حسن آل قريش يكتب: “حزن الهزيمة قبل نيل الأمل!”

لا شيء أقسى من خسارة تأتيك في اللحظة التي كنت تُمنِّي النفس فيها بأن تسجل اسمك في سجل المتأهلين للمونديال بشكل مباشر. نعم، حتى لو كان الفوز المطلوب أقرب إلى المستحيل – بخمسة أهداف كاملة – كان الحلم مشروعًا والهيبة مطلوبة. كان يكفيك فوزٌ بأي نتيجة، حتى لو بهدف يتيم، لتقول إن الأخضر حاضر.. إن الأخضر لا يستسلم.
انتهت الحكاية بخسارة، لكن القصة أكبر من مجرد نتيجة، إنها حكاية منتخب كان يومًا ما يُرعب الكبار في مونديال كأس العالم ويهزم بطل العالم في الدوحة. منتخبٌ كان الأمل فيه يُخيط في قلوب جماهيره خيوط العز والفخر. لكن ها نحن اليوم، نقف على أعتاب ملحق صعب وطريقٍ شائك نحو المونديال، بعد أن خسرنا الرهان في مباراة كان يكفي أن نفوز فيها بهدفٍ يتيم كي نُبقي على الكبرياء.
ربما كنا نحلم بأكثر من ذلك، لكن واقع كرة القدم كان صارمًا: طموح أوزبكستان، قوة الأردن، وتألق فلسطين حتى اللحظة الأخيرة وفقدان التأهل. منتخبات عبرت إلى النهائيات بجدارة، وحافظت على ثقة جماهيرها. الأخضر، الذي تذوق شرف الانتصار في كأس العالم من قبل، وجد نفسه مضطرًا للمرور من بوابة الملحق، بعدما خانته التفاصيل أمام الكنغر الأسترالي.
مؤلم أن ترى أوزبكستان تُحلِّق بثبات، وأن تحتفل الأردن بالوصول المباشر، في الوقت الذي نتعثر فيه نحن الذين حلمنا بأن تكون آسيا كلها تحت أقدام نجومنا. فلسطين، التي كادت أن تصنع المعجزة، كانت على بُعد دقيقة من الملحق، لتضيف قصتها إلى حكايات التاريخ المشرّف.
قد يقول قائل: “حتى لو انتصرنا بالأربعة وليس بالخمسة، كانت المهمة مستحيلة”. نعم، لكنها كانت فرصة أخيرة للحفاظ على هيبة الأخضر. هيبة الكبار، الذين مهما تعثّروا، لا يسقطون إلا وهم يحاربون.
اليوم، علينا أن نتحلى بالشجاعة. فطريق المونديال لم يُغلق بعد، والملحق فرصة يجب أن نتمسك بها. لكن الأهم من التأهل هو أن نعيد بناء الثقة، وأن نعيد للأخضر تلك الهيبة التي كان يخشاها الجميع.
في النهاية، كرة القدم لا تعترف إلا بالأرقام، لكن التاريخ لا يذكر إلا من قاتل حتى الرمق الأخير. اليوم خسرنا المباراة، لكننا لم نخسر الأمل. ولعلنا ننجح في عبور الملحق.. وربما تعود تلك الأيام التي كان فيها الأخضر سيدًا على القارة.