الأردن يدخل التاريخ: نشامى يحصلون على تأشيرة المونديال لأول مرة برعاية ملكية.. حلم يتحقق!

الأردن يدخل التاريخ: نشامى يحصلون على تأشيرة المونديال لأول مرة برعاية ملكية.. حلم يتحقق!

 

الكأس- حازم الكاديكي

 

في لحظة مجيدة ستُخلَّد في ذاكرة أمة الأردنية كتب منتخب الأردن النشامى صفحةً ناصعةً من تاريخ الرياضة الأردنية و العربية عندما ضمن بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 للمرة الأولى في تاريخه عقب فوز كبير ومثير على نظيره العُماني بثلاثة أهداف دون رد في أمسية كروية تحوّلت إلى ملحمة وطنية خالدة.

 

ليلة أردنية لا تُنسى

 

ليلة 6 يونيو 2025 لم تكن عادية كانت صاخبةً بالفرح مشحونةً بالكرامة ومطرّزةً بدموع الفخر خرج الآلاف إلى الساحات والميادين من عمّان إلى الكرك ومن إربد إلى العقبة ليرفعوا أعلام الوطن عاليًا مردّدين النشامى فعلوها الأردن في المونديال

 

لم تكن فرحة رياضية فحسب بل كانت لحظة تجلّت فيها الهوية الأردنية الوطنية بكل أبعادها فرحة اجتمع عليها الأردنيون بمختلف أطيافهم مؤمنين بأن الإنجاز جاء نتيجة لتكاتف القيادة والشعب والرياضيين وإيمانهم الجماعي بالحلم.

 

مشوار الكبار عبر بوابة التحدي

 

في مجموعة آسيوية نارية ضمت كبار القارة لم يكن الطريق سهلاً لكن النشامى أثبتوا أن العزيمة تتغلب على الظروف تحت قيادة المدرب المغربي جمال سلامي الذي أعاد تشكيل الفريق بهدوء وحكمة ظهر المنتخب الأردني بشخصية قوية ليحسم التأهل من الجولة قبل الأخيرة بعد تألق لافت للنجم علي علوان الذي سجل هاتريك لا يُنسى في شباك عمان.

 

وجاءت البشرى من منتخب كوريا الجنوبية التي انتصرت على العراق لتمنح الأردن بطاقة العبور وتضعه على خريطة المونديال بين كبار اللعبة عالميًا.

 

ولي العهد راعي الحلم ومُلهم الجيل

ما تحقق لم يكن صدفة فخلف هذا الإنجاز الكبير دعمٌ ملكيٌ متواصلٌ وحقيقي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي عهد الأردن كان حاضراً جسدًا وروحًا في المدرجات بين الجماهير يصفّق ويهتف قلبه على المنتخب وعينه على الحلم.

 

لم تكن زياراته للمعسكرات ودعمه للاعبين مجرد لقطات إعلامية بل كانت إشارات واضحة على تبنّي مشروع وطني اردني يقوم على الثقة بجيل شاب طموح يرنو إلى التاريخ الأمير الحسين الذي يصفه الشارع الأردني بـوجه الخير أصبح رمزاً لمرحلة جديدة تؤمن بأن الرياضة قوة ناعمة لبناء الأمم وتوحيد الصفوف.

 

الملك عبدالله الثاني القلب النابض في لحظة الحسم

 

في وقت كانت فيه عيون الأردنيين تترقب المباراة كان الملك عبدالله الثاني يُتابع التفاصيل من مقر السفارة الأردنية في لندن حيث تزامنت المباراة مع زيارة رسمية له وعلى الرغم من ارتباطاته اختار أن يكون قريباً من منتخب بلاده يؤازره قلباً وقالباً في موقف إنساني ووطني بامتياز يُجسّد معنى القيادة الملهمة التي تحيا نبض شعبها.

 

وبمجرد إطلاق صافرة النهاية جاءت التهنئة الملكية إنجاز تاريخي مستحق فخورون بكم يا نشامى ليرتفع معها منسوب الفرح إلى ذروته ويشعر كل أردني بأن النصر نُسج بأيدٍ وطنية وبعقلٍ ملكيٍ محب.

 

جيل ذهبي ونجم اسمه موسى التعمري

 

من حارات عمّان الشعبية إلى أضواء أكبر ملاعب آسيا تدرّج موسى التعمري ليصبح أيقونة هذا الجيل وقائد كتيبة النشامى بجانبه لمع نجم علي علوان ويزن النعيمات وحارس العرين يزيد أبو ليلى وغيرهم من اللاعبين الذين كتبوا سطور المجد بالعرق والإيمان.

 

إنهم أبناء الحلم الذين لم تؤثر فيهم قلة الإمكانيات بل حوّلوها إلى دافع للتحدي وارتدوا شعار الأردن فوق صدورهم وكأنه درع لا يُخترق.

 

المدرب جمال سلامي بصمة مغربية على الإنجاز الأردني في سجل المدربين الكبار سيتذكر التاريخ اسم جمال سلامي كمن أعاد الروح إلى الكرة الأردنية بأسلوب واقعي وشجاعة في اتخاذ القرار لم يُجامل الأسماء بل راهن على الأداء والانضباط ونجح في صقل منتخب يُقاتل بروح واحدة ويُفكر بعقل جماعي.

 

أول العرب إلى المونديال الأردن يفتح الطريق

 

بهذا الإنجاز يصبح الأردن أول منتخب عربي يحجز مقعده في كأس العالم 2026 من التصفيات الآسيوية متقدماً على عمالقة القارة ومُعلناً عن نفسه كقوة صاعدة في سماء الكرة العالمية.

 

إنها لحظة يُعاد فيها رسم خريطة الطموح الأردني العربي ويُقال للعالم ها نحن هنا من عمّان إلى أمريكا وكندا والمكسيك جئنا نحمل قصة شعب لا يعرف المستحيل

 

أردن المجد وطن يحتفل بالتاريخ

 

تزيّنت سماء الأردن بطائرات الدرون التي رسمت أعلام الأردن وتعانق الأردنيون على وقع الأهازيج الوطنية الأردنية في مشهد لم تشهده البلاد منذ سنوات مشهدٌ تقول فيه الرياضة كلمتها إننا عندما نتوحد لا شيء يُعجزنا.

 

الأردن اليوم ليس فقط في كأس العالم الأردن اليوم في قلب التاريخ.