الطموحات النووية السلمية للمملكة في قمة السعودية – أمريكا

الطموحات النووية السلمية للمملكة في قمة السعودية – أمريكا

في قلب العاصمة الرياض، وبينما تستقبل المملكة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في أول زيارة رسمية له خلال ولايته الثانية، تتجه الأنظار إلى أحد أبرز الملفات المطروحة على الطاولة، وتسعى المملكة منذ سنوات لامتلاك طاقة نووية سلمية ، في ظل الحاجة الى تنويع مصادر الطاقة، ومواكبة التحول العالمي نحو الحياد الكربوني. وتسعى المملكة، ممثلة بوزارة الطاقة، إلى دخول هذا القطاع من بوابة الاستخدامات السلمية، ضمن خطة تهدف إلى إنتاج الكهرباء، وتحلية المياه، وتطوير قاعدة علمية وصناعية قادرة على التعامل مع أحد أكثر القطاعات دقةً وحساسية.

وأكد عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة في وقت سابق مواصلة المملكة تنفيذ المشروع الوطني للطاقة النووية السليمة وبنائها أول محطة لتحقيق التنمية المستدامة ضمن إطار الالتزامات الدولية. حيث قال: “نظرا لأهمية دور الطاقة النووية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، تتجه المملكة نحو الاستفادة من الطاقة النووية وتطبيقاتها الإشعاعية للأغراض السلمية، وتواصل تنفيذ مشروعها الوطني للطاقة النووية بجميع مكوناته، ومن ذلك مشروع بناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة؛ للإسهام في تشكيل مزيج الطاقة الوطني، وتحقيق التنمية الوطنية المستدامة، وفقًا للمتطلبات الوطنية وفي إطار الالتزامات الدولية”

وحسب وزير الطاقة الامريكي كريس رايت في وقت سابق فإن بلاده تستعد لتوقيع اتفاق مهم مع المملكة يركّز على التوطين والتقنية في المجال النووي، مشيدًا برؤية السعودية 2030 وقدرتها على جعل العالم يمتلك بيئة مؤهلة لاستيعاب مشاريع الطاقة النووية، ونتوقع للتعاون بين البلدين مستقبلاً واعدًا.

ومن جهة اخرى أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في زيارته الأخيرة للرياض، أن المملكة جاهزة من حيث البنية الرقابية والتنظيمية لإطلاق برنامجها النووي. واطّلع غروسي على المختبرات الوطنية، ومركز عمليات الطوارئ النووية، والمنصات المرتبطة بشبكات الرصد الدولية، معربًا عن إعجابه بما وصفه بـ”النموذج المتين في الرقابة النووية.

كما تعمل المملكة مع الولايات المتحدة ضمن منصات ومبادرات دولية مثل منتدى الحياد الصفري، وتعهد الميثان، ومؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، ما يعزز التوافق في الرؤية البيئية والتنموية للطرفين.

ولا يُعد الملف النووي مجرد مشروع طاقة، بل هو انعكاس لتوجه استراتيجي سعودي نحو تعزيز السيادة التقنية، وتنويع الاقتصاد، والاستفادة من الشراكات الدولية في بناء مستقبل مستدام. وبينما يحط ترمب في الرياض، سيكون “الملف النووي السلمي” أحد مفاتيح الحوار، ولبنة جديدة في مسار التحول الذي تخوضه المملكة بثقة وثبات.

وتتزامن زيارة الرئيس ترمب مع انعقاد منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي اليوم  الثلاثاء، الذي سيشهد مشاركة رفيعة المستوى من المسؤولين التنفيذيين والوزراء ورجال الأعمال من الجانبين.

ويتوقع أن يُطرح الملف النووي ضمن أجندة المنتدى، إلى جانب قضايا الاستثمارات المشتركة، والتقنيات المتقدمة، وسلاسل الإمداد، مما يعزز الحضور الأمريكي في مشاريع الطاقة الاستراتيجية للمملكة.