علي حسين عبدالله يكتب: “المنتخب القطري أمام مفترق الطرق”

بعد ثلاثية أوزبكستان، على العنابي أن يعرف أنه في وضع فني سيئ، رغم أن فرصة التأهل قائمة، ولكن بشروط عديدة، لأن المرحلة المقبلة الحاسمة تتطلب قرارات شجاعة وإصلاحات عاجلة، فنية وبدنية.
فقد أثار الأداء المتواضع لمنتخبنا في المحطة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، أمام نظيره الأوزبكي، موجة من الانتقادات، بعد الخسارة بثلاثية نظيفة كشفت تراجعًا مقلقًا في المستوى العام للعنابي، وخاصة على الصعيد الدفاعي.
هذا التراجع أدى إلى فشل المنتخب في التأهل المباشر إلى مونديال 2026، لتبقى أمامه فرصة أخيرة عبر بوابة الملحق الآسيوي، والتي تتطلب الفوز على منتخبين من القارة لضمان بطاقة العبور. الفرصة ما زالت قائمة، بل مواتية، ولكن استمرار الأداء بنفس النهج الحالي يعني إهدارها بسهولة، وهو ما لا يُغتفر بحق هذا الجيل من اللاعبين.
المرحلة القادمة، وتحديدًا المرحلة الرابعة من التصفيات، تفرض على الجهاز الفني بقيادة الإسباني جولين لوبيتيغي العودة إلى خوض مباريات ودية قوية، ترفع نسق المنافسة وتعيد الثقة للاعبين، وتكشف الثغرات قبل أن تصبح قاتلة في مواجهات الإقصاء المباشر.
كما أن الاستمرار في تغيير التشكيلة الأساسية من مباراة لأخرى أضرّ بتماسك الفريق، وأفقد اللاعبين عنصر الانسجام. لذا، فإن تثبيت التشكيلة الرئيسية، وبناء التفاهم بين عناصرها، بات ضرورة لا خياراً.
ويجب القول إن المنظومة الدفاعية تحديدًا تحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة، بعد أن بات واضحًا أنها الحلقة الأضعف في الفريق، وتكرار الأخطاء الفردية والجماعية أصبح مقلقًا. العمل على التنظيم الدفاعي، والعودة للصلابة والانضباط التكتيكي، لا بد أن يكون أولوية في المرحلة المقبلة.
كما أن الوقت قد حان لمراجعة ملف المحترفين الأجانب في الأندية، وإعادة النظر في عددهم، لإتاحة الفرصة أمام اللاعب القطري للعودة إلى الواجهة. لا يمكن نسيان أن العنابي حقق إنجازه الأهم وتُوِّج بكأس آسيا 2019، عندما كان عدد المحترفين لا يتجاوز أربعة أو خمسة، مما أعطى اللاعب المحلي فرصًا أكبر للتطور والمشاركة. أما في وجود 10 محترفين، فأعتقد شخصيًا أن منتخباتنا الوطنية ستدفع ثمنًا باهظًا بحجة تقوية الأندية لبطولات قارية لا ننتظر منها الكثير!
آخر نقطة..
في المحصلة، المرحلة الحالية لا تحتمل المجاملات، بل تتطلب قرارات شجاعة وإصلاحات عاجلة. التأهل ما زال ممكنًا… ولكن بشرط أن نتحرك اليوم، وليس غدًا.