مايكل فوزي يقدم: “الرؤية الصحيحة للرياضة”

مايكل فوزي يقدم: “الرؤية الصحيحة للرياضة”

 

 

هل تساءلت يومًا، عزيزي القارئ، ما هو المشروع الرياضي الحقيقي؟ وكيف يمكنك أن تعرف ما إذا كان النادي الذي تُشجعه يسير في الطريق الصحيح، أم أنه يبتعد شيئًا فشيئًا عن تحقيق أهدافه؟ وهل تُعد البطولات وحدها مقياسًا للنجاح، أم أن هناك مؤشرات أعمق وأكثر دلالة؟

 

في هذا المقال، سنستعرض معًا أبرز المعايير التي تساعدك على تقييم مشروعات الأندية الرياضية، مع التذكير ببعض القواعد الأساسية التي لا يجب إغفالها.

 

أولًا:

هناك فرق جوهري بين المشاريع التي تبدأ من الصفر، وتلك التي تأتي لتُعيد هيكلة قائمة بالفعل. لذا، لا بد من فهم طبيعة المشروع قبل الحكم عليه.

 

ثانيًا:

تختلف أهداف الإدارات عن تطلعات الجماهير. فبينما يسعى الجمهور إلى منصات التتويج، قد تركز الإدارات على أمور أخرى: كتحقيق الاستقرار المالي، أو تطوير اللاعبين وتسويقهم، أو حتى بناء قاعدة صلبة للمستقبل.

 

ثالثًا:

في كرة القدم، لا تضمن الأسماء اللامعة دائمًا النجاح، كما أن بعض الأسماء المغمورة قد تصنع الفارق بصورة تفوق التوقعات.

 

كيف تُقيّم مشروع ناديك؟

 

1. من خلال التعاقدات:

تابع نوعية الصفقات التي تُبرمها الإدارة. هل هي مزيج بين لاعبين شبان وأسماء كبيرة، وتلبّي احتياجات الفريق؟ أم أنها مجرد صفقات جماهيرية دون بُعد فني حقيقي؟ المشروع الحقيقي لا يعتمد على نجم واحد أو فئة عمرية بعينها، بل على مزيج متوازن يعكس رؤية واضحة.

 

2. من خلال التدرج والتطور:

إذا كان النادي يبدأ مشروعه من الصفر، فالنتائج الفورية ليست معيارًا حاسمًا. الأهم هو رصد التطور في أداء الفريق، الفردي والجماعي، مع مرور الوقت. انظر مثلًا إلى مشروع ليفربول تحت قيادة يورغن كلوب، الذي احتاج سنوات من العمل والتدعيم حتى بلغ القمة.

 

3. من خلال معالجة الإخفاقات:

المشروع الناجح لا يتجاهل الأخطاء، بل يعالجها. خسارة ليفربول أمام ريال مدريد في نهائي 2018، دفعت الإدارة لتصحيح خط الدفاع والتعاقد مع الحارس أليسون وفان دايك، ما غيّر من ملامح الفريق تمامًا.

 

4. من خلال الاستدامة:

النجاح الحقيقي لا يكمن في تحقيق بطولة وحيدة، بل في القدرة على الحفاظ على القمة لفترات طويلة. فكم من فريقٍ توّج ثم اختفى؟ مثل ليستر سيتي الذي حقق الدوري ثم تراجع بسرعة بسبب غياب المشروع المتكامل.

 

مقوّمات المشروع الناجح:

• أن يمتلك الفريق شخصية واضحة وأسلوب لعب يفرض احترامه.

• ألا يعتمد على نجم أو مدرب بعينه، بل على منظومة متكاملة يتم تدعيمها باستمرار.

• أن يكون قادرًا على تجديد نفسه وخلق جيلٍ جديد قبل أن يتشبّع الجيل الحالي، لتفادي الفجوة التي تُسقط الفرق الكبرى، كما حدث مع الهلال بعد جيل الذهب.

 

وأخيرًا…

المشروع الرياضي الناجح هو من يبني فريقًا قويًا لا يُهزم بسهولة، ويصل لمنصات التتويج دون أن يتوقف هناك، بل يستمر ويخلق لنفسه مستقبلًا. مشروع لا يعرف الارتجال، بل يعمل برؤية طويلة المدى تضمن الاستمرارية والتجدد.