الرسوم الجمركية الأمريكية في 24 ساعة .. تهدئة عالمية واحتدام مع الصين

شهدت ال 24 ساعة الأخيرة تطورات دراماتيكية في التعرفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على معظم دول العالم. وفي حين علق التطبيق 90 يوما على عديد من الدول، فيما يبدو أنه فرصة للتفاوض أو تخفيف الضغط على الأسواق المالية العالمية التي سجلت في الأسبوع الأول من أبريل انهيارات كبيرة، ذهب قدما في مواجهة الصين نحو التطبيق الفوري.
وانتقدت الصين الرسوم الجمركية واعتبرتها “لعبة أرقام وستصبح أضحوكة”، مع إعلانها اليوم الجمعة زيادة التعرفات على الواردات الأمريكية إلى 125% اعتبارا من غد السبت 12 أبريل، وجاء تحرك بكين تصعيدا لردها الانتقامي على الحرب التجارية الأمريكية، و ردا على تأكيد البيت الأبيض بأن الزيادة الكبيرة في الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على السلع الصينية، ودخلت حيز التنفيذ يوم الخميس 10 أبريل، ترفع التعريفات الإضافية التي تفرضها واشنطن على بكين إلى مستوى 145%.
وبرغم تصعيد الصين إلا أن شي جين بينغ الرئيس الصيني قال اليوم الجمعة إنه لا فائز في حرب الرسوم الجمركية، مضيفاً أنه بغض النظر عن التغييرات في البيئة الخارجية، ستعزز الصين ثقتها.
خطوة الرئيس الصيني نحو التهدئة، قابلتها خطوات من ترمب، حيث أكدت كارولين ليفيت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، إن ترمب متفائل فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين، وهو ما يأتي في ظل تصاعد حرب تجارية بين البلدين.
وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض أيضاً أن الرئيس الأمريكي يأمل في عقد المزيد من الاتفاقات فيما يتعلق بالتعرفات الجمركية قبل انتهاء فترة تأجيل تطبيقها البالغة 90 يوماً.
من جانبها، قالت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي، إن البنك مستعد لاستخدام أدواته المالية للحفاظ على الاستقرار المالي في منطقة اليورو، وذلك في ظل الاضطرابات العالمية التي شهدتها الأسواق المالية. وأكدت لاغارد أن الأسواق في منطقة اليورو تعمل بشكل منظم، رغم التقلبات الكبيرة التي تشهدها الأسواق العالمية، بما في ذلك الحرب التجارية والبيع الواسع في سوق السندات.
وذكرت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية ، أنها تدرس فرض رسوم جمركية على شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة مثل ميتا أو جوجل.
وقال إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي اليوم إن قرار الرئيس الأميركي هذا الأسبوع تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها على عدد كبير من الدول لمدة 90 يوما لا يوفر سوى “توقف هش”.
ويبدو أن تاثير الحرب التجارية سيتمتد إلى أبعد مما يظن الجميع، وفي غضون ذلك أبلغت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، اليوم الجمعة، المستخدمين عن وجود خلل تقني في النظام المستخدم لإعفاء البضائع من الرسوم الجمركية، بما في ذلك الشحنات القادمة من الصين التي كانت بالفعل في البحر وقت التقلبات المفاجئة في سياسة الرسوم الجمركية هذا الأسبوع، وأي تجارة مع الدول الخاضعة حالياً لتعليق مدته 90 يوماً للرسوم المتبادلة التي فرضتها إدارة الرئيس ترمب.
أقدمت شركة “تسلا” لصناعة السيارات الكهربائية على تعليق قبول طلبات الشراء الجديدة في السوق الصينية، في خطوة تعكس التداعيات السلبية للحرب التجارية التي أشعلها الرئيس دونالد ترمب.
كما أقامت الصين دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة أمام منظمة التجارة العالمية، وذلك اعتراضًا على الزيادة الأخيرة التي فرضتها واشنطن على التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية. وأكدت الوزارة أن الإجراءات الجمركية الأمريكية تشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد المنظمة، مشيرة إلى أنها قسرية وتنمرًا من جانب واحد، مما يقوض بشدة النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد ويضر بالنظام الاقتصادي الدولي.
و تحولت مؤشرات الأسهم الأمريكية من الصعود إلى التراجع خلال تعاملات جلسة اليوم مع دراسة المتداولين لآخر التطورات على صعيد الرسوم الجمركية، في ختام أسبوع حافل.
وأظهر مسح أجرته جامعة ميشيغان، يوم الجمعة، أن ثقة المستهلك الأميركي تدهورت بشكل أسوأ من المتوقع خلال الشهر الجاري، حيث وصل معدل التضخم المتوقع إلى أعلى مستوى له منذ العام 1981.
فيما بدأ قطاع النفط والغاز في الولايات المتحدة في إعادة النظر في وضع السوق، إلى جانب دراسة خفض الإنتاج وعدد الوظائف بسبب المخاوف من المعاناة بسبب الضربة المزدوجة التي يتعرض لها، وتتضمن رفع منظمة أوبك للدول المصدرة للبترول إنتاج النفط، إلى جانب هبوط الطلب بسبب تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية.
وأشارت العديد من شركات النفط إنها لا تستطيع الاستمرار في الحفر والتنقيب بشكل يجعلها تحقق أرباحاً في حالة تراجع سعر البرميل إلى ما دون 65 دولاراً.