعل قوي من حلفائها وخصومها في الشرق الأوسط، إذا ما اعتُبرت واشنطن قوة محتلة في غزة. أن من بين هذه المقترحات حصر إعادة الإعمار على مناطق أمنية محددة وتقسيم القطاع وإقامة قواعد عسكرية صهيونية دائمة. وبجانب الخطة الامريكية تمت الموافقة رسمياً على خطة “عربات جدعون” من قبل مجلس الأمن القومي الصهيوني في السادس من أيار/مايو2025، وتهدف الخطة إلى القضاء على “حماس”، وإرساء وضع جديد في غزة مع استمرار الوجود العسكري الصهيوني، وضمان عودة الرهائن.
ورغم أن الخطة قد تدفع “حماس” فعلياً إلى الإفراج عن بعض الرهائن مقابل هدنة مؤقتة، فإنها تنطوي أيضاً على مخاطر عديدة، منها استمرار الاحتلال الصهيوني للقطاع، وتصاعد المقاومة المسلحة، وإعادة تسليح “حماس”، بالإضافة إلى التحديات المحتملة الناتجة عن رفض الأمم المتحدة والأطراف الأوروبية والعربية لهذه العملية.
في الختام يبدو ان الكيان الصهيوني وواشنطن لايروق لهما النموذج المقاوم من قبل مقاتلي حركة حماس ولايريدون ان يبعث فيها الحياة فلجوءوا الى طرح خطط الاجتثاث للحركة كمقاتلين وثقافة مقاومة لكنهم واهمون ان القضاء على احد فصائل المقاومة في المنطقة سيخمد شرارة المقاومة لابل العكس هذا سيزيد تلك الفصائل مزيد من الصبر الاستراتيجي لان مقاومة العدو الصهيوني يحتاج الى محطات تستخدم كاستراحة مقاتل ولايمكن ان ينام اي مقاوم فلسطيني والعدو الصهيوني يمارس الابادة الجماعية لابناء شعب غزة يوميا وستستمر شعلة المقاومة في فلسطين والمنطقة مادام الكيان الصهيوني يمارس يوميا مجازره البشعة تجاه المدنيين والشيوخ والنساء ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر.

بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
[email protected]