حدث فلكي غير معتاد: مشاهدة انفجار نجمي مدهش في الفضاء.

حدث فلكي غير معتاد: مشاهدة انفجار نجمي مدهش في الفضاء.

في حدث فلكي نادر، أعلن مرصد الختم الفلكي الواقع في صحراء أبوظبي عن رصده مساء السبت 14 يونيو 2025، عن رصده لظاهرة سماوية مميزة، تمثلت في ظهور نجم لامع جديد، يُعتقد أنه ناتج عن انفجار نجمي من نوع “نوفا”.

انفجار نجمي من نوع “نوفا”

وأوضح المرصد أن النجم الجديد، الذي يحمل الرمز “AT 2025nlr”، رُصد ضمن كوكبة “السبع” في النصف الجنوبي من السماء.

ويُعد من الحالات النادرة التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة من المناطق المظلمة باستخدام منظار بسيط، حيث يُقدّر لمعانه الحالي بالقدر الثامن، وهو مستوى مرتفع نسبيًا لمثل هذه الظواهر.

نظام نجمي ثنائي

ويُرجح العلماء أن هذا اللمعان المفاجئ ناتج عن انفجار ناتج من تجدد التفاعلات النووية على سطح نجم أبيض في نظام نجمي ثنائي، وهو ما يُعرف فلكيًا بـ”نوفا”، حيث يؤدي التراكم التدريجي للمادة من نجم مرافق إلى اشتعال نووي مفاجئ يُنتج زيادة كبيرة في اللمعان.

كان النجم قد رُصد لأول مرة يوم الخميس من قبل برنامج “المسح الآلي الشامل للسماء لرصد المستعرات العظمى” (ASAS-SN)، وهو مشروع دولي تقوده جامعة ولاية أوهايو الأمريكية، ويضم شبكة من 20 تلسكوبًا روبوتيًا موزعة على نصفي الكرة الأرضية، تهدف إلى مسح السماء يوميًا لاكتشاف الانفجارات النجمية والظواهر العابرة الأخرى.

وفي تطور لاحق، تلقى مرصد الختم مساء السبت طلبا رسميًا من أحد المراصد العالمية المتعاونة مع برنامج ASAS-SN لإجراء قياسات ضوئية دقيقة للنجم باستخدام مرشحات متعددة، وذلك في إطار الجهود الدولية لفهم سلوك الانفجار في مراحله الأولى.

واستجابة لهذا الطلب، قام الفريق العلمي في مرصد الختم بتوجيه التلسكوب الرئيسي نحو النجم الجديد، وأجرى مجموعة من الرصدات باستخدام ثلاثة مرشحات ضوئية، أظهرت أن شدة لمعانه بلغت 7.7 باستخدام مرشح تحت الأحمر، و8.2 باستخدام المرشح الأخضر، و8.3 باستخدام المرشح الأزرق.

 وتم إرسال هذه البيانات بشكل فوري إلى الهيئات العلمية الدولية المعنية برصد وتوثيق الظواهر الفلكية.

اكتشاف هام فى الأوساط الفلكية 

ويحظى هذا الاكتشاف باهتمام واسع في الأوساط الفلكية العالمية، حيث طُلب من المراصد حول العالم مواصلة مراقبة النجم لمدة لا تقل عن عشرين يومًا، في ظل الأهمية الكبيرة للأيام الأولى من الانفجار في تحليل خصائصه وتطوراته.

وتبرز أهمية مرصد الختم في هذا السياق بفضل موقعه الجغرافي المثالي لرصد الأجرام السماوية الواقعة في النصف الجنوبي من السماء، وهي ميزة لا تتوفر لعدد كبير من المراصد الموجودة في أوروبا وأمريكا الشمالية، التي تواجه صعوبة في تتبع هذا النجم نتيجة لموقعه في السماء.

ويُعد هذا الحدث إضافة مهمة إلى سجل المرصد الإماراتي، ويؤكد على الدور المتنامي لدولة الإمارات في دعم البحث العلمي الفلكي والمشاركة الفعالة في المبادرات الدولية لمراقبة الفضاء وفهم الظواهر الكونية.