إبراهيم البارقي يتساءل: “هل سيصبح الهلال ضحية للمبالغة؟”

الإعلام أحد العوامل الأساسية التي تشكل الصورة العامة وسلاح ذو حدين في التأثير سلبا أو إيجابا على تلك الصورة.
أحيانا نحتاج إلى إعادة النظر وتحليل موضوعي لطريقة التناول الإعلامي لأي حدث كما هو حاصل لفريق الهلال، والذي يشهد تداولا مستمرا في الأخبار تزامنا مع مشاركته في كأس العالم للأندية.
هذا الاحتفاء والطرح الذي وقع إلى حد ما في المبالغة والتضخيم قد يكون له تأثيرات تمتد إلى اللاعبين والمدرب على حد سواء.
حينما يتم التركيز المبالغ فيه على أن الهلال يشكل “مفاجأة” أو “تهديداً غير متوقع” للفرق العالمية، فإن ذلك يخلق نوع من الضغط النفسي على اللاعبين والجهاز الفني معًا.
مانشاهده حاليا أن الإعلام الهلالي وأغلب المؤثرين المنتمين للنادي الأزرق يعرضون الفريق باعتباره خصما وندا لفرق عالمية ذات تاريخ طويل، وهذا التعاطي الإعلامي يعرض اللاعبين لضغوط تفوق قدراتهم الحقيقية.
المبالغة في تصوير قوة الفريق الهلالي على هذا النحو من المحتمل أن يسهم في نتائج سلبية، سواء على الاستعدادات الفنية للمباريات أو على مستوى الثقة الداخلية للفريق.
بالنظر إلى الأخبار التي تتحدث عن قلق مدرب ريال مدريد من مواجهة الهلال في كأس العالم للأندية، نجد أن التناول الإعلامي ضخّم مسألة “القلق” أكثر من اللازم، مما يعكس استجابة مبالغ فيها.
هذا التفسير المشوهة للواقع، يجعل المشهد أكثر تعقيدًا دون أي مبرر.
من جهة أخرى، يبرز دور الإعلام الهلالي الذي يجب أن يتسم بالموضوعية والإنصاف في تعاطيه مع الإنجازات والتحديات والبعد عن محاولة إقناع الجماهير بأن الفريق في قمة جاهزيته وأنه لا يوجد ما يوقفه حيث انها من المؤكد ستخلق توقعات غير قابلة للتحقيق.
الجمهورالهلالي قد ينجذب إلى الصورة التي يتم رسمها له، مما يسبب له خيبة أمل كبيرة إذا لم تثمر النتائج عن تلك التوقعات.
الإعلام إذا حمل مسؤولياته بمهنية واحترافية دون تهويل يقينا النتائج ستكون مرضية، فأي فريق يحتاج إلى دعم جماهيري حقيقي، وإعلام يتسم بالرصانة ويعكس الواقع بما يخدم مصالح الفريق دون تزييف أو مبالغة.