الباحث الفليت يسأل: هل يمكن تحقيق المستحيل؟

الباحث الفليت يسأل: هل يمكن تحقيق المستحيل؟

يخوض المنتخب السعودي الأول غدا مباراته الأخيرة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم ضد المنتخب الأسترالي تحت ضغط وتحدٍّ كبيرين، بعدما وضع نفسه في هذا المأزق، والذي يتطلب منه الفوز بنتيجة كبيرة (فارق خمسة أهداف) لضمان التأهل المباشر للمونديال القادم.

ولن نبكي على اللبن المسكوب الذي ساهمت فيه بعض التخبطات، وكان أحد أسبابه المدرب السابق للمنتخب السيد مانشيني بقناعاته، التي جعلت منتخبات أقل قوة تخطف منه نقاطاً كانت قريبة ومستحقة. ولكن الأخطاء المتكررة تسببت في وضع المنتخب في هذا المأزق.

لذلك، يدخل منتخبنا هذا التحدي الصعب، لكنه ليس مستحيلاً؛ لأن اللاعب السعودي، متى ما وُضع تحت ضغط من هذا النوع، فإنه يعشق التحديات ويقدّم المستحيل ليظفر بمبتغاه.

ولكن لتحقيق الفوز بهذه النتيجة، يجب على مدرب المنتخب السيد هيرفي رينارد وضع التشكيلة المثالية والتكتيك المناسب، وعدم الاندفاع، واللعب بواقعية؛ سيما أن المنتخب الأسترالي ليس بمستواه المعروف عنه، إذ يشهد انخفاضاً ملحوظاً، واتضح ذلك من خلال هذه التصفيات ومن خلال مباراته الأخيرة أمام المنتخب الياباني، والتي لعبها بدون أغلب لاعبيه الأساسيين، حيث ظل المنتخب الأسترالي متراجعاً طيلة المباراة حتى آخر الثواني، ثم خطف هدفاً ثميناً مكنه من حصد النقاط الثلاث، التي جعلته في المركز الثاني وأولوية التأهل المباشر إلى المونديال.

كذلك، على لاعبي المنتخب التركيز والحضور الذهني وعدم التفريط في الفرص المتاحة أمام المرمى الأسترالي؛ لأننا شاهدنا المباراة الأخيرة أمام المنتخب البحريني الشقيق كيف ضاعت عديد من الفرص السهلة أمام المرمى، وكان بالإمكان الفوز بنتيجة كبيرة تُخفف من ضغط المباراة الأخيرة.

إدارة المنتخب والاتحاد السعودي لكرة القدم عليهما مسؤولية كبيرة في تهيئة اللاعبين لهذه المباراة، والعمل على العامل النفسي لتكون نتيجة المباراة مقرونة بالأداء وتسجيل العدد المطلوب من الأهداف، والتي من خلالها يتأهل المنتخب مباشرة، بعيداً عن حسابات الملحق والمرحلة الرابعة، التي ربما تكون أصعب من المرحلة الحالية.

في مباراة المنتخب البحريني حضرت شخصية المنتخب السعودي المعروفة، وحضر معها الفوز نتيجةً وأداءً، رغم التسرع في كثير من اللحظات خلال دقائق المباراة، والتي حرمتنا من الخروج بنتيجة مريحة.

جمهور المنتخب السعودي في جدة مطالب بالحضور الكثيف والمؤازرة طيلة دقائق المباراة، وتحفيز اللاعبين على تحقيق النتيجة المرضية لنا جميعاً؛ لنزف منتخبنا، بإذن الله، إلى مونديال 2026، ونعوض ما فقدناه خلال هذه المرحلة.

وأستشهد أخيراً بما قاله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، حفظه الله، عندما قال:

“همة الشعب السعودي مثل جبل طويق..لن تنكسر حتى يتساوى هذا الجبل مع الأرض.”

لذلك، هو مؤمن بشباب بلده، ونحن مؤمنون، بإذن الله، في ظل الدعم اللامحدود، بأنهم على قدر المسؤولية.