غرم الله الزهراني يقول: “سنلتقي في الملحق”

ما يحدث اليوم للمنتخب السعودي ليس مفاجأة صادمة، بل نتيجة متوقعة لمسار طويل من التخبطات الإدارية والفنية، ومسلسل من القرارات المرتجلة التي تدار بها كرة القدم السعودية، وسط غياب واضح للرؤية والاستقرار.
لم تكن الهزيمة الأخيرة سوى مرآة تعكس سنوات من سوء الإدارة، حيث أصبح “التجريب” هو العنوان الأبرز، و”العشوائية” هي النهج السائد. الأخضر اليوم لا يدفع فقط ثمن الأداء المتراجع، بل يدفع ثمن صمت طويل، وثمن تبرير دائم لفشل متكرر، وثمن منظومة تصر على الاستمرار رغم العجز.
الشارع الرياضي قال كلمته.. فمتى تتحرك الإدارة؟
لا يمكن الحديث عن تطوير الكرة السعودية في ظل غياب المحاسبة والمكاشفة. سقوط المنتخب ليس حدثًا عابرًا يُطوى بعد مؤتمر صحفي أو بيان إنشائي. ما نعيشه اليوم انحدار حقيقي في الثقة والمستوى والطموح، والانحدار الأخطر هو القبول بهذا الواقع دون محاسبة من كان مسؤولًا عنه.
الشارع الرياضي اليوم لا يطالب بتحسين الأداء أو تجديد الجهاز الفني فقط، بل يطالب برأس المنظومة الإدارية، ويصرخ:
ماذا ينتظر ياسر المسحل حتى يقدّم استقالته؟
إن لم تكن هذه اللحظة ــ لحظة الانكسار والانحدار ــ كافية لتقديم الاستقالة، فمتى تكون؟
الاستقالة ليست ضعفًا.. بل شجاعة من أجل المنتخب !
قيادة منتخب بحجم الأخضر ليست مكافأة ولا منصة للظهور، بل مسؤولية وطنية كبرى تتطلب الكفاءة، والشفافية، والقدرة على اتخاذ القرار في أصعب اللحظات. اليوم، بات واضحًا أن البقاء في المنصب لم يعد يُبرر، ولا يخدم المصلحة العامة، ولا حتى مشروع التطوير الذي نتغنى به كثيرًا ولا نراه على أرض الواقع.
إن الاستقالة من المسؤولية حين يعجز القائد عن تحقيق النتائج ليست هروبًا، بل قمة الشجاعة واحترام الذات ومن لا يملك هذه الشجاعة، فلن يستطيع قيادة طموحات الشارع الرياضي، ولا حلم الجيل القادم.
نلتقيكم في الملحق… ولكن نأمل أن نلتقي هناك بوجوه جديدة، وأفكار جديدة، ومسؤولين جدد، يعيدون لكرة القدم السعودية هيبتها واستحقاقها، ومكانتها.