إسرائيل تنفّذ هجومًا غير متوقع على إيران وت dismantلك منظومتها | التفاصيل

في تصعيد خطير وغير مسبوق بين طهران وتل أبيب، شنت إسرائيل فجر الجمعة واحدة من أعنف الضربات العسكرية ضد العمق الإيراني منذ سنوات.
وجاء الهجوم وسط توتر متصاعد في ظل تعثر المحادثات النووية، وأسفر عن خسائر استراتيجية كبيرة لإيران، كان أبرزها استهداف قادة كبار ومنشآت حيوية.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن إسرائيل شنت مؤخرا ضربات جوية دقيقة استهدفت منشآت نووية إيرانية محددة، إلا أن طبيعة هذه العملية لا تزال يكتنفها الغموض، وسط غياب رؤية واضحة حول مدى اتساع أهدافها أو توقيتها الاستراتيجي.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خرج كأبرز المستفيدين من هذا التصعيد، حيث ساهمت العملية في توحيد الصف الداخلي خلف قيادته السياسية والعسكرية. وفي وقت كانت فيه حكومته تواجه محاولات لتفكيك الائتلاف الحاكم، جاءت هذه الضربات لتعزز موقفه أمام خصومه، وتعيد له زمام المبادرة على الساحة السياسية الإسرائيلية.
الفرصة الذهبية لتحييد “الخطر الإيراني”
وأشار فهمي، إلى أن ترى إسرائيل في هذه العملية فرصة استراتيجية لتقويض المشروع النووي الإيراني، في ظل معلومات استخباراتية تشير إلى أن طهران باتت قريبة من بلوغ “العتبة النووية”، وهي المرحلة التي تتيح لها إنتاج سلاح نووي خلال فترة زمنية قصيرة، إذا قررت ذلك، وعلى هذا الأساس، جاء هذا التحرك كمحاولة استباقية لتقليص القدرات الإيرانية قبل فوات الأوان.
وتابع: “الضربات لم تقتصر على المنشآت فحسب، بل شملت أيضا استهداف قادة عسكريين وعلماء بارزين، في خطوة تعكس الطابع المباغت للعملية. إلا أن تقارير أفادت بأن طهران كانت على علم مسبق بتحذيرات أمريكية، ما يشير إلى وجود اتصالات غير معلنة أو تسريبات استخباراتية سبقت التنفيذ.
رد إيراني مرتقب واستنفار داخل إسرائيل
واختتم: “تشير التوقعات إلى أن إيران سترد بعمليات انتقامية، سواء مباشرة أو عبر وكلائها الإقليميين، مما يهدد بتوسيع رقعة التوتر، و سادت حالة من القلق والذعر، في إسرائيل مما دفعت السلطات إلى رفع مستوى التأهب الأمني، وفتح الملاجئ في بعض المناطق، مع توجيه تحذيرات للمواطنين الإسرائيليين في الخارج بعدم الإفصاح عن هويتهم لتفادي أي استهداف محتمل”.
ومن جانبه، قال خبير العلاقات الدولية طارق البرديسي، إن الدين جزء أساسي من ثقافة الإنسان، وإيران وإسرائيل تستغلان الرموز الدينية خلال الحرب الحالية، متابعا: “ما حدث فاق توقعات المحللين والمتابعين بشكل واضح”.
وأضاف البرديسي، خلال حواره ببرنامج “صباح الخير يا مصر” المذاع على القناة الأولى، أنه لم يكن أحد يتوقع أن تهاجم إيران إسرائيل بهذا الشكل المباشر، منوها إلى أن إسرائيل تمكنت من خرق الداخل الإيراني حتى تمكنت من استهداف العديد من العناصر الهامة داخل إيران.
واستطرد: “لم يكن أحد يتوقع أن تتمكن إسرائيل من اختراق الاستخبارات الإيرانية والوصل إلى معلومات دقيقة بهذا الشكل، وإيران دولة كبيرة ولها خبرات تمكنها من امتصاص الضربات الإسرائيلية والرد على إسرائيل”.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيّرة انطلقت من إيران بالقرب من الحدود اللبنانية، في مؤشر على اتساع رقعة الاشتباك. بالتزامن، نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على الأراضي الإيرانية، حيث شنت على الأقل خمس موجات متتالية استهدفت أكثر من 350 موقعا عسكريا واستراتيجيا.
وفي إطار الترويج للعملية، نشر الجيش الإسرائيلي تسجيلا مصورا يوثق انطلاق الضربات، كاشفا أن العملية تمت بمشاركة 200 طائرة مقاتلة وأكثر من 330 نوعًا من الأسلحة، وحملت اسما رمزيا: “الأسد الصاعد”.
تراخي استخباراتي إيراني ونتائج كارثية
ومن جانبها، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، تفاصيل مثيرة حول خلفيات الضربة، مشيرة إلى أن إيران كانت بالفعل تستعد لاحتمال تصعيد إسرائيلي في حال فشلت المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، لكنها لم تتوقع أن تبادر إسرائيل بالضرب قبل الجولة المرتقبة من المحادثات في سلطنة عمان يوم الأحد.
ووفقا للتقرير، فإن القيادة الإيرانية اعتبرت التهديدات الإسرائيلية مجرد “ضغط نفسي” يهدف إلى جرها إلى تقديم تنازلات، ما أدى إلى تجاهل التحذيرات وتقليص الإجراءات الأمنية، الأمر الذي تسبب في خسائر جسيمة.
اغتيال قادة بارزين
ومن أبرز نتائج الهجوم، بحسب التقرير، مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، بينهم الجنرال أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية في الحرس الثوري، خلال اجتماع طارئ في قاعدة عسكرية بطهران تم استهدافها مباشرة.
كما ذكرت مصادر مطلعة أن الضربة أصابت مركز منظومة القيادة والسيطرة الإيرانية، ما أحدث ارتباكا كبيرا في التنسيق الميداني، وطرح تساؤلات حادة داخل طهران حول الفشل الاستخباراتي الإيراني في رصد التحركات الإسرائيلية.
والجدير بالذكر، أن تستمر التحليلات حول أبعاد هذه الضربة الإسرائيلية ونتائجها، فإن ما هو مؤكد حتى الآن أن طهران وتل أبيب دخلتا مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة، تحمل معها احتمالات مفتوحة على كل السيناريوهات، خاصة في ظل هشاشة الوساطات الدبلوماسية وتراجع فرص الحلول السياسية.