مؤتمر مبادرة القدرات البشرية: المملكة تراهن على الاقتصاد الإبداعي والرياضة والاقتصاد الأخضر على رقع الناتج الإجمالي وخلق الوظائف

أكدت جلسة حوارية في مؤتمر مبادرة القدرات البشرية أن المملكة تراهن على الاقتصاد الابداعي والرياضة والاقتصاد الأخضر على رقع الناتج الاجمالي وخلق الوظائف.
وشارك في الجلسة دكتور ماجد القصبي وزير التجارة، بدر القاضي نائب وزير الرياضة، الدكتور مازن فقيه رئيس مجموعة فقيه للرعاية الصحية، ستيفن مورغان وزير التعليم البريطاني، و ستيف فيلد الممثل الخاص لشؤون الرعاية الصحية في المملكة المتحدة.
وفي هذا الجانب قال الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي أن المملكة حققت تقدما كبيرا في دعم الوظائف النوعية، حيث تم بالفعل دعم أكثر من 80,000 وظيفة، وسط توقعات بنمو قوي في مجالات الأفلام، والتصميم، والأزياء، والفنون الرقمية، والتي تمثل قطاعات واعدة في الاقتصاد الجديد.
وقال القصبي، خلال كلمته على هامش ملتقى القدرات البشرية، إن الاقتصاد الرقمي في المملكة يشهد تحولات متسارعة، حيث تشير التقديرات إلى أنه سيرتفع من 4.4% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020 إلى أكثر من 19% بحلول عام 2030، مؤكدًا أن المملكة تمضي بخطى واثقة نحو بناء اقتصاد متنوع وقائم على المعرفة.
وأضاف أن قطاع الرعاية الصحية من بين القطاعات ذات النمو المتسارع، إذ يُتوقع أن يصل حجمه إلى 250 مليار ريال سعودي بحلول عام 2030، مشيرًا إلى أن المملكة تشهد تطورًا كبيرًا في البنية التحتية الصحية، والاستثمار في القدرات الطبية والابتكار.
وفيما يخص الاقتصاد الأخضر، أوضح القصبي أن هناك فرصًا واعدة تتجاوز قيمتها التقديرية 2 تريليون ريال، وتشمل مجالات مثل البناء المستدام، الطاقة المتجددة، الاقتصاد الدائري، وغيرها من الصناعات التي تستند إلى مبادئ الاستدامة والمسؤولية البيئية.
وأشار وزير التجارة إلى أن 65% من سكان المملكة تحت سن 35 عامًا، وهو ما يشكّل ثروة بشرية وطنية،
ولفت القصبي إلى أن المملكة قامت بتحليل شامل لفجوة المهارات بين الوضع الحالي واحتياجات المستقبل، وتم تحديد المهارات الأكثر طلبًا في المرحلة المقبلة، والعمل على دمجها ضمن منظومة التعليم والتدريب في مختلف المراحل، إلى جانب تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية، لضمان إعداد الكوادر الوطنية بشكل استباقي.
وأضاف القصبي أن نقل المعرفة والتعاون الدولي يشكل ركيزة مهمة في تطوير القدرات البشرية، مشيرًا إلى نماذج ناجحة مثل التعاون مع المملكة المتحدة، وإرسال الطلبة إلى جامعات رائدة في بريطانيا، الولايات المتحدة، وغيرها من الدول المتقدمة، لتوسيع مداركهم وتبادل المعرفة والخبرات.
واختتم وزير التجارة حديثه بالتأكيد على أن المملكة تسير نحو تصميم مستقبل اقتصادي قائم على الإنسان والمعرفة، مدعومًا بالاستثمار في المهارات، وبناء الجسور بين التعليم وسوق العمل، مضيفًا: “نحن لا ننتظر المستقبل، بل نصنعه معًا.”
ومن جهته، أكد بدر القاضي أن نسبة تمويل القطاع الخاص للقطاع الرياضي في المملكة لا تتجاوز 15%، وهي نسبة متواضعة مقارنة بالنماذج الدولية الرائدة، مشيرًا إلى أن القطاع الرياضي في المملكة يملك إمكانات كبيرة للتحول إلى قطاع مستدام ومولد للوظائف، بدعم من الاستراتيجية الوطنية للرياضة التي تنضوي تحت مظلة رؤية السعودية 2030.
وأشار القاضي في كلمته خلال مشاركته في مؤتمر مبادرة تنمية القدرات البشرية، إلى أن القطاع الرياضي في المملكة يستهدف أن يُسهم بنسبة 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، إضافة إلى المساهمة في توليد 13% من إجمالي الوظائف الجديدة في قطاعات الرياضة والسياحة والترفيه.
وشدد على أهمية تنمية القدرات البشرية في دعم التحول الرياضي الوطني، موضحًا أن الوزارة تعمل على بناء الكفاءات المحلية، ليس فقط في الأداء الرياضي، بل أيضًا في المجالات المساندة مثل الإدارة والتقنية والعلاج الرياضي.
وقال القاضي، إن المملكة استفادت من دراسة تجارب عالمية، وفي مقدمتها تجربة المملكة المتحدة، لبناء نموذج رياضي متكامل يتجاوز حدود الترفيه ليُصبح رافدًا اقتصاديًا وتنمويًا مهمًا.
كما أكد القاضي أن المملكة تستعد لمرحلة غير مسبوقة من استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، من بينها كأس آسيا، دورة الألعاب الآسيوية، وسباقات الفورمولا 1 في جدة، إضافة إلى الطموح لاستضافة كأس العالم في المستقبل.
واختتم بقوله :“الفرص أمامنا هائلة، ولدينا الإرادة لتطوير القطاع الرياضي ليكون نموذجًا سعوديًا مستدامًا وفعّالًا على المستوى المحلي والعالمي، بالشراكة مع القطاع الخاص وبدعم من أبناء وبنات الوطن.”