“نايت فرانك”: “خروج الثروات” يضغط على الطلب في سوق عقارات لندن الفاخرة

“نايت فرانك”: “خروج الثروات” يضغط على الطلب في سوق عقارات لندن الفاخرة

تشهد أسواق العقارات الفاخرة في لندن ضغطا متزايدا بفعل ما بات يعرف إعلاميًا بـ”خروج الثروات” أو “Wexit”، في إشارة إلى مغادرة الأثرياء للمملكة المتحدة على خلفية التغييرات الأخيرة في السياسات الضريبية.

ويشير التقرير الصادر عن “نايت فرانك” تراجع إجمالي إيرادات ضريبة الأرباح الرأسمالية (CGT) إلى 13 مليار جنيه إسترليني خلال السنة المنتهية في مارس 2025، مقارنة بـ14.5 مليار في العام السابق، وسط تقديرات ترجع ذلك جزئيا إلى قرار الحكومة بإلغاء نظام “غير المقيمين الدائمين” (non-dom).

ويحذر خبراء من أن هذه الخطوة قد تضعف من جاذبية بريطانيا للمستثمرين الأجانب الأثرياء، مما يؤدي إلى انخفاض إضافي في الإيرادات الضريبية، بحسب ما صرح به روبرت سالتر، مدير شركة Blick Rothenberg، لصحيفة التايمز البريطانية.

وبحسب التقرير، تأتي هذه التطورات في وقت حرج، حيث نبه مكتب مسؤولية الميزانية (OBR) إلى أن الهامش المالي الحالي البالغ 9.9 مليار جنيه يعد محدودا للغاية مقارنة بالمخاطر الاقتصادية، ما ينذر بإمكانية فرض ضرائب جديدة في ميزانية الخريف المقبلة.

ورغم التحديات، لا تزال بريطانيا تعد وجهة مستقرة للاستثمار. إلا أن النقاش حول كيفية استقطاب رؤوس الأموال الخاصة لا يزال قائما، وقد برزت دعوات من مجموعات ضغط مثل “المستثمرون الأجانب من أجل بريطانيا” (FIFB) لاعتماد نظام ضريبي متدرج يعتمد على مستوى الثروة، مع اقتراح بدفع 2 مليون جنيه سنويا لأعلى الشرائح.

ويشير التقرير، إلى تردد أفكار حول إطلاق “تأشيرة المستثمر البريطاني” كخيار بديل وأكثر قبولا سياسيا، وذلك بالتوازي مع توجهات عالمية مشابهة، أبرزها إعلان دونالد ترامب عن “تأشيرة البطاقة الذهبية” في الولايات المتحدة بقيمة 5 ملايين دولار.

أما في سوق العقارات الفاخرة بوسط لندن (PCL)، فقد انعكست هذه المتغيرات على حركة الأسعار، التي تراجعت بنسبة 1.6% على أساس سنوي حتى أبريل، مقابل ارتفاع بنسبة 1.2% في مناطق لندن الخارجية الفاخرة (POL)، وبهذا، تكون أسعار PCL قد انخفضت بـ3% منذ بداية الجائحة، في حين ارتفعت في POL بـ8%.

ووفقا للتقرير، يرى مراقبون أن هذا التفاوت قد يشكل فرصة جاذبة لبعض المشترين الأجانب، سواء تم إطلاق تأشيرة المستثمر أم لا.