مسؤولة بالفيدرالي الأمريكي: مستعدون “تماماً” للتدخل في حال ساءت أوضاع الأسواق المالية

أكدت واحدة من كبار مسؤولي الاحتياطي الفدرالي الأميركي أن البنك “مستعد تماماً” لاستخدام كل ما لديه من قوة لتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية في حال ساءت الأوضاع.

وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، إن “الأسواق لا تزال تعمل بشكل جيد” “وأننا لا نشهد أي مخاوف بشأن السيولة بشكل عام”. لكنها أضافت أن الاحتياطي الفدرالي “لديه أدوات لمعالجة المخاوف بشأن أداء السوق أو السيولة في حال ظهورها”.

وبحسب “سي ان بي سي” قالت كولينز “اضطررنا إلى استخدام أدوات متنوعة بسرعة”، في إشارة إلى تدخلات سابقة لمعالجة الأوضاع الفوضوية في الأسواق. وأضافت: “سنكون مستعدين تماماً للقيام بذلك عند الحاجة”.

تأتي تصريحات كولينز في خضم أسبوع من الاضطرابات الشديدة في الأسواق الأميركية بعد أن شن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب حرباً تجارية عالمية، مما أثار مخاوف من الركود. بدأت عمليات البيع في أسهم وول ستريت الأسبوع الماضي، وامتدت مؤخراً إلى سوق سندات الخزانة الأميركية البالغة قيمتها 29 تريليون دولار، والتي تُعدّ جوهر النظام المالي العالمي.

وتأتي تصريحات رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي في بوسطن في الوقت الذي حذّر فيه جون ويليامز، مسؤول كبير آخر في الاحتياطي الفدرالي الأميركي، من أن رسوم ترامب الجمركية قد تُؤدّي إلى ارتفاع حاد في التضخم، وترفع معدلات البطالة، وتُضعف النمو الاقتصادي للبلاد بشكل كبير.

كما توقعت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن أن يتجاوز التضخم في الولايات المتحدة 3% هذا العام. وقالت إن التخفيضات الطارئة لمعدلات الفائدة لن تكون الأداة الرئيسية للتعامل مع أي تدهور في أداء السوق.

وقالت كولينز: “إن أداة معدل الفائدة الأساسية التي نستخدمها في السياسة النقدية ليست الأداة الوحيدة في مجموعة الأدوات المتاحة، وربما ليست أفضل طريقة لمواجهة تحديات السيولة أو أداء السوق”.

وقفز عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، وهو معيار مرجعي لأصول بقيمة تريليونات الدولارات حول العالم، بمقدار 0.5 نقطة مئوية ليصل إلى 4.5% خلال الأسبوع الماضي، وهي خطوة هائلة لأصل يُتداول عادةً بزيادات طفيفة.

شاهد أيضاً: اتساع الفجوة بين عوائد السندات الألمانية والأميركية وسط تصاعد الحرب التجارية

وذكرت بنوك ومستثمرون في وول ستريت أن السيولة – أو سهولة شراء وبيع الأصول دون التسبب في تحركات كبيرة في الأسعار – قد تدهورت مع تزايد التقلبات في سوق سندات الخزانة الأميركية.

وقال استراتيجي الدخل الثابت في جي بي مورغان JPMorgan، جاي باري، يوم الجمعة: “السيولة سيئة بسبب ارتفاع التقلبات… التحركات هائلة، لكن أداء السوق جيد”.

وأضاف أن عمليات البيع المكثفة في سندات الخزانة كانت حتى الآن “منظمة”.

وقالت كولينز إن أي تدخل من الاحتياطي الفدرالي سيعتمد على “الظروف التي نشهدها”.

وتدخل البنك المركزي الأميركي خلال فترة اختلال كبير في السوق خلال أزمة فيروس كورونا في العام 2020، عندما تجمدت أسواق التمويل الحيوية مع سيطرة المخاوف على المستثمرين بشأن تأثير الجائحة على الاقتصاد العالمي.

وتدخل الاحتياطي الفدرالي بإعادة تفعيل برامج حقبة الأزمة المالية التي تعمل كصمام أمان لأسواق الاقتراض، مع إطلاق عمليات شراء غير مسبوقة لديون الشركات. كما خفض البنك المركزي معدلات الفائدة إلى ما يقارب الصفر، وألغى الحد الأقصى لكمية سندات الخزانة التي يمكنه شراؤها كجزء من تدخلاته لعام 2020.

وقالت كولينز، يوم الجمعة، إن الاحتياطي الفدرالي لديه “تسهيلات دائمة إضافية لدعم السوق، وهي موجودة بالفعل”.