جوجل تطرح نموذجاً جديداً للذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالعواصف والأعاصير.

أعلنت شركة جوجل، عبر ذراعها البحثي Google DeepMind وبالتعاون مع Google Research، عن إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي جديد مصمم خصيصا للتنبؤ بالأعاصير المدارية، بالتزامن مع تدشين منصة تفاعلية تحمل اسم Weather Lab لعرض النماذج المناخية التي تطورها الشركة.
وبحسب ما ذكره موقع “theverge”، نموذج جوجل الجديد قادر على توليد 50 سيناريو مختلف لمسار وشدة وحجم الإعصار قبل حدوثه بـ15 يوما، وهي قدرة تفوق بمراحل ما توفره النماذج التقليدية.
نموذج جوجل الجديد يحدد المسار الحقيقي للأعاصير
وتتعاون جوجل حاليا مع المركز الوطني الأمريكي للأعاصير NHC لتقييم فعالية هذا النموذج التجريبي في التنبؤ بالعواصف في المحيط الأطلسي والهادئ الشرقي.
ويأتي هذا التعاون في ظل تراجع القدرات البحثية لبعض المؤسسات الفيدرالية الأمريكية، مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، وخدمة الأرصاد الجوية الوطنية NWS، نتيجة تخفيضات في الميزانية والموارد البشرية بدأت خلال فترة إدارة ترامب.
وقد أدى ذلك إلى تزايد اعتماد هذه الجهات على القطاع الخاص لتوفير بيانات الطقس.
نشرت جوجل ورقة بحثية توضح تفاصيل عمل النموذج، مدعية أن دقة تنبؤاته تضاهي النماذج الفيزيائية التقليدية.
ووفقا لـ جوجل، فإن نموذجها كان أقرب بـ140 كيلومترا في المتوسط إلى المسار الحقيقي للأعاصير مقارنة بتوقعات المركز الأوروبي للأرصاد متوسطة المدى ECMWF في عامي 2023 و2024.
يعتمد النموذج على بيانات من أرشيف ERA5 الأوروبي، الذي يجمع بين ملاحظات جوية جمعتها وكالات مناخية من مختلف أنحاء العالم وتوقعات من نماذج تقليدية.
وتعد هذه نفس البيانات التي استخدمتها جوجل سابقا لتدريب نموذج التنبؤ بالطقس GenCast، الذي أثبت تفوقه على أحد أبرز نماذج ECMWF في أكثر من 97% من الحالات، وفقا لدراسة نشرت في مجلة Nature في ديسمبر 2024.
ومن خلال Weather Lab، يمكن للمستخدمين مقارنة توقعات الذكاء الاصطناعي بتلك الصادرة عن النماذج التقليدية، إلا أن جوجل توضح أن هذه المنصة لا تزال أداة بحثية وليست مصدرا يعتمد عليه عامة الناس في متابعة الأحوال الجوية.
وفي إحدى الحالات التوضيحية، أظهر النموذج قدرة دقيقة على التنبؤ بمسار إعصار “ألفريد” من الفئة الثالثة، حيث توقع بشكل صحيح ضعفه السريع وتحوله إلى عاصفة مدارية، ثم تحديد منطقة هبوطه على سواحل أستراليا بعد 7 أيام.
وفي الوقت نفسه، تعمل جوجل أيضا مع باحثين في جامعة ولاية كولورادو واليابان والمملكة المتحدة لتحسين نماذجها، لكنها تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلا عن النماذج التقليدية، بل أداة مكملة، خاصة مع تعقد الظواهر المناخية المرتبطة بتغير المناخ وضرورة توفر بيانات دقيقة من أرض الواقع.